تشهد مصر يوم 16 ديسمبر القادم افتتاح أكبر حدث تاريخي ثقافي يحكي تاريخ وحضارة مصر وهو «أوبرا عايدة» في حضن الأهرامات وأبوالهول.. مؤكداً حدثاً مهماً وفكرة أكثر من رائعة، الحدث الكبير يشرف علي تنظيمه ثلاث دول «مصر ولاتفيا وإيطاليا» التي ترأس الاتحاد الأوروبي الآن، ولاتفيا التي تتسلم رئاسة الاتحاد أوائل يناير 2015، ومصر صاحبة الحدث العظيم، الحدث الذي جاء بفكرة جيدة لوزير السياحة هشام زعزوع وهي ضمن استراتيجية وزارة السياحة بإقامة العديد من الاحتفالات للترويج للسياحة المصرية، وجاء من ضمنها وأهمها احتفالية «أوبرا عايدة» لسببين، السبب الأول لتنشيط السياحة الثقافية في خطوة تفاؤلية لبث الطمأنينة وتحسين صورة مصر الذهنية في الخارج بين مواطني العالم، وتكذيب أي ادعاءات بعدم الاستقرار وهذا من أهم عناصر عودة السياحة لمصر، السبب الثاني أن هذا الاحتفال يتزامن مع الاحتفال بمرور 145 عاماً علي افتتاح قناة السويس وتدشين المرحلة الجديدة من قناة السويس. الحدث - كما قلت - مهم جداً وهذا ما يدعو للقلق لأسباب منها إقامة الحدث بعد أقل من شهرين، هل الوقت كافي للتحضير والإعداد لمثل هذا الحدث الضخم؟.. وهل استعدت جميع أجهزة الدولة سواء محافظة الجيزة أو الوزارات المعنية لتجهيز منطقة الأهرامات، خاصة في ظل ما تعانيه المنطقة من إهمال، كما أثير الأسبوع الماضي في وسائل الإعلام من إهمال طوال السنوات الأربع الماضية، بعد توقف حركة السياحة وهل هناك استعداد للصقيع الشتوي، خاصة أنها تقام علي سفح الهرم وهو منطقة مفتوحة. أسئلة كثيرة نطرحها نوعاً من الاطمئنان علي إقامة مثل هذا الحدث الذي لا قدر الله حال فشله سيكون بمثابة كارثة للسياحة المصرية وضياع مجهود وزارة السياحة، ونأمل أن يصيب التوفيق لهذا الجهد الكبير الذي سيكلف مصر الكثير، وأتمني أن يلاقي النجاح الذي لاقاه احتفال أوبرا عايدة عام 1987 الذي حضره العديد من الملوك والرؤساء ومشاهير العالم، ونأمل ألا يصادفه الفشل الذي صادف المحاولة الثانية لإقامة أوبرا عايدة ومسرحية أنطونيو وكليوباترا الذي أقيم في الإسكندرية وكان بسبب سوء التخطيط والترويج. تساؤلات عديدة وتوضيحات أجاب عنها الخبير السياحي عادل زكي، أحد أعضاء اللجنة المنظمة للاحتفالية، فقال: الغرض من إقامة أوبرا عايدة هو إعادة السياحة الثقافية مرة أخري لمصر، فجاء قرار هشام زعزوع وزير السياحة بضرورة إقامة العديد من المهرجانات لنوجه رسالة إلي العالم الخارجي الذي لديه تخوف من القدوم للقاهرة بأن مصر تشهد حالة استقرار سياسي وأمني، فجاء قراره بتكرار «أوبرا عايدة» التي سبق وأقيمت في الأقصر عام 1987 علي أن تقام في القاهرة علي سفح الأهرامات وأبوالهول، وجاء القرار بترحيب كبير من إيطاليا ولاتفيا علي أن يستغل الحدث في الترويج لتنشيط السياحة الثقافية، والفكرة ليست وليدة اليوم ولكن كانت مطروحة منذ عامين.. وبدأنا الإعداد منذ شهرين، فالوقت كافٍ تماماً وهناك استعدادات تامة لحالة صقيع الشتاء فلا خوف من ذلك. وقال: إن أوبرا عايدة مقرر لها حفلة واحدة ولا توجد تذاكر مفتوحة للبيع ولكن يمكن لأي شركة سياحية أن تتعاون لنقل الضيوف حال طلبهم زيارة الأوبرا المصرية.. وسيتم توجيه الدعوات من رئاسة الجمهورية ووزارة الخارجية لرؤساء الدول ومنهم رئيس إيطاليا ورئيس لاتفيا ومشاهير العالم سواء في السياحة أو الفن والإعلام والحفل يحضره 1700 شخصية عالمية من أوروبا، بالإضافة إلي الوزراء المصريين والمهتمين بالسياحة. وعن المشاركة في تقديم العرض أكد أن العرض يشارك في تقديمه 1000 فنان ما بين ممثلين ومغنين وأوركسترا، حيث يقوم بالأداء التمثيلي والغنائي ممثلون من إيطاليا ولاتفيا والأوركسترا، يشارك فيها العازفون المصريون من الأوبرا، كما يتم الاستعانة بمجاميع من الجيش ليقوموا بدور الكومبارس، ويتم الاستعانة بالحيوانات المشاركة في العرض من السيرك القومي المصري، ويقوم بإخراج الأوبرا مخرج أوبرا لاتفيا، ويقوم بالإشراف علي جميع النواحي الفنية الدكتور حسن كامي، الذي سافر إلي لاتفيا والتقي المجموعة الفنية المنفذة للعمل للتعرف علي مطالبهم التي كان أهمها أن يتم تصوير الحدث بمعرفة تليفزيون لاتفيا، حيث يتم التصوير