بعد أن توقفت الحياة فى قطاع الاتصالات تماما طوال السنوات القليلة الماضية وبالتحديد منذ 25 يناير 2011 بسبب الاحداث السياسية والأمنية وأيضا بسبب الرخصة الموحدة المزعومة التى شغلت القطاع كله وأصابت الحياة بالشلل التام وأصبحت كل الشركات فى حالة ترقب مشوب بالحذر انتظارا للمولود الجديد الذى طالت فترة حمله أكثر من حمل الفيل وباتت كل الشركات تقتر فى مصروفاتها تماما حتى يكون لديها رصيد تواجه به المجهول القادم وتحديات مرحلة غامضة حتى ضج الناس بالشكوى وتلقى جهاز تنظيم الاتصالات ملايين الشكاوى خلال السنوات العجاف هذه من سوء خدمة الفويس والانترنت المحمول والثابت وأصبح اتمام مكالمة المحمول من المعجزات بدون قطع واصبح الصوت أشبه بمحطة راديو ترانزستور زمان يحتاج ضبط وتوجيه الجهاز وتوقفت الخدمة تماما ليس فى مناطق نائية ولكن داخل القاهرة نفسها الشبكات واقعة والصوت محشرج وكأننا نبدأ من جديد وكأن خدمة المحمول لم تبدأ فى مصر منذ مايو 1998 وكنا كلما سألنا عن سوء الخدمة وأسباب تردى الشبكات الثلاث موبينيل وفودافون واتصالات كانت الاجابة أن عدد المشتركين قد تضاعف وأن البنية الأساسية أو الشبكات لم تتطور بنفس القدر ولماذا لم تطوروا شبكاتكم كان الرد «لما نشوف لما الرؤية تثبت يعنى عندما يبين الخيط الابيض من الخيط الأسود يعنى لما نشوف آخرة حكاية الرخصة والشبكة الرابعة وكيان البنية الاساسية الجديد» وفى كل مرة يقال لنا اننا سوف نبنى شبكات خاصة بنا ولن نعتمد على غيرنا فقط ننتظر الكيان واتضح بعد ذلك ان هذا الكلام للاستهلاك الصحفى ولا شيء يتغير على الأرض. والآن بعد اغلاق ملف الرخصة الموحدة ودخوله ثلاجة النسيان بعد كل ما نتج عنه من مشاكل وبعد تهديد الشركات بالتحكيم الدولى وتعريض مصر لخسارة مئات الملايين لأنها موقعة اتفاقية حماية الاستثمارات المتبادلة وقد يعرضها التحكيم الدولى لعقوبات اقتصادية خطيرة بعد أن أعلنت الشركات رفضها لمنح المصرية شبكة رابعة للمحمول وبعد رفض الشركات شراء بوابة دولية ورفض الاستثمار فى التليفون الثابت تعود الشركات لبدء رحلة البحث عن الذات والطبطبة على عملائها من جديد بعد شكاوى مستمرة من سوء الخدمة فقد قررت الشركات عودة ضخ استثمارات ضخمة لتطوير محطات التقوية والنهوض بالشبكات وسوف يشعر العملاء بالتحسن تدريجيا. يقول خالد حجازى رئيس العلاقات الخارجية بشركة فودافون إن الشركة لم تتوقف يوما واحدا عن ضخ استثمارات فى الشبكة ونجحت فى زيادة عدد العملاء بنسبة لا تقل عن 60 % خلال السنوات الأربعة الماضية وفعلا سوف يتضاعف عدد المشتركين بعد تطوير شبكتنا ولكن تأثرت الخدمة نوعا بسبب ما شهدته البلاد من انقطاع الكهرباء وتأثير ذلك على الشبكة والمحطات والبطاريات حيث عملنا على استبدال البطاريات وشراء اخرى جديدة ونضخ مليارات الجنيهات لتقوية شبكتنا لنبقي متميزين دائما لما تتمتع به فودافون من ثقة عملائها وسوف تنتهى الشكوى تماما ولدينا خطة متكاملة من اجل الوصول للمستوى العالمى ولكن تقابلنا بعض الصعوبات بسبب العشوائيات فى البناء وارتفاعات المبانى وعدم توصيل الكهرباء لبعضها. مشيرا إلى إن الشركة بدأت فى يونيو الماضى فى ضخ 3.5 مليار جنيه وهو الجزء المقرر ضخه خلال العام المالى الذى ينتهى فى مارس المقبل، ضمن برنامج كبير لتحديث كل الشبكات المحطات والابراج لتقديم خدمات الجيل الثالث والرابع خلال الفترة المقبلة. وقال: إنه تم رصد 9.5 مليار جينه خلال الثلاث سنوات القادمة للاستثمار فى مجال تحسين الخدمة لضمان رضا العملاء. أما شركة اتصالات مصر وهى تابعة لاتصالات العالمية الاماراتية التى تعد الاولى فى العديد من الدول العربية فلديها افضل خدمة انترنت محمول بشهادة جهاز الاتصالات كما يقول رئيسها التنفيذى ولديها خطة متكاملة للوصول الى مستوى راق من خدمة الفويس التى تشتهر بها فى كل الدول التى تعمل بها عن طريق ضخ الاستثمارات لتقوية الشبكة وزيادة محطات التقوية وسوف تشهد المرحلة القادمة مزيدا من التوسع فى محطات التقوية ليكون لدى الشركة افضل خدمة فويس وانترنت فى مصر ويتضاعف عدد المشتركين بعد أن يلمسوا التحسن الكبير فى الخدمة وقد تم رصد 9 مليارات من الجنيهات للاستثمار فى تقوية الشبكة خلال السنوات الثلاث القادمة. ولكن شركة موبينيل الأقدم فى مصر والتى أطلقت أول خط محمول فى مايو 1998 فهى بشهادة جهاز تنظيم الاتصالات الأفضل فى خدمات الفويس لأن لديها أكبر عدد من المحطات ويري المهندس أشرف حليم ان الشركة ماضية فى ريادتها وستظل الشركة الأولى بفضل الاهتمام الكبير بخدمة العملاء وتطوير وتقوية الشبكة وتقديم أحدث خدمات الموبايل الموبي كاش وغيرها مشيرا إلى أن خطة الاستثمار فى البنية الاساسية مستمرة. والسؤال الآن ماذا جنى قطاع الاتصالات من زوبعة الرخصة الموحدة ولماذا لم تسم الاشياء بمسمياتها ونقول شبكة محمول رابعة بدلا من حكاية الرخصة الموحدة التى لم يفهمها أحد، بالتأكيد خسر الجميع وفى المقام الأول عانى المواطن سوء الخدمة والاهمال بسبب ترقب الشركات للمجهول.