بعد أن فشل تنظيم الإخوان في استغلال حكم براءة الرئيس المخلوع مبارك، سعى من جديد لبث تسجيلات صوتية مفبركة زاعمًا أنها تسجيلات مسربة من مكتب المشير عبدالفتاح السيسي، وزير الدفاع آنذاك، زاعمًا أنها تسريبات لأعضاء بالمجلس العسكري ووزير الداخلية، كانوا يحاولون البحث عن مخرج قانوني من أجل تبرير حبس الرئيس المعزول محمد مرسي، في إحدى المناطق التابعة للجيش. وبدأ الخبير التقني، خالد عبد القادر، في توضيح حقيقة تلك التسريبات والتسجيلات الصوتية، مؤكدًا أن تكنولوجيا الصوتيات لا حدود لها، وأصبح هناك تطورات كثيرة في علوم التكنولوجيا الصوتية، وهناك آلاف البرامج التى تغير نمط الصوت وتنشئ مقاطع صوتيه تصل لدرجة تغيير وضع الصوت إلى صوت كائن حي آخر، ومن تلك البرامج ما هو متاح عبر أجهزة المحمول، ومتاح لأي شخص استخدامها، كبرنامج voice changer». وأوضح الخبير التقني أنه في العصر الحديث ظهرت العديد من التقنيات التى يتم استخدامها في هذه الأفعال غير القانونية، ومنها تقنية «سيري»، والتي تدعمها أجهزة الآبل والأيفون، والعديد من التطبيقات للأجهزة المحمولة، وتعمل تلك التقنيات على تغيير درجات الصوت والتلاعب في حدتها وارتفاعها ونغماتها عن طريق منظم صوت «ايكولايزر». وأشار إلى وجود العديد من التقنيات الصوتية الجديدة التي تتحكم في الأبعاد الثلاثية للصوت، وعلى رآسها التقنية الحديثة « SBX Surround»، والتى تتحكم في أبعاد الصوت، لتعطي إيحاء بواقعيته، وتستخدم في أغلب الأحيان لتعديل درجات الصوت خاصة في مخارج الحروف، وتليها على القائمة تقنية «SBX Bass». وأضاف أن هناك أنواع أخرى من الفبركة التي تتم عن طريق تقطيع الحروف من خطابات ومكالمات سابقة، واستخدامها وإعطائها لبرنامج، مع تعليمات تركيبها وتوصيلها، ليكون متاحًا لهذا البرنامج، نطق كلمات جديدة باستخلاص الحروف من الكلمات القديمة، التى تم إمداده بها، وتلك التقنية ضعيفة في الأساس، ويتم اكتشافها بسهوله، ولكن لازال البعض يستخدمونها حتى الآن. وتابع: «في بداية الأمر كانت تلك التقنيات تستخدم كنوع من أنواع المرح، ثم تطورت للتلاعب في أصوات المغنيين لجعله أكثر نقاءًا، ولم يلبث الأمر إلى أن تحولت إلى العمل غير الشرعي، بحيث يستخدمها العديد من القائمين عليها، في كسب المال، عن طريق تنفيذ أغراض العديد من الجهات والشخصيات، التي تريد التشهير بأشخاص عن طريق –فبركة- مكالمات وتسجيلات تنسب لهم، ويمكن التحكم في واقعية الصوت من خلال تشويهه عمدًا باستخدام جهاز مزج الأصوات، ويمكن استغلال أجهزة الصوت في الاستديو في خلق شخصية صوتية». واستكمل: «أغلب ما نراه اليوم من تسريبات صوتية، ما هي في الأساس إلا مجرد تسجيلات لمجموعة من الأشخاص الموهوبين في تغيير الأصوات، يتم التعديل عليها عن طريق تلك البرامج والتقنيات لتكون متشابهة لأصوات آخرين بنسبة تصل إلى 90%، أتمنى أن يتم وضع قوانين تجرم تلك التلاعبات بالتقنية لخدمة مصالح شخصية، وأغراض غير نبيلة». واختتم أن الطريقة التى يتم فيها التغيير على الدرجات الخاصة بالأصوات، تبدأ بالتضخيم والتضعيف «Amplitude and Fade»، ويتم في هذه المرحلة تضخيم أو تضعيف الموجات الصوتية حسب المادة الصوتية المسجلة وعادة ما يستخدم خيار الموجة المتوسطة في ال«Vocal» والخيارات الأخرى حسب شدة الموجات الصوتية «dB»، ثم تأتي مرحلة الموازنة «Balance»، وهي عملية موازنة بين القناتين اليمين واليسار لكي يصبح الصوت متناسقًا ومتوازنًا في القناتين والخيارات الأخرى ترفع المسار الأيمن بدرجة أعلى أو العكس، وفي النهاية تتم عملية المعالجة الديناميكية «Dynamic Processing»، والتي تقوم بها الأجهزة بشكل أوتوماتيكي، دون أي تدخل بشري.