عثر فريق عمل من مكتبة الإسكندرية على الملف الوظيفي الخاص بعالم المصريات الفرنسي جاستون ماسبيرو (1846-1916) في دار المحفوظات بالقاهرة ويضم وثائق نادرة منها حصوله على راتب سنوي قدره 1000 جنيه مصري. وهو مبلغ كبير جدا من حيث القوة الشرائية للجنيه المصري آنذاك. وقالت المكتبة اليوم الأحد في بيان لها إن فريق عمل بمشروع رقمنة محتويات دار المحفوظات العمومية الذي تنفذه المكتبة بالتعاون مع وزارة المالية المصرية، عثر على ملف ماسبيرو ضمن ملفات خدمة الموظفين بالدولة والتي تعد من أهم المجموعات المحفوظة بالدار. وأضاف البيان أن ملف ماسبيرو يتضمن معلومات حول تاريخ ميلاده ومرسوما خديويا بتعيينه مديرا للانتكخانة (المتحف المصري) براتب قدره 1000 جنيه سنويا، وقرار تعيينه مديرا لمصلحة الآثار المصرية، وقرار الخديو عباس حلمي الثاني بتعيينه مديرا لعموم المتاحف المصرية ومدير عموم الاثار التاريخية. كما يتضمن الملف أيضا بيانات عن رصيد إجازات ماسبيرو خلال عمله وكشوفا بمدة خدمته في مصلحة الآثار حتى مايو 1914 وقرار إحالته إلى التقاعد عام 1914. ولد ماسبيرو لأبوين إيطاليين هاجرا إلى فرنسا، واهتم بالتاريخ المصري القديم، فتعلم الهيروغليفية والتحق بمدرسة الأساتذة العليا وفيها قابل عام 1867 عالم المصريات الشهير أوجست مارييت الذي أعطاه نصين هيروغليفيين تميزا بصعوبة القراءة، واستطاع قراءتهما في ثمانية أيام ثم أصبح عام 1869 مدرسا للغة المصرية القديمة وفي عام 1874 عين أستاذ كرسي شامبليون في كوليج دي فرانس. وجاء ماسبيرو إلى مصر في يناير 1881 وتولى في الرابعة والثلاثين منصب مدير مصلحة الآثار، وأمانة متحف الآثار في حي بولاق بعد وفاة مارييت، وأنشأ المعهد الفرنسي للآثار الشرقية واكتشف نحو أربعة آلاف نص هيروغليفي، واستكمل حفائر مارييت في معبدي ادفو وأبيدوس في جنوبي مصر كما استكمل عام 1886 ازالة الرمال حول تمثال أبوالهول وقام بنقل محتويات متحف الآثار في بولاق إلى المتحف المصري بميدان التحرير بالقاهرة. واكتشف ماسبيرو عام 1881 بمساعدة العالم المصري أحمد كمال خبيئة بالكرنك على بعد نحو 690 كيلومترا جنوبي القاهرة، وتحتوي على مجموعة من مومياوات ملوك الفراعنة والتي كانت موضوعا لفيلم (المومياء) لشادي عبد السلام. وقال البيان إن محتويات دار المحفوظات العمومية تقدر بنحو ثلاثة مليارات ورقة وهي من أهم مصادر البيانات، والمعلومات للمواطن العادي أو للباحث، وتضم وثائق خاصة بكل وزارة، ومنها دفاتر عتق الرقيق، ودفاتر قيد العربان، وسجلات أحوال العمد والمشايخ، وهي خاصة بوزارة الداخلية. كما تضم دفاتر الطب الشرعي، وأوراق الكتاتيب، والجبايات، والسيرك، ودفاتر رخص الموسيقى والغناء، وقوانين الدولة، واللوائح، واتفاقيات السفراء بوزارة الخارجية، وميزانية الدولة، والحسابات الختامية، والاحصاء السنوي العام للقطن المصري منذ عام 1911، والمعاهدات بين مصر والدول الأخرى، ومؤلفات في العلوم، والآداب، والتاريخ بالعربية والتركية والإنجليزية والفرنسية والايطالية.