بطريقة مهنية وتقنية عالية جداً. وأكد «زكي» أن تكلفة إقامة أوبرا عايدة كبيرة جداً جداً، وأكد وزير السياحة إقامة الحدث مهما كانت التكلفة ليخرج بصورة مشرفة لأنه يحمل اسم مصر ولم تحدد بعد قيمة التكلفة والميزانية. وهذا الحدث سيستغل إعلامياً للترويج لمصر من خلال وسائل الإعلام والوكالات المالية في أوروبا، حيث تولي وكالة العلاقات العامة «هيل آند نوتن» الترويج لهذا الحدث العالمي في جميع وسائل الإعلام المرئية والصحف والمجلات العالمية ومواقع التواصل الاجتماعي من خلال شبكة المعلومات الدولية. طرحنا الموضوع علي خبراء القطاع السياحي، الذين أجمعوا علي أن عمل مثل «أوبرا عايدة» حال نجاحه وحضور رؤساء ومشاهير العالم سيعطي نوعاً من الطمأنينة وتحسين صورة مصر أمام العالم، وهو الأمر الذي أكده المهندس أحمد بلبع، عضو مجلس إدارة رئيس لجنة السياحة بجمعية رجال الأعمال، من أن الاحتفالات بمثابة أن البلد به استقرار وترويج للسياحة المصرية، خاصة إذا كان حدث مثل «أوبرا عايدة» فمن المؤكد سيلفت أنظار العالم إلي مصر. نفس الأمر أكده الخبير السياحي كامل أبوعلي، من أن هذا الحدث الراقي يعيد للأذهان أن مصر بلد طبيعي يتمتع بالأمن والأمان، وإقامة هذا الحدث دعاية للسياحة تساوي ملايين الجنيهات وأتمني من جميع رجال الأعمال المصريين أن يقيموا احتفالات ومؤتمرات لأن كلها دعاية لمصر. بينما يري الخبير السياحي أحمد الخادم، وزير السياحة في حكومة ظل الوفد، أن مثل هذه الاحتفالات جيدة جداً شرط الإعداد الجيد لأن حالة عدم حضور عدد كبير من الشخصيات العالمية المرموقة والملوك والرؤساء والأمراء ستكون النتيجة عكسية تماماً، فمعيار النجاح هو مستوي الحضور والتنظيم الجيد. وهو نفس الأمر الذي أكدت عليه الخبيرة السياحية أماني الترجمان، أن إقامة أوبرا عايدة خطوة جيدة جداً شرط أن نكون مستعدين جيداً جداً جداً لأن أي خطأ يكون بمثابة كارثة لمصر. بينما تري الخبيرة السياحية نورا علي، أن الحدث شيء أكثر من رائع وفكرة جيدة واختيار موفق لإقامتها في منطقة الأهرامات وأبوالهول لتحكي تاريخ مصر وهذا الحدث مؤكد له مردود جيد علي السياحة المصرية وأفضل من أي دعاية لأننا نعرض تاريخنا وحضارتنا بهدف الترويج لمنتج السياحة الثقافية، وهذا شيء جيد يتفق مع استراتيجية وزارة السياحة بالتركيز علي المناطق الثقافية، وهذا الحدث سوف يستغله منظمو الرحلات في الخارج للترويج لمصر. ويتفق في الرأي الخبير السياحي أمجد حسون، مؤكداً أن وجود مشاهير العالم والرؤساء أكبر من أي دعاية في العالم للسياحة المصرية، وأنا علي أتم الاستعداد للمشاركة مجاناً لأي دعم لإنجاح هذا الحفل سواء بتوفير أتوبيسات لنقل الضيوف أو المطاعم أو أي شيء من أجل اسم مصر أمام العالم الخارجي. وفي نفس السياق أكد الخبير السياحي محمد نظمي، أن أي مجهود يقدم من أي فرد يكون لصالح مصر وله مردود اقتصادي وسياحي لمصر، خاصة أن «أوبرا عايدة» حدث مهم جداً وله شهرته العالمية وفكرة إقامتها تعيد اسم مصر لأذهان العالم، فنحن في حاجة شديدة إليها، خاصة بعد النجاح المبهر الذي حققته في الأقصر من قبل ومؤكد لها مردود جيد جداً، ويخلق حالة من الشوق لدي الناس وأن مصر مازالت موجودة وعادت مرة أخري، محتاجين نؤكد أن مصر بلد الأمن والأمان ومهما كلفنا الأمر من إنفاق فالمردود لسنوات طويلة وللأجيال القادمة. كما يؤكد الخبير السياحي عادل عبدالرازق، عضو مجلس إدارة الاتحاد المصري للغرف السياحية، أن أوبرا عايدة تدعمها لاتفيا وإيطاليا، ومردودها عالٍ جداً، وأن القطاع السياحي يجعل الرئيس هو الذي يوجه الدعوات للرؤساء والشخصيات العالمية شيء أكثر من رائع، خاصة أن خطابه أمام الأممالمتحدة أعطي بعداً جديداً لمصر في علاقتها الدولية وتغيير صورة العالم لمصر وإقامة هذا العرض علي سفح الأهرامات، سيغير الصورة أمام العالم ليشعروا أن مصر بها استقرار أمني. وفي نفس الاتجاه أكد الخبير السياحي ناجي عريان، نائب رئيس غرفة الفنادق، ضرورة إقامة العديد من الاحتفالات للتأكيد أن مصر تتمتع بالاستقرار السياحي، وأوبرا عايدة شيء إيجابي ولكن مطلوب التحضير لها جيداً، لأن هذا الحدث يعيد اسم مصر ويرجع الأشياء الإيجابية للسائح المستهدف.