استوقفني تصريحات الحكم المونديالي جمال الغندور والذي فتح فيها النار على زميله المونديالي أيضا عصام عبد الفتاح متهما إياه بأنه وراء تطفيشه من الاتحادين العربي والافريقي ولم يكتف بذلك بل وصف التحكيم حاليا بأنه يعيش فترة من أسوا فتراته. الغندور خرج عن لياقته ودبلوماسيته وفجأه شن الهجوم متناسيا «العشرة» بين الاثنين.. ويبدو ان انحسار «الشو» الإعلامي جعل الغندور يخرج على النص ويصب جام غضبه على زميل الملاعب وينتقده بعنف بل تخطى النقد الى توجيه اتهام علني وصريح دون ستار أو مواربة. وأدهشني ان يأتي الهجوم بعد بوادر أخطاء بسيطة غير مقصودة بعد موسم ونصف الموسم من النجاحات التي حققتها لجنة عصام عبد الفتاح ولأول مرة منذ عام 96 يدير طاقم مصري مباراتي لقطبي الكرة المصرية الاهلي والزمالك ونجح الحكمان ابراهيم نور الدين ومحمد فاروق في ادارة اللقاءين في الدورة الرباعية والسوبر المصري ونال الحكمان إشادة من الجميع رغم قوة المنافسة وتحقيق الاهلي البطولتين. والغريب ان الغندور مر بهذه التجربة ومقارنة بالتجربتين تصب النتيجة في صالح عبد الفتاح الذي صًعد حكام صغار السن ورغم قلة خبرتهم إلا ان ما يميزهم الشجاعة وعدم الالتفات لنقد أو هجوم وهو ما يؤكد الثبات النفسي والانفعالي للحكام الحاليين في ظل هذه اللجنة بجانب الاستفادة السريعة لهؤلاء الحكام من أخطائهم رغم قوة المنافسة الشرسة. ولا أتوقع ان يتدخل عبد الفتاح لدى الاتحادين العربي والافريقي لإبعاد الغندور عن المحفلين لأمور كثيرة.. فأخلاقيات عبد الفتاح لا تسمح بذلك ولو فرضنا ان الرجل قلبه أسود بهذه الدرجة فهو ليس غبيا أن يشير من قريب أو بعيد للإساءة لزميل له في الملاعب.. فمن يوشي له حتى ولو كان قريبا من عبد الفتاح سوف ينظر للأخير نظرة متدنية ولا تليق بالمكانة التي وصل اليها عبد الفتاح من أخلاق رفيعة ومستوى مهني وعملي راقٍ. ويبدو ان الغندور فتش في كل أوراقه وتساءل لماذا هذا التجاهل هنا وهناك ولم يبحث عن أسباب ذاتية وشخصية وراء تجنب الكثيرين له خاصة أن البعض ينظر بأنه متعال ويشعر أنه أفضل من الجميع وان مصر لم تنجب حكما كرويا مثله ولم يصل بعد كحكم مونديالي للمكانة التي تناسبه وهي كارثة أن تشعر انك تتمتع بصفات وقدرات خارقة لم يصل اليها أحد بعد. وللأسف لا أجد زميل مهنة يحب زميلاً في نفس المهنة إلا من رحم.. وكلما كان المقابل المادي والمعنوي مرتفعا ويخطف القلوب والأبصار زادت درجة المعركة وباتت موقعة حربية تتعدى التصريحات النارية الى تشابك والنيل من الأعراض ولا يهم «منظرنا شكله إيه» ليس بيننا كمصريين بل مع الأشقاء والأصدقاء خارج حدود الوطن حتى باتت الإساءة تتخطانا كأشخاص لتترك بقعة سوداء كبيرة وقميئة في ثوب الوطن.. وما أكثر ظلمنا لهذا الوطن الحبيب حتى وهو يدمى لجراجه العميقة.