استعجال بعض الأندية عودة الجماهير إلي المدرجات الخاوية يمكن أن يؤدي لكارثة، في ظل الحالة الأمنية التي نعيشها رغم الجهود الضخمة والمضنية التي تبذلها وزارة الداخلية. فكرة تواجد أي تجمعات بالآلاف أو بعشرات الآلاف مرفوضة تماما لأننا مازلنا في بداية الطريق نحو الاستقرار ونحتاج لوقت ربما يمتد لسنوات. مازال أنصار الإرهابية يستغلون الموقف ويترقبون أي تجمعات للدخول وسط هذه التكتلات البشرية وإثارة الفوضي والقلق وارتكاب إعمال الشغب والتكسير والحرق، للتأكيد علي أنهم موجودون ولم ينتهوا بعد! والأحداث التي تشهدها الجامعات المصرية تؤكد أن الجهد المبذول يجب أن يتضاعف، وأن سياسة «الضبطية» وإرضاء كل الأطراف غير مجدية، والحل هو القبض علي كل من يتجاوز حدوده ويخرج عن النص ويتسبب في تعطيل العملية الدراسية ويؤذي زملاءه، ويؤخر تحصيلهم العملي. حتي إسناد مهمة التأمين لشركة خاصة غير مجد علي الإطلاق، وهو ما ينادي به بعض رؤساء الأندية وأعضاء مجالس الإدارات، في محاولة منهم لحل جزء من الأزمة المالية المتفاقمة التي يعانون منها منذ أكثر من 3 سنوات. هذا الاقتراح مرفوض في الملاعب لأن الشركات الخاصة مهما كانت قدراتها وإمكاناتها لا تستطيع أن تواجه الجماهير الغاضبة سواء من الظروف السياسية أو الاقتصادية أو حتي من نتيجة مباراة غير مرضية لهم. وفي تصريح للواء حرب الدهشوري رئيس اتحاد الكرة الأسبق وأحد رجال الأمن المخضرمين في حوار له مؤخراً أكد علي رفضه لاقتراح إسناد المباريات لشركات التأمين الخاصة، وحذر من كارثة مؤكداً أن هذه الشركات لا تستطيع تأمين عمارة فكيف نفكر في إسناد المباريات لها، ونجعلها تواجه جماهير غفيرة لا قبل لها علي مواجهتها، ولا بديل عن الداخلية في تأمين المباريات بعد أن تتحسن الظروف. وأضم صوتي لصوت اللواء حرب الذي أعتبره أحد الرجال المخلصين الذين تعاملت معهم كثيراً ويتسم بالصدق والصراحة والجرأة، إلي جانب خبرته الكبيرة في الأمن، وآرائه الصائبة التي ناقشته فيها كثيراً حول تأمين المدرجات والحفاظ علي المنظومة الكروية، وبالفعل فكرة الاعتماد علي الشركات الخاصة لتأمين المباريات فاشلة ومغامرة ومخاطرة، وحتي لو تأخرت عودة الجماهير للمدرجات فهذا أهون من أن تتكرر مذبحة بورسعيد وأن يسقط ضحايا وتسيل دماء من أجل حفنة جنيهات تدخل خزائن الأندية.