شاءت الظروف أن أحضر جلسة لمجموعة من الشباب السيناوى يحادث واحدا من المقربين إليهم من كبار العائلة... فى العريش كانت الجلسة... ما قالوه يستحق أن يعلمه الرئيس عبدالفتاح السيسى... هكذا طلبوا... فهم يظنون أنه لا مسئول يهتم بسماع الآخرين فى هذا البلد إلا هو... همومهم كثيرة وعجيبة أيضاً... لم أعقب على آرائهم إلا لمرة... لكن سمعتهم باهتمام بالغ... والحقيقة أنهم لم يطلبوا منى ردا والحمد لله... فما قالوه لا أملك له رداً... لكنهم طلبوا أن أنقل كلامهم كما قالوه... فماذا قالوا؟ الحكام السابقون كلهم ظلمونا... عبدالناصر تسبب فى احتلالنا... والسادات بنى فى كل محافظة مدينة جديدة ولم يفكر فى بناء غرفة فى سيناء... شمالاً وجنوباً... ومبارك لم يهتم فى سيناء إلا بالبحر وشرم الشيخ... ومرسى ابتلانا بالإرهابيين من دول عديدة... ولم يعرف فينا إلا مساحات الأرض التى تصلح لتدريب الأهل والعشيرة على قتل مصر... وجيشها... وشرطتها... قالوا أيضاً رغم عدم اهتمام الدولة بنا لم نكن يوما ضدها ولن نكون... ساعدنا عبدالناصر فى حرب الاستنزاف... وساعدنا السادات فى العبور... وساندنا مبارك فى تعمير شرم الشيخ... واليوم نساند السيسى... والجيش... والشرطة فى الحرب ضد الإرهاب... لكن لم ينظر أحدهم إلينا على أننا مواطنون مصريون... حرمونا من الالتحاق بالمؤسسات السيادية... ومن الوظائف الهامة... كل المحافظين الذين تولوا إدارة سيناء شمالا وجنوبا من خارجها... قالوا اننا محافظات حدودية... ومقتضيات الأمن القومى تفرض خبرات خاصة فى المحافظ... قلنا آمين... لكن كل محافظ يأتينا بطاقمه الخاص... سكرتير عام من خارج المحافظة... مدير الأمن من خارج المحافظة... رؤساء مدن والأحياء من غير السيناوية... اكثر من ذلك... كل الوظائف الهامة والمرتبطة بتسهيل حياة الناس تأتينا من خارج أهلنا... رئيس شركة الكهرباء... والمياه... مديرو الادارات التعليمية... مدير المرور... مديرو فروع البنوك... كل هؤلاء وغيرهم فى وظائف أقل أهمية مطلوب من الدولة أن توفر لهم سكناً لائقاً... وبدل غربة... ومعظمهم لا يقضى فى مكتبه إلا ساعات قليلة... وكلهم لا يستمر فى موقعه إلا سنوات أو شهوراً لا تسمح له بالإنجاز... حتى عندما فكروا فى الاستثمار استقدموا رجلا من خارج سيناء... أعطوه أرضا ليبنى مساكن لشباب العريش... فبنى قرية سياحية ولم يحاسبه أحد... مرة وحيدة حاولت الرد وليتنى لم أفعل... قلت: كلهم مصريون... جاءنى الرد يحمل مرارة الغربة داخل الوطن... ونحن أيضا مصريون... ولدينا كفاءات كثيرة... بيننا مهندسون أطباء... فينا من تخرج فى الجامعة... ومن كان يوما من خدم مصر فى مواقع بالجيش والشرطة... لدينا من يصلح محافظاً... وسكرتيراً عاماً... ورئيسا للمدينة والحى... لدينا خبرتنا بأهلنا وعاداتهم... وطباعهم... وتقاليدهم... وكلها أدوات نجاح لم يملكها كل من جاءنا من خارج سيناء... لدينا عقول وأحلام لسيناء لن يحققها إلا نحن... وإذا كانت كلمات الرئيس أنه لن يبنى مصر إلا أبناؤها... فلن يعمر سيناء إلا أبناؤها... فكل الذين جاءوها من المحافظات الأخرى لم يعمروها... لأنهم لا يعرفون عنها إلا القليل أو النادر أحياناً. الكلام كان كثيراً... أنقل بعضه إلى الرئيس السيسى... وكلى ثقة أنه سيهتم بما تحمله الرساله السيناوية... لأنها كلام لن يسمعه فى مجالس العواقل والشيوخ... أخشى أن يعهد بدراسته وحل ما به من معضلات إلى واحد من غير أهل سيناء. Email: