وجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبومازن، الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسى، على جهوده القومية تجاه القضية الفلسطينية، ودور مصر من أجل إنهاء الحصار الإسرائيلى على قطاع غزة، وتبنيها لمؤتمر إعمار غزة، المنعقد بالقاهرة، وذلك فى إطار اهتمامهم بالقضية الفلسطينية التى لا تتوقف ودائمة العمل على دعمها. جاء ذلك فى كلمته بالجلسة الافتتاحية، بمؤتمر إعمار غزة، المنعقد بأحد فنادق القاهرة، بمشاركة 50 وزير خارجية من دول العالم، والأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون، ووزير الخارجية الأمريكى جون كيري، والممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الاوروبى كاثرين آشتون، إضافة إلى الدكتور نبيل العربى الأمين العام لجامعة الدول العربية. أكد عباس أن قطاع غزة تعرض لكارثة إنسانية كبدته خسائر فادحة، مؤكدا أنه كان يتمنى ألا يعقد هذا المؤتمر للمرة الثانية، وذلك لو قام الجميع باحترام القوانين والاتفاقيات الدولية، وأيضا احترام عملية السلام التى بنيت على اتفاقيات أوسلو، وأيضا مبادرة السلام العربية ورؤية حل الدولتين، ولكن لا أحد يحترم ذلك ويقومون بدعم الاحتلال الإسرائيلى. ولفت أبو مازن إلى أن الاحتلال الإسرائيلى لن يتخلى عن مخططه للاستيلاء على أرض فلسطين، وبالتالى ما جرى من عدوان أمر لا يمكن احتماله ولابد من المحاسبة. وقال عباس إن السلطة الفلسطينية ستواصل العمل والتنسيق مع مصر والجهات ذات العلاقة بالأزمة لاستمرار التهدئة وتثبيتها ووضع خطط إعادة الإعمار. وأشار ابو مازن الى ان السلطة بادرت منذ اللحظة الاولى وانطلاقا من مسئوليتها تجاه شعبها لإجراء الاتصالات وحشد الجهود ووقف نزيف الدم والعمل على تحقيق وقف إطلاق النار، وأوفدنا فريقاً للقاهرة لتحقيق الهدف وقد نجح الفريق في إجراء حوار حول ضمانات فتح المعابر وإعادة الإعمار والمشاريع المحددة بإشراف الحكومة وبالتنسيق مع الاممالمتحدة والتوصل مع السلطات الاسرائيلية لتحقيق الاهداف مع مطالبتنا للاطراف المعنية كافة بالتحلي بالمسئولية لتسهيل المهمة وعدم وضع اي عراقيل لتحقيقها. وتابع ابو مازن ان قطاع غزة تعرض ل3 حروب خلال 6 سنوات ألحق به دماراً كبيراً في الارواح والممتلكات وبلغ عدد الشهداء 6400 شهيد والجرحي 18100 جريح، وبلغ ما تم تدميره من المنازل 80 ألف منزل ومؤسسة، فضلاً عن مرافق البنية التحية والقطاع الخاص بما فيه ذلك محطة الكهرباء وشبكات المياه والنقل. واوضح عباس نتيجة لذلك حدثت مآسٍ يصعب وصفها اكثر من 90 عائلة لم تعد موجودة في السجل المدني للسكان ومئات آلاف من الناجين شردوا، و100 ألف دون مأوى يحتاجون من يلم شملهم ويضمد جراحهم ويوفر لهم السكن وبناء بيوتهم، لافتا الي أن بعضاً من البيوت لن يتم إعادة بنائها منذ 2009. وقال الرئيس الفلسطيني إن القطاع الخاص لحقت به أضرار جسيمة ودمرت آلاف المنشآت الاقتصادية والتجارية الامر الذي شكل ضربة قاصمة للقطاع الحيوي أفقد العمال والموظفين مصادر رزقهم ولحقت خسارة كبرى لرؤوس الاموال، مؤكدا وقوف السلطة مع القطاع الخاص لإعادة عافيته وستقوم الحكومة لتمكينه من عملية إعادة الإعمار وتسهل العقبات التي تواجهه في عملية التصدير. وتابع: "على صعيد آخر نحن في حاجة ماسة لمساعدتنا لبناء المؤسسات الحكومية لانها دمرت واعادة تشغيل المعابر بين المدن الفلسطينية بين غزة والضفة وفلسطين والعالم، متسائلاً: "لا يعقل ان تكون تجارة فلسطين رهينة إجراءات إسرائيلية". ووجه عباس رسالة للفلسطينيين قائلاً: "إنكم في صميم قