«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تستهدف القضاء علي المرض في 2050
500 ألف مريض بفيروس "سى" ينتظرون العلاج سنوياً فعالية العلاج الحالى تكافح 60٪ من الداء.. والعلاج الجديد بعد 9 أشهر
نشر في الوفد يوم 24 - 11 - 2014

«قبل قتل الناموس جفف البحيرة».. عبارة حكيمة تكشف أهمية البحث عن مكامن الخطر قبل مواجهة الخطر نفسه.
وفى السنوات الأخيرة زادت أعداد المصابين بفيروس «سي»، وصلت النسبة إلى إصابة 25% من المصريين بالتهاب الكبد الوبائي «سي»، واحتلت مصر المرتبة الأولي علي مستوي العالم في الإصابة بهذا الفيروس الخطير «حسب الإحصائيات العلمية»، و70% من هؤلاء المرضى يتعرضون للإصابة داخل القطاع الصحي، وهو ما يفضح السبب الرئيسي في معظم الإصابات وهو تدهور أوضاع المستشفيات!
كارثة مرعبة وتحتاج إلي ضمير يقظ من صاحب الدواء، حتي يتماثل للشفاء، ولن يتم هذا بعيداً عن مواجهة العشوائية التي «عششت» داخل المنظومة الصحية في مصر.
ورغم خطورة المرض، فإن العلماء المتخصصين أكدوا أن الجيل الجديد من الأدوية الحديثة التي تم اكتشافها وتسجيلها عالمياً للعلاج الفيروسي تعد فتحاً علمياً عظيماً، يساعد في إنقاذ أكثر من نصف مليون شخص سنوياً ومقاومة المرض اللعين الذي يشبهه البعض ب «الإيدز».
«الوفد» تفتح ملف فيروس «سي»، لكي نتعرف علي أسباب نقل العدوي.. وأساليب وطرق الوقاية من هذا المرض اللعين.. وكيف يتم العلاج؟!
الدكتور سمير قابيل، أستاذ أمراض الكبد والجهاز الهضمي والأمراض المعدية رئيس الجمعية المصرية المركزية لأمراض الجهاز الهضمي والكبد والأمراض المعدية، أكد أن التهاب الكبد الفيروسي «ج» مرض معد يؤثر بشكل رئيسي علي الكبد، وتؤدى هذه العدوي المزمنة إلي ظهور ندوب علي الكبد وبعد عدة أعوام قد تؤدي إلي التشمع أو التليف في بعض الحالات، ثم الفشل الكبدي أو سرطان الكبد أو ظهور أوردة شديدة التورم في المرىء والمعدة، ما يتسبب في حدوث نزيف شديد يؤدي إلي الوفاة.
الوقاية أولاً
وأشار الدكتور «قابيل» إلي أن الوقاية جزء من العلاج، ومكافحة العدوي من المشاكل الرئيسية في مصر، حيث يزيد عدد المصابين سنوياً بمقدار 500 ألف حالة، و70% منهم يتعرضون للإصابة داخل القطاع الصحي، بينما ال 30% الآخرون من السلوكيات الخاطئة والتعامل مباشرة مع المجتمع. لافتاً إلي أن العدوي بفيروس «سي» تحدث بشكل أساسي من خلال اختلاط الدم بسبب حقن العقاقير غير الآمنة في الوريد بنسبة تبلغ ما بين 60 و80%، والمعدات الجراحية غير المعقمة في بعض مواقع الرعاية الصحية وغياب الانضباط في عمليات نقل الدم ومنتجاته، ونقل الأعضاء وثقب الجسم ورسوم الوشم الكبيرة أهم طرق العدوى، إلى جانب عدم تعقيم الوحدات الطبية ووحدات الأسنان وتلوث أدوات العناية الذاتية كأمواس الحلاقة وفرش وأدوات الأسنان وأدوات العناية باليدين والقدمين التي يمكن أن تكون علي تماس مع الدم.
وعن الفرق بين الفيروس الخامل والفيروس النشط أوضح أن الفيروس النشط يؤثر مباشرة علي أنزيمات الكبد وعملها، وتكون له أعراض تظهر علي الشخص المصاب كاصفرار العينين ونقص الوزن. أما الفيروس الخامل فيكون الشخص المصاب به حاملاً له فقط، ولا تظهر عليه أي أعراض، وتتراوح نسبة الحالات التي يتحول فيها الفيروس من التهاب حاد إلي التهاب مزمن 70%، وحوالي 30% من هذه النسبة ينشط فيها الفيروس، ويؤدي إلي تليف كبدي وأمراض سرطانية بالكبد.
وطالب بتوعية الأصحاء وتعريفهم بكيفية تجنب الإصابة بعدوي الفيروسات الكبدية.
زيادة المصابين
الدكتور محمد إسماعيل، أستاذ جراحة الكبد مدير برنامج زراعة الكبد ونائب مدير المعهد القومي للكبد والأمراض المتوطنة، يقول: إن أعداد المصابين في تزايد مستمر، حيث نستقبل حوالي 1200 حالة يومياً، مؤكداً أن أدوية الالتهاب الكبدي مثل (الإنترفيرون والريبافيرين) تصرف للمرضي المسجلة أسماؤهم لدي الدولة داخل المعهد.
وطالب بضرورة التركيز علي طرق الوقاية من فيروسات الكبد، وأشار إلي أن كمية عقار سوفالدي الواردة من الخارج والتي تقدر ب 225 ألف جرعة غير كافية للمرضي المصريين، الذي يوزع علي 6 مراكز طبية فقط، وننتظر تعميم العلاج في شهر نوفمبر القادم علي باقي ال 26 مركزاً بمختلف محافظات الجمهورية.
وأضاف الدكتور «إسماعيل»: هذا العقار باكورة علاجات جديدة للفيروس الذي يعاني منه الكثيرون منذ سنوات طويلة، وهناك شركات أخري ستنتج أدوية أكثر فعالية، لكن سوفالدي هو أول علاج بالأقراص، تم تسجيله في ديسمبر 2013 بالولايات المتحدة الأمريكية وفي أوروبا في يناير 2014، أما عن عقار هارفوني لفيروس سي الذي أوصت هيئة الأدوية الأوروبية بتداوله في دول الاتحاد الأوروبي في 26 سبتمبر الماضي، فهو عقار اعتمدته منظمة الأغذية والدواء الأمريكية مؤخراً وهو يصلح لعلاج النوع الجيني الأول لهذا الفيرس وهو عبارة عن أقراص كومبو مركبة مكونة من عقاري السوفوسفبوفير (السوفالدي) 400 مجم، بالإضافة إلي عقار الليديباسفير 90 مجم، في قرص واحد يؤخذ مرة يومياً من 8 – 12 أسبوعاً، ويعتبر أول علاج دوائي لفيرس سي بدون حقن الإنترفيرون.
فحص الدم
الدكتور رضا الوكيل، أستاذ أمراض الكبد والجهاز الهضمي بطب عين شمس، يؤكد أن مصر بحاجة إلي توفير علاج فيرس «سي» لنحو 500 ألف مريض سنوياً.
وأشار إلي أن المريض لا يظهر عليه أي أعراض، وربما يشعر ببعض الإرهاق عند بذل أي مجهود كان يقوم به في السابق دون تعب. وقد لا يعلم الكثير من المصابين أنهم مصابون، بل يكتشفون ذلك صدفة عند إجراء الفحوصات الروتينية، فنجد أن إنزيمات الكبد أعلي من المعدل الطبيعي وفحص الدم للفيروسات يظهر إيجابياً، كما توجد أعراض أخري إذا كان الالتهاب الكبدي الفيروسي حاداً، حيث ترتفع درجة حرارة الجسم مع اصفرار في لون العينين وآلام في المعدة وطفح جلدي وتغيير لون البول إلي اللون الغامق. وتعتبر هذه الأعراض هي الأعراض الأولية للإصابة بالالتهابات الكبدية الفيروسية، والنتيجة انتشار العدوي. لذا لابد لمن يشعر بمثل هذه الأعراض أن يقوم فوراً بعمل تحليل، وإذا ما اتضح الإصابة بالمرض.. فلابد من سرعة العلاج المناسب حتي لا تتطور الحالة.
ويضيف الدكتور «الوكيل» أنه قبل التحدث عن العلاجات المعروفة لفيروس «سي» لابد من الإشارة إلي أنه يجب علي مريض الكبد عدم استعمال أي أدوية إلا باستشارة الطبيب، حيث إن هناك بعض الأدوية لها تأثير ضار علي الكبد، مثل بعض المضادات الحيوية، وأدوية الروماتيزم، والمسكنات التي تؤخذ دون استشارة الطبيب قد تؤدي إلي ارتفاع نسبة أنزيمات الكبد في الدم، وحتي الآن لا يوجد علاج ناجح للفيروس الخامل، أما الأدوية التي تستعمل في حالات الالتهاب الكبدي الفيروسي «سي» النشط فهي عبارة عن حقن الإنترفيرون بأنواعها المختلفة طويلة المفعول وقصيرة المفعول، بالإضافة إلي أقراص الريبافيرين، وهذا هو العلاج المعترف به في العالم لهذا المرض، ولا يؤخذ إلا بعد إجراء الفحوصات اللازمة للتأكد من أن الدواء سوف يعطي أحسن نتيجة، وإنما لا يؤخذ في حالات الكبد المتليف المتقدمة وحالات وجود مضاعفات الالتهاب الكبدي الفيروسي، وهناك أدوية أخري توصف كعلاجات تحفظية لوظائف الكبد، ولكن ليس لها تأثير علي الفيروس.
