انتشرت ظاهرة البطالة مؤخرا وخصوصا بعد ثورة 25 يناير فأصبح هدف كل شاب هو السفر للعمل بالخارج وحجته هي عدم توافر فرص عمل في الأسواق المصرية تناسبه حتى وإن كان لا يملك الإمكانيات التي تؤهله إلى العمل الجيد كالتعليم واللغة وغيرها. فهل هذا ذنب الحكومة وحدها في عدم توفير فرص عمل للشباب وعدم الاهتمام بمنظومة التعليم منذ سنوات عديدة أم أن الشباب مسئول عن ذلك أيضا ؟ هذا ما رصدته بوابة الوفد من آراء بعض طلاب جامعة القاهرة: أكد أحمد جمال طالب بكلية الإعلام جامعة القاهرة أنه يرى أن حصول أي طالب على فرص عمل جيدة فور التخرج تريد بذل الكثير من الجهد والتدريب في نفس مجال العمل أثناء الدراسة وهذا سيدفع الطالب أن يتميز عن أقرانه ويتيح له فرصا أكبر في أسواق العمل بعد التخرج . وأضاف جمال علي أن العمل إلى جانب الدراسة يكون شاقا نوعا ما لكنه مفيد جدا لأنه من ناحية يكسبك خبرة في مجال العمل ويوسع من شبكة العلاقات لدى الفرد ومن ناحية يكون بمثابة تطبيق عملي لما يدرسه الطالب بالكلية خاصة إذا كانت كلية عملية. وأضاف جمال أن التعليم بمصر أصبح أشبه بالمياه الراكدة التي لا تتحرك ولا تجدد من نفسه فما درسه الفرد يدرسه أبناؤه وأحفاده أيضا مشيرا إلى أننا نحتاج أن نطور المناهج كل فترة والاهتمام بالتعليم وليس تقاعس المدرسين واعتماد الطلاب على الدروس الخصوصية فنحن بحاجة إلى أن نغرس داخل الطالب أن يكون هدفه هو التعليم والاستفادة وليس مجرد النجاح. وقال محمد أسامة طالب بكلية الهندسة جامعة القاهرة إن فرص العمل متاحة ولكن لمن يسعى وعلى من يريد الحصول على فرص عمل جيدة أن يطور من نفسه أولا ومحاولة تطوير قدراته ومهاراته والحصول على دورات تدريبية في المجالات الخاصة بدراسته والتي يتطلبها سوق العمل . وأكد أسامة على أنه يجتهد بدراسته للحصول علي تقدير عالي يمنحه التميز عن زملائه يساعده في الحصول على فرصة العمل التي يحلم بها عقب التخرج. وأشار أسامة إلى أن المدارس والجامعات يتخرج منها الآلاف كل عام لا يمتلكون الخلفية المعرفية والثقافية التي تؤهلهم إلى التعامل مع العالم المحيط بهم وذلك بسبب عدم القدرة على الربط بين المناهج النظرية والممارسة الفعلية على أرض الواقع . وقالت أسماء مصطفى طالبة بكلية آداب جامعة القاهرة إنه لا يشغلها فكرة العمل بعد التخرج لأنها مهتمة أكثر بفكرة تأسيس بيت الزوجية وتكوين أسرة على العمل لأنها ترى أن هذا عملها التي خلقت لأجله. وأضافت مصطفى أنها لم تستفد الكثير خلال سنوات تعلمها وأنها تشعر أن تعلمها كان تحصيل حاصل حتى لا تكون أمية وأن التعليم بمصر أصبح سيئا للغاية وإن كان عبارة عن مشاريع استثمارية للربح ليس للتعليم. وأكدت مصطفى على أنها عندما تتزوج وتنجب أطفالا ستهتم بتعليمهم وستغرس فيهم القيم والمبادئ التي تربينا عليها وستساعدهم على تكوين خلفية ثقافية ومعرفية واسعة. واختلفت معها في الرأي ميادة محمود طالبة بكلية سياسة واقتصاد بجامعة القاهرة قائلة إنها تفضل العمل على الزواج حاليا لأنها تفضل المرأة العاملة عن ربة المنزل لأن العمل يكسبها الثقافة والخبرة والمهارات الحياتية التي تساعدها لاحقا لممارسة دورها كزوجة وأم. وأكدت محمود على أنها تشارك في الدورات التدريبية التي تعقدها الكلية خلال العام الدراسي وأن العمل متوفر لمن يريد الحصول عليه موجهة رسالة للشباب قائلة " ثقف نفسك الأول ودور بعدين قول مفيش شغل". وأضافت محمود أن الطالب المجتهد هو من يسعى دائما لتثقيف نفسه رغم نقص الإمكانيات أو انتشار الجهل من حوله مؤكدة أن الحكومة لا تهتم بمنظومة التعليم ولا بتطورها وتحتاج إلى سنوات عديدة حتى تلحق بالدول المتقدمة.