أكد وزير الخارجية أن الوضع فى ليبيا يشهد تطورات تُثير القلق وتتطلب تعاملاً جاداً من دول الجوار، وتضافراً بين جهودهم فى تقديم العون للأخوة فى ليبيا لكي يتمكنوا من بناء مؤسسات دولتهم واستعادة الأمن والاستقرار وتحقيق تطلعاتهم المشروعة فى التقدم والرفاهية واللحاق بركب الحداثة. جاء ذلك في اجتماع دول الجوار الذى عقد فى الخرطوم الذى ترأسته مصر، شارك فى الاجتماع على كرتى وزير خارجية جمهورية السودان وأمين عام جامعة الدول العربية، ومبعوث جامعة الدول العربية، ومبعوث الاتحاد الأفريقى إلى ليبيا. وأضاف شكري إن ما يبعث على قدر من التفاؤل والإقدام هو نجاح دول الجوار منذ أن أطلقوا محفل دول الجوار الليبى فى طرح الإطار السياسى لتسوية الأزمة الليبية والذى قمنا بصياغته سوياً فى أغسطس الماضى فى القاهرة إلى أن اعتمدنا مبادرة جماعية تُعيد الاعتبار لمفهوم ومنطق الدولة والقانون، وتحيد منطق الميليشيا وممارساتها التى تتنافى كلياً مع متطلبات الحياة العصرية. وأكد أن الهدف من مبادرة الجوار زرع الأسس ووضع المعايير اللازمة للجهد الإقليمى والدولى الهادف إلى إنهاء الصراع الليبى عبر حوار يجمع كافة الليبيين على كلمة سواء تحجُب التطرف والإرهاب وتفتح الأفق واسعاً للمواطن الليبى كى يبحث عن مستقبله ويعبر عن خياراته السياسية عبر العملية السياسية والديمقراطية مُمتنعاً عن باستخدام العنف وإشهار السلاح تجاه أبناء وطنه. موضحا أن مكمن قوتهم هو وحدتهم التى تجلت بمبادرتهم وطرحهم المشترك يوم 25 أغسطس الماضى لإخراج ليبيا من محنتها، وهو أيضاً مشروعية اهتمامهم بدولة جارة تتأثر بنا ونتأثر بها أكثر من غيرنا وهو الاهتمام الذى نستند فيه إلى رغبات وتطلعات الأشقاء الليبيين والممثلين اليوم بشخص الوزير محمد الدايرى وزير خارجية ليبيا الشقيقة. ولفت إلى أن اجتماعهم سيوجه رسالة واضحة لتأكيد وحدة موقفهم وراء كافة المبادئ التى تضمنتها مبادرتنا لاسيما منها ما يتعلق ببناء دولة قوية وبمكافحة الإرهاب والتطرف؛ ولا شك لدينا من جانب آخر أن الحوار بين الليبيين هو السبيل الأفضل لترجمة تلك المبادئ واقعاً، وهو ما دعانا إلى إيلاء مكانة واضحة للحوار فى مبادرتنا على أن يتم بين قوى تعتمد السياسة وسيلة لتحقيق أهدافها وتتخلى عن الخيار العسكرى والعنف أسلوباً لبلوغ الغايات. وشدد شكري على أن على دول الجوار الاستمرار فى تقديم النصح للمبعوث الدولى كى يهتدى بشكل دائم إلى الخيارات الرصينة، وأن نقدم له كل الدعم المُمكن طالما التزم بمحددات رؤيتنا لمستقبل ليبيا دولة وطنية، موحدة، مستقرة، وذات سيادة.