ويواصل: أن هناك 3 مراحل تنتج عن قصور وظائف الكبد (إية وبي وسي)، وأخطر مرحلة هي التليف الذي يحتاج لزراعة كبد، وتشهد تلك المرحلة انخفاضاً في وظائف الكبد أي نقص كمية البروتين وارتفاع نسبة الصفراء وقلة نسبة التجلطات في الدم وهو ما يعني فشل وظائف الكبد وعندها تبدأ ظهور أعراض علي المريض منها الاستسقاء والقىء المصحوب بالدم والغيبوبة الكبدية، وعندها يصل الكبد لمراحله النهائية ولابد من زراعة كبد صناعي.
ويري الدكتور «الوكيل» أن الطريقة الوحيدة الناجحة لتشخيص الالتهاب الكبدي تتطلب عمل تحليل دم للشخص المشتبه بوجود المرض لديه، أولاً بإجراء الفحص الذي يعرف بتحليل الأجسام المضادة، وثانياً الفحص المسمي بتحليل الحامض النووي (آر إن إيه) لفيروس سي أو ما يسمي بتحاليل أنزيمات الكبد، لاكتشاف وجوده من عدمه لدي المفحوص، وذلك قبل تحديد العلاج اللازم لذلك.
وتابع: إن هناك نوعين من هذا التحليل: النوع الأول التحليل الكمي الذي يحدد من خلال إجراء عدد نسخ الفيروس في الدم والتي تتراوح ما بين خمسين ألفاً وخمسين مليون نسخة في الملليمتر الواحد، وذلك عند تأكيد الإصابة بالالتهاب الكبدي الفيروسي سي المزمن، ولكن لا يرتبط هذا العدد بحدة المرض أو خطورته، وإنما يرتبط باحتمالات الاستجابة للعلاج، كما يستخدم هذا التحليل لمتابعة الاستجابة للعلاج، ولذلك يجب مواصلته حتى يبين إلي أي مدي تستجيب قدرة المريض للعلاج. أما النوع الثاني فهو التحليل النوعي ويستخدم في تشخيص حالات الالتهاب الكبدي الفيروسي «سي» في فترة أسبوع أو أسبوعين من حدوث العدوي.
ومن الأخطاء المتكررة والشائعة بين المرضي عمل تحليل فحص ال(بي سي آر) لفيروس «سي» وهو في الأساس ليس لعلاج الفيروس، وإنما يتم في فترات محددة ومنتظمة قبل أو أثناء تناول العلاجات المناسبة ضد هذا الفيروس الخطير.
واستكملت الحديث الدكتورة كوكا سعد الدين، أستاذ أمراض الفيروسات والمناعة بجامعة الأزهر، قائلة: إن الكبد عضو معقد وكبير الحجم، فهو يزن حوالي 1.5 – 2 كيلو جرام، ويقوم بعمل وظائف هامة بالجسم مثل تنقية الدم بالجسم والتخلص من المواد الضارة وتصنيع مواد حيوية هامة، وفيروس سي واحد من عدة فيروسات للكبد الوبائي (إيه، بي، سي، إي، جي) وتسبب كل هذه الفيروسات التهاباً حاداً في الكبد تؤدي إلي حدوث خلل في وظائفه، لكن فيروس «سي» هو أخطر وأعنف هذه الفيروسات فتكاً بالكبد، ويؤدي إلي الإصابة بأمراض خطيرة مثل تليف الكبد وسرطان الكبد والفشل الكبدي، وحدوث خلل كامل أو جزئي في وظائفه، وحتي إذا لم تظهر أي أعراض له، وفي المرحلة الأولي للفيروس «سي»، غالباً ما تكون الأعراض ضعيفة وتتضمن: تعب عام وغثيان وفقدان للشهية وضعف عام في المنطقة المحيطة بالكبد، ثم تتطور لاصفرار لون العين والجلد وارتفاع بسيط في درجة الحرارة.
