انيميا البحر المتوسط هى أحد امراض فقر الدم المزمنة التي تؤثر على صنع كرات الدم الحمراء في الدم فتكون مادة الهيموجلوبين غير قادرة على القيام بهمتها في نقل الاكسجين بالاضافة الى رفع مستوي الحديد في الدم ويسمى المرض أيضاً «الثلاثيميا». وتقول الدكتورة آمال البشلاوي، أستاذ طب الأطفال وأمراض الدم بطب قصر العيني ورئيس الجمعية المصرية لأنيميا البحر المتوسط: أنيميا البحر المتوسط مرض وراثي ينتج عنه نقص في كمية الهيموجلوبين التي تحتويها كرات الدم الحمراء، وبالتالي الأنيميا «فقر الدم» وفي هذه الحالة يوجد حامل المرض وهو لا يكون عنده أي اعراض حيث انه يحمل جينا واحدا فقط للمرض، وهناك درجات في شدة المرض مرض شديد يحتاج الطفل في هذه الحالة الى نقل الدم بعد 6 شهر أو في الحالات الشديدة جداً قبل ذلك ويعتمد الطفل على نقل الدم المستمر وهناك انيميا البحر المتوسط المتوسطة وتظهر علامتها على المريض عادة بعد سن العامين وقد يكون بعد سن عشر سنوات أو عند الحمل في النساء ومريض انيميا البحر المتوسط نتيجة لنقل الدم المستمر يتراكم الحديد داخل جسمه ويلزم في هذه الحالة اخذ الدواء الذي يساعد الجسم على ازالة الحديد ومنعه من التراكم في الأعضاء المهمة مثل الكبد والقلب والغدد الصماء وتكون النتيجة أما اخذ الدواء وانزال الحديد، حيث يحتاج الى أكثر من عشر مرات نقل دم وممكن يحدث له تليف في الكبد وهبوط في عضلة القلب خاصة بعد سن عشر سنوات ويتأثر نمو الطفل وبلوغه وتوجد الأدوية التي تؤخذ للتخلص من الحديد ومنها الدواء الذي كان يؤخذ في الماضي وهو أول اكتشاف للدواء الذي يساعد على انزال الحديد لهؤلاء المرضى والذي يؤخذ عن طريق مضخة تضخ الدواء عن طريق ابرة توضع تحت الجلد في بطن المريض على مدى 8 الى 10 ساعات يومياً حتى تزيل الحديد وذلك كان من أسباب عدم الزام المريض بأخذ هذا الدواء مما تسبب في تراكم الحديد في اجسام هؤلاء الأطفال ولكن بفضل الاكتشافات الحديثة اكتشفت الادوية التي تؤخذ عن طريق الفم التي تساعد على انزال الحديد والتي كان لها الدور الفعال في زيادة نموهم ومنع مضاعفات المرض وبلوغهم في السن القريب من الطبيعي وهناك المهندسون والاطباء والسيدات المتزوجات والحوامل يعيشون حياة قريبة الى الطبيعية بفضل الدواء الذي يؤخذ مرة واحدة بالفم. وتضيف الدكتورة آمال البشلاوي: مرض أنيميا البحر المتوسط ينتشر في مصر حيث يبلغ نسبة حاملي المرض «لا يعاني من أي اعراض» أكثر من 9٪ ويولد سنوياً أكثر من ألف ونصف طفل مريض بأنيميا البحر المتوسط ولذا يجب نشر الوعي عن هذا المرض عن طريق الاعلام ووسائله المختلفة والفحص الاجباري قبل الزواج لمرضى انيميا البحر المتوسط حيث كان من المعتقدات أنه لا يحدث الا بزواج الاقارب وهذا خاطئ لأنه يحدث سواء في زواج الأقارب أو غير الأقارب وخاصة في مصر لانتشار حاملي المرض وقد استطاعت كثير من الدول التخلص من الأعداد الزائدة التي تولد بهذا المرض نتيجة لعمل خطة لمنع انتشار المرض بزيادة التوعية والفحص الاجباري قبل الزواج والذي لا يلزم عدم الزواج اذا كان الرجل والمرأة يحملون المرض ولكن في هذه الحالة يرسل الاثنين للمشورة الوراثية لشرح المرض وتعرض أولادهم للاصابة بهذا المرض وعليهم الاختيار بالنسبة لحاملي المرض «الزوج والزوجة» وعلى المأذون ألا يسمح بالزواج حتى يثبت له أنهم أجروا فحص انيميا البحر المتوسط وهناك الكشف على الجنين وهو داخل رحم أمه في الأسابيع الأولى من الحمل في المركز الذي انشأته عيادة امراض الدم بمستشفى أبو الريش بجامعة القاهرة للكشف على الاجنة لهذا المرض واذا حدث وكان الجنين مريضاً فعلى الأم أن تختار أن تحتفظ به أم لا قبل بلوغ 12 أسبوعاً حسب الدين والشرع ويوجد فائدة في فحص الجنين ايضاً وهى معرفة اذا كان مريضاً ويحمل المرض أم سليم وذلك بالنسبة لأخيه المريض فاذا كان الجنين يحمل المرض ممكن أن نأخذ عند الولادة دم خلايا الأم من الحبل السري لهذا الطفل واذا كان هناك توافق بينه وبين أخيه المريض نعمل ذرع نخاع لأخيه المريض حتى يتخلص المريض من مرضه ويصبح سليماً وهذه هى الطريقة التي يمكن بها التخلص من المرض واياَ يمكن التخلص من المرض عن طريق انجاب طفل الأنابيب حيث يمكن معرفة البويضات المخصبة التي لا تحمل المرض وزرعها في رحم الأم حتى ينمو طفل سليم. وترى الدكتور آمال البشلاوي يمكن الشفاء من المرض بعمل زرع خلايا الأم او زرع نخاع من أحد الاخوة السليم أو حامل المرض لأخيه المريض التي يوجد توافق بينهم في الانسجة و70٪ من هؤلاء الاطفال يحدث لهم التهاب كبدي نتيجة لنقل الدم ويوصي بعمل التحاليل الحديث التي تكشف عن فيروس سي بالدم ومعرفة أن ذلك لن يكلف مثل تكلفة علاج الالتهاب الكبدي الفيروسي وهناك كثير من الدول العربية التي تخلصت من هذا المرض مثل لبنان والسعودية وفلسطين.