ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الامريكية فى سياق تقرير نشرته على موقعها الالكترونى اليوم الاربعاء أن مسئولى مكافحة الارهاب الامريكيين مقتنعون بأن تصفية الزعيم السابق لتنظيم القاعدة أسامة بن لادن وهجمات الطائرات الموجهة بواسطة وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية قد دفعت التنظيم الارهابى إلى حافة الانهيار. ومضت الصحيفة تقول إن تقييم مسئولى مكافحة الارهاب الامريكيين يعكس النظرة السائدة فى جهاز المخابرات الامريكية والوكالات المعنية الاخرى بأن عددا من الضربات الاضافية الموجعة سوف تنهى التنظيم الذى يتخذ من باكستان مقرا له وهو التنظيم المسئول عن هجمات الحادى عشر من سبتمبر، مشيرة إلى أن هذه النهاية ظل كثيرون ينظرون إليها على انها بعيدة المنال على مدار العقد الماضى. ويقول مسئولون أمريكيون إن القاعدة من المحتمل ان تستجمع قواها وأن تفكيكها لن ينهى التهديدات الارهابية التى أصبح يقودها بشكل متزايد افراد متطرفون وجماعات فرعية ذات طابع عدائى مشيرين إلى أن فرع تنظيم القاعدة فى اليمن بات يشكل الآن التحدى الاكبر اكثر من القاعدة التقليدية للتنظيم. واشارت الصحيفة إلى أن الرئيس الامريكى باراك اوباما وسع الحملة الامريكية السرية ضد تنظيم القاعدة فى اليمن بعد تصديقه فى الآونة الاخيرة على بناء خط سرى لاقلاع وهبوط الطائرات فى الخليج حتى يتسنى للطائرات الموجهة التى تشرف على تشغيلها المخابرات الامريكية بتنفيذ هجمات ضد التنظيم فى اليمن غير أن الصحيفة قالت: إن الانتكاسات الاخيرة ومنها الهجمة العسكرية الامريكية الفاشلة على رجل الدين المتشدد انور العولقى الامريكى المولد، تسلط الضوء على الصعوبات التى تواجهها الولاياتالمتحدة فى هذا الصدد. ولفتت صيحفة "واشنطن بوست" إلى أن وزير الدفاع الامريكى ليون بانيتا اعلن فى زيارة حديثة إلى افغانستان "أن قوات بلاده على وشك الحاق هزيمة استراتيجية بالقاعدة" وهو تصريح رأى بعض المتشككين فيه انه ما هو الا محاولة من اجل تنشيط القوات ولتعزيز قرار الادارة الامريكية بتقليص الحرب المستمرة منذ نحو عقد تقريبا. وقالت الصحيفة إن مسئولين بارزين فى المخابرات الامريكية والمركز القومى لمكافحة الارهاب ووكالات اخرى معنية كانت لهم وجهات نظر مشابهة حيث قال السناتور ساكسباى شامبليس عضو لجنة الاستخبارات فى مجلس الشيوخ إن " القاعدة فى شبه الجزيرة العربية ليست فى وضع يقربها من الهزيمة على الاطلاق .. لكن عندما يأتى الامر إلى مركز القاعدة الرئيسى فى باكستان فقد اتخذنا خطوات كان ينبغى اتخاذها لكى نكون فى وضع يمكننا من الانتصار". ومضت الصحيفة تقول إنه حتى هؤلاء الذين لم يتقبلوا المفردة التى استخدمها بانيتا عندما قال " هزيمة استراتيجية " يتفقون معه فى تحفظه الاوسع حيث قال مسئول امريكى بارز إنه لا يتفق مع المصطلح الذى استخدمه وزير الدفاع محذرا من انه حتى وإن تم تفكيك القاعدة فإن أيدولوجيتها وافكارها انتشرت بالفعل وسوف تظل تهديدا بعيد المدى. وسلطت الصحيفة الضوء على اشادة المسئولين الامريكيين بالتأثيرات الرهيبة التى احدثتها هجمات الطائرات الموجهة على باكستان مشيرة إلى أن احصاء قامت به مؤسسة "نيو امريكا فاونديشان" اشار إلى أن الطائرات بدون طيار الامريكية قضت على 1200 مسلح منذ عام 2004 من ضمنهم 224 هذا العام موضحة ان معظم هذه الهجمات استهدفت حلفاء القاعدة المتهمين باستهداف اهداف امريكية وان من بين هذه الجماعات شبكة حقانى وطالبان الباكستانية.