أعلنت أمس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس عن النتائج الأولية للانتخابات التشريعية 2014. حيث حصل حزب «نداء تونس» على 85 مقعداً وتليه حركة «النهضة» الممثلة لتيار الاخوان المسلمين ب69 مقعداً يليها حزب «الاتحاد الوطني» الحر ب16 مقعداً ثم «الجبهة الشعبية» ب15 مقعداً، ثم حزب «آفاق تونس» 8 مقاعد، وحصلت أحزاب صغيرة وقوائم مستقلة على 24 مقعداً.في الوقت الذي بدأ فيه الاستعداد لبدء الحملة الدعائية للانتخابات الرئاسية بدءاً من غد السبت. وسيعقب الانتخابات التشريعية انتخابات رئاسية في 23 نوفمبر المقبل لتحصل بذلك تونس على مؤسسات حكم مستقرة لولاية من 5 سنوات بعد نحو 4 سنوات من عدم الاستقرار. ويضم «نداء تونس»، التجمع غير المتجانس شخصيات من اليسار ووسط اليمين ورموزاً من نظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي وآخرين كانوا معارضين له، اعتمد في حملته الانتخابية لهجة منتقدة جداً لجماعة الاخوان. وأقرت حركة «النهضة»،بهزيمتها وهنأت خصمها على الفوز.وراقبت الانتخابات التونسية بعثة من الاتحاد الأوروبي ضمت 112 مراقباً، من بينهم سبعة أعضاء في البرلمان الأوروبي، وبعثة من مركز «كارتر» وبعثة من جامعة الدول العربية.وأعربت الجامعة عن ارتياحها لنجاح الانتخابات التشريعية في تونس وقالت إنها كانت «نزيهة وشفافة». وشهدت تونس سنوات صعبة منذ الثورة تضرر فيها الاقتصاد الى حد كبير بغياب الاستقرار. واكد حزب نداء تونس العلماني أنه لن يحكم تونس بمفرده. وقال الباجي قائد السبسي رئيس ومؤسس حزب «نداء تونس» في مقابلة بثها تلفزيون «الحوار» التونسي الخاص «أنا لا أتحالف مع أحد وإنما أتعامل حسب الواقع».واضاف «اخذنا قرارا قبل الانتخابات بأن نداء تونس لن يحكم وحده حتى لو حصل على الاغلبية المطلقة يجب ان نحكم مع غيرنا مع الاقرب الينا من العائلة الديموقراطية، لكن حسب النتائج».ووعد بعودة الدولة والاستقرار الى تونس التي قال انها تمر بوضع «متدنٍ في كل الميادين»، متوقعا ان يساعد الغرب بلاده لكن شرط وقف التيار الارهابي. وستحتاج المشاورات والمفاوضات وقتا طويلا على الرغم من التخمينات المنتشرة، حيث ان تونس ستبدا غدا الحملة الانتخابية للانتخابات الرئاسية. ورغم تقدمه في السن فان «الباجي قائد السبسي» (87 عاما) يعتبر الاوفر حظا من بين 26 مترشحا لهذه الانتخابات بينهم الرئيس الحالي» محمد المنصف المرزوقي» ورئيس المجلس التأسيسي «مصطفى بن جعفر» اضافة الى وزراء من نظام «بن علي». ولم يقدم «حزب النهضة» مرشحا عنه للانتخابات الرئاسية وقال انه يريد دعم مرشح «توافقي»من دون ان يكشف عن اسم من سيدعمه. وستمنح هذه الانتخابات التشريعية والانتخابات الرئاسية تونس مؤسسات مستقرة لولاية من خمس سنوات بعد نحو اربع سنوات من عدم الاستقرار. وتعتبر تونس، رغم كل ذلك استثناء في المنطقة التي غرق اغلب دول الربيع العربي فيها في الفوضى والعنف. واعلن رئيس قائمة نابل 1 عن الاتحاد الوطنى الحر «سليم الزوارى» أن الحزب سيطعن فى نتائج الانتخابات بهذه الدائرة نظرا للشبهات التى أحاطت بعملية الفرز . وقال ان الاتحاد الوطنى الحر وحسب نتائج سبر الاراء والملاحظين لعملية الفرز قد أحرز على مقعد بدائرة نابل1 الا انه تم اسقاطه من قبل الهيئة العليا المستقلة للانتخابات التى نشرت النتائج الجزئية لهذه الدائرة. وأضاف «الزوارى» أن العديد من الشبهات حامت حول عملية الفرز بالقاعة المغطاة بنابل من بينها احتساب الكثير من ورقات الاقتراع لنداء تونس مع انها كان من المفروض ان تعد ملغاة اضافة الى وجود رئيس قائمة افاق تونس بين أعوان الفرز لمدة طويلة مقابل حرمان ممثلى قائمة نابل 1 التابعة للحزب من الدخول . كما أشارت «يسرا الميلى» المكلفة بالاعلام فى الاتحاد الوطنى الحر الى ان اعضاء القائمة المعنية قد نفذوا ليلة امس الثلاثاء وقفة احتجاجية امام مركز الفرز بنابل وطالبوا رئيس الهيئة الفرعية للانتخابات باعادة الفرز لكنه امتنع عن الاستجابة لطلبهم. أكدت «لمياء الزرقونى» عضو الهيئة العليا المستقلة للانتخابات التطابق الكلى بين عدد الاصوات المصرح والاصوات المسندة لكل قائمة مترشحة عن دائرة نابل1 وأوضحت أن التأخير الحاصل فى الاعلان عن النتائج بمختلف الدوائر يعود الى عملية التدقيق والتثبت خلال عملية الفرز والتجميع التى تتم بحضور مختلف الاطراف. وفيما يتعلق بالطعون قالت الزرقونى ان الحزب الوطنى الحر له الحق فى تقديم طعن لدى المحكمة الادارية والهيئة مستعدة لتقديم المعطيات الى المحكمة مشيرة الى ان اعادة الفرز غير ممكنة بعد التصريح بالنتائج . يذكر ان عملية الفرز بدائرة نابل 1 انتهت بحصول نداء تونس على 4 مقاعد وحركة النهضة على مقعدين فيما تحصل افاق تونس على مقعد وحيد. دعت ما يسمّى بكتيبة «عقبة بن نافع» الإرهابية التي يتزعمها «لقمان أبو صخر في تونس» على موقعها الرسمي، إلى قتل رئيس الحكومة التونسية المؤقتة «مهدي جمعة» ووزير الداخلية «لطفي بن جدو»، والمتحدث الرسمي باسم الوزارة «محمد علي العروي». واتهمت الكتيبة المسئولين بقتل عناصرها، كما استعملت 3 آيات قرآنية للدعوة إلى القتال.وبايعت «كتيبة عقبة بن نافع»، التابعة لتنظيم القاعدة في المغرب العربي، تنظيم داعش، ودعته إلى التقدم وتحطيم عروش الطغاة في كل مكان والتحرك خارج العراق وسوريا، وفقاً لبيان أصدرته. وتطارد تونس منذ نحو عامين مقاتلي الكتيبة في مناطق جبلية على الحدود التونسية الجزائرية، خاصة في جبل الشعانبي الذي يعد معقلاً لهذه المجموعة المسلحة.