لأول مرة بحضور ممثلين عن التيار السلفي وجماعة الإخوان المسلمين والجماعة الإسلامية، نظم الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين برعاية الأزهر الشريف مؤتمره الأول في القاهرة بعنوان: " سمات الخطاب الإسلامي"بفندق "جراند حياة" والذي دعا العلماء من خلاله جميع التيارات الإسلامية ل"عدم المغالاة في العمل السياسي" وضرورة التركيز على العمل الاجتماعي. في البداية، أكد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، أن الإسلام لا يعترف بمصطلح إسلام سياسي أو علمي، مطالبا بالارتقاء بالعلم الصوفي وتفعيله حيث إن الناظر للعصور الماضية يجد أن قادة العمل السياسي وغيره من المجالات ممن تعلموا التصوف. وأكد شيخ الأزهر خلال كلمته التي ألقاها بالنيابة عنه الدكتور حسن الشافعي الأستاذ بكلية دار العلوم ومستشار شيخ الأزهر، أن ثورة 25 يناير صنعت من ميدان التحرير مكانا جغرافيا بأدبيات راقية فتحت لمصر آفاقا جديدة طالب باستغلالها من أجل استعادة مصر لمكانها وريادتها بين العالم المتقدم. وأضاف أنه لابد من إعداد الداعية الإسلامي حتى يمكن النهوض بالخطاب الإسلامي، مفرقا بين الفتوى والوعظ والدعوة، فلا يمكن لكل من يقوم بالوعظ أن يكون مفتيا، كما طالب بضرورة توسيع الاجتهاد من أجل النهوض بالخطاب الإسلامي، وأن يكون إعداد الدعاة والعلماء من خلال دراسة متقنة عن طريق التلقين وليس عن طريق تحديد كتب لقراءتها ، وأن يتم بشكل تخصصي معرفة مطالب الإفتاء ومطالب التجديد.من جانبه رفض الدكتور نصر فريد واصل مفتي الجمهورية الأسبق ممارسات بعض العلمانيين الذي ينادون بفصل الدين عن الدولة من خلال مزاعمهم التي يروجون من خلالها إلى أنه "لا سياسة في الدين ولا دين في السياسة" ، قائلا: إنها "مقولة العلمانيين الذين يفصلون بين الدين والدنيا ويريدون السياسة ذاتية نفعية وتفصل بين الدين والدولة، في حين أن الإسلام لا يفصل بين الدين والدولة، حيث أنه دين ودنيا".وأكد أن نجاح الثورة المصرية يأتي ردا عمليا مباشرا على الدعوات والحروب المتأصلة على الإسلام وشريعة الإسلام والمسلمين بأنه دين إرهاب، حيث طالبت بالسلام للفرد اجتماعيا وعالميا.بدوره، أكد الدكتور محمد مختار المهدي رئيس الجمعية الشرعية لتعاون العاملين بالكتاب والسنة أن إصلاح الدعوة يتطلب إصلاح ما بين العلماء ، وأن ننهي الخلاف المصطنع فلافرق بين الصوفية والسلفية ولو تخلصت الصوفية من البدع ، وتخلص السلفية من التشدد لأصبحا جزءا واحدا ، مشددا على أن الإسلام كيان واحد.وأكد أن أسباب فشل الدعوة في العالم الإسلامي في الآونة الأخيرة كان سببه لهث الدعاة وراء تحصيل المال أو السمعة والشهرة في الدعوة، مطالبا بعودة الخطاب الدعوي إلى أسلوب القرآن ، وتلجيم العوام عن علم الكلام في الدين حيث أنهم يجهلون كثيرا من ثوابت هذا الدين .وشدد المهدي على ضرورة العودة لمنهج رسول الله في الدعوة ، ونذكر الجميع أن من يسير على منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم سيسعد في الدنيا والاخرة.وهو ما اتفق معه مفتي الجمهورية الدكتور علي جمعة، الذي أكد أن من أهم مبادئ الخطاب الإسلامي هو الخطاب الدعوي، مصداقا لقوله تعالى: "ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة"، مطالبا بضرورة التمسك بالحكمة والصبر في الدعوة إلى الله وأن يختار الداعية الوقت المناسب لدعوة غيره مع ضرورة ألا يكون جافا أو مفرطا.في حين أكد الدكتور عصام البشير الأمين العام المساعد لشئون الدعوة بالمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة على "ضرورة عدم مغالاة التيار الإسلامي في الحديث عن السياسة وترك العمل المجتمعي وبناء الفكر"، معتبرا ذلك "إفشالا حقيقيا لدعوة العودة لتطبيق الشريعة" وقال: "المجتمع متقدم عن دور الدولة، ولو أننا جعلنا المجتمع والأمة كلها في وعاء الحكم لانحرفت الأمة، ولابد للخطاب الإسلامي أن يقدم النموذج للحكم الرشيد الذي يقوم على فصل السلطات".وأوضح بشير أن الأولويات اليوم لا تتطلب الحديث عن العقوبات والحدود، ولكن ما نريده اليوم هو بناء العقل الحر في مختلف أبعاده ، وتحقيق العدل الاجتماعي، والحرية المنضبطة ، ومواجهة الاستبداد في مختلف المجالات، بحد قوله.حضر المؤتمر الدكتور محمد عمارة ود. محمد مختار المهدي، ود. محمد كمال إمام، ود.زغلول النجار ، ود. سلمان العودة، ود. عصام البشير، و د.علي القرة داغي، ود. عمر عبد الكافى والمهندس عبد المنعم الشحات والدكتور كرم زهدي.