شخصية تكنوقراط تُجيد الإدارة، أثار إعجاب الجيش الأمريكي بحرصه والتزامه بما هو في مصلحة جنوده… كانت هذه العبارات البسيطة والمقتضبة هي الأمثل لوصف أشتون كارتر المرشح الجديد لتولي وزارة الدفاع الأمريكية. لم يكن خبر ترشيح أشتون بالدوين كارتر، أمس الثلاثاء، لتولي حقيبة وزارة الدفاع الأمريكية خلفًا للوزير السابق تشاك هيجل محل صدمة أو اندهاش، فقد أثبت جدارة وتميز منذ بدايته في مراحل التعليم، حيث تخرج من جامعة ييل العريقة عام 1976 بعد إتمام دراسته للفيزياء وتاريخ العصور الوسطي ثم نجح في الحصول علي منحة ردوس لنيل درجة الدكتوراه عام 1979 في مجال الفيزياء النظرية من جامعة أكسفورد البريطانية، وقام بعد ذلك بتدريس الفيزياء في جامعة أكسفورد، وكان زميلا في جامعة روكفلر الأمريكية، ومعهد ماساتشوستس. وسرعان ما تفوق ابن مدينة فيلادلفيا أكبر مدن ولاية بينسلفانيا ليشغل مكانًا مرموقًا في الفترة الرئاسية الأولي في إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون كمساعد لوزير الدفاع لسياسة الأمن الدولي، وشملت مسؤولياته في تلك الفترة التعامل مع أسلحة الدمار الشامل في جميع أنحاء العالم، والإشراف على برامج الدفاع الأمريكية الصاروخية والترسانة النووية، والآلية السياسية للتعامل مع انهيار الاتحاد السوفياتي السابق، بما في ذلك الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل، والتحكم في الصادرات الحساسة للولايات المتحدة، علاوةً علي ذلك فقد كان كارتر المسئول عن توجيه الخطة العسكرية أثناء أزمة برنامج كوريا الشمالية للأسلحة النووية عام الأزمة 1994. وكان كارتر له دور أساسي في إزالة جميع الأسلحة النووية من أراضي أوكرانيا وكازاخستان وبيلاروسيا، بالإضافة لدوره البارز في تأسيس علاقة استخباراتيه ودفاعية بين الولاياتالمتحدة وجميع دول الاتحاد السوفيتي عند انتهاء الحرب الباردة. شارك أشتون كارتر، 60 عاماً، في تأليف العديد من الكتب في المجالات المختلفة، ووصل عدد الكتب التي شارك في بتأليفها حوالي 11 كتاباً، بالإضافة إلي أكثر من 100 ورقة بحثية في مجالات الفيزياء والتكنولوجيا والأمن القومي والإدارة. وشغل كارتر منصب نائب وزير الدفاع الأمريكي في حكومة الرئيس باراك أوباما من عام 2011 لعام 2013، وبناء علي ما سبق وما يمتلكه كارتر من خبرات واسعة أهلته لأن يكون مرشحًا قويًا لمنصب وزير دفاع أكبر دولة في العالم، وهو الآن في انتظار موافقة الكونجرس الأمريكي من أجل ممارسة مهام منصبه الجديد.