وتوضح: إن انتقال فيروس «سي» يحدث من الأم المصابة إلي جنينها في أقل من 10% فقط من حالات الحمل، لذا يوصي بالولادة القيصرية، حتي لا ينقل المرض للطفل أثناء عملية الولادة عن طريق الدم، كما يجب علي الأم المصابة تجنب الإرضاع إذا كانت مصابة بتشقق ونزف في حلمة الثدي، أو إذا كان عدد الفيروسات لديها مرتفعة. أما عن فحص التهاب الكبد الفيروسي فيبدأ عادة بفحوص الدم للكشف عن وجود أجسام مضادة باستخدام إنزيم مقايسة مناعية، لتحديد شدة الحالة عن طريق عمل تحليل (بي سي آر) للفيروس نفسه، وكذلك تحليل وظائف الكبد.. فإذا كانت اللطخة المناعية إيجابية، فهذا يعني أن الشخص كان مصاباً في السابق ولكنه شفي منها سواء بالعلاج أو بشكل تلقائي، وإذا كانت اللطخة المناعية سلبية، فهذا يعني أن المقايسة المناعية خاطئة، ويستغرق الأمر من ستة إلي ثمانية أسابيع بعد الإصابة قبل أن تصبح نتيجة فحوص المقايسة المناعية إيجابية.
وتمضى قائلة: إن الوقاية دوماً خير من العلاج وتحمي الإنسان كثيراً من الإصابة بالأمراض، لذا فهناك العديد من الإجراءات التي إذا التزم بها الشخص تجعله يتجنب التعرض لأمراض فيروسية كثيرة تنتشر بسهولة بسبب عادات خاطئة، خاصة مع فيروس «سي» بأنواعه والذي يصيب الكبد.
وتنصح الدكتورة «كوكا» بعدة خطوات ليقي الإنسان نفسه من الإصابة بهذا الفيروس الخطير، وعلي رأسها التحليل الدوري سنوياً علي الأقل وهو تحليل للأجسام المضادة، وهو يجريه المريض سنوياً للتأكد من خلو جسمه من الفيروس، ولا ينتظر حتي تظهر عليه علامات المرض، خاصة أن هناك نوعاً من فيروس الكبد «سي» يكون كامناً تماماً، وليست له أي أعراض حتي في مراحله المتقدمة والاكتشاف المبكر مهم للغاية، لأنه في مراحله الأولي قد لا يحتاج لعلاج تماماً.
وذكرت الدكتورة «كوكا» أنه منذ إصابة المريض بالعدوي وحتي وصوله لمرحلة التليف الكبدي وظهور تلك الأعراض التى قد يستغرق من 20 – 50 سنة، فالأمر يتوقف علي حالة المريض الصحية والبدنية ودرجة حافظة عليها وإذا ما كان يتناول كحوليات أو كان مدخناً من عدمه أو يعاني من السمنة، وتلقيه للتطعيمات اللازمة، وحفاظه علي نظام غذائي سليم وصحي، كل ذلك يؤثر علي مدي سلامة الكبد، ومدي قدرته علي المقاومة لفترات تتفاوت من شخص لآخر.
تخفيف المرض
الدكتور جلال غراب، الخبير الدوائي ورئيس الشركة القابضة للأدوية سابقاً، أوضح أن العلاج المتوفر حالياً لهذا المرض الفيروسي تصل فعاليته في أفضل الحالات إلي 60% فقط، وهو ليس علاجاً وإنما يخفف من أعراض المرض، وقدرة العلاج الجديد ترتبط بمدي السيطرة وضبط السكر في الدم.
وأشار إلي أن الحديث عن أسعار العقار هي بالفعل مشكلة للمرضي خاصة البسطاء الذين لا يملكون شراءه، ولذلك قررت وزارة الصحة علاج البعض علي نفقة الدولة من خلال تحمل تكاليف العلاج وزيادة التمويل. مضيفاً أن الخلاف الموجود علي الساحة الآن هو التفاوت السعري، حيث سيتم تداول العقار بالسعر الجبري بالصيدليات 14.900 ألف جنيه للعلبة الواحدة أي 7 أضعاف سعره داخل مراكز الدولة ال 26 التابعة للجنة القومية للفيروسات، وبما أن المستهدف من العلاج سنوياً لا يقل عن 500 ألف مريض سنوياً وصولاً لعلاج 20% من المرض، يتضح مدي احتياجنا إلي استراتيجية بمفهوم قومي يشمل جميع المرضي المصريين المصابين بفيروس «سي» داخل وخارج المراكز الطبية.
منوها إلي أن العلاج المركب الجديد «هارفوني» الذي يقال إنه سيقضي علي فيروس «سي» بنسبة 95%، نتوقع أن يكون متاحا في مصر بعد 9 أشهر من اعتماده في هيئة الأغذية والأدوية الأمريكية، كما حدث مع عقار «سوفالدي» الذي أخذ موافقة الهيئة في ديسمبر 2013 ودخل وزارة الصحة، وتم توزيعه في أقل من عام، وهو سيقضي تماماً علي استخدام الإنترفيرون، وفي الوقت نفسه سوف يتم إنتاج 7 أدوية جديدة خلال هذا العام تصل فعالية بعضها إلي 100%، ونتوقع في مصر القضاء علي هذا الفيروس تماماً خلال الفترة (2020 – 2025).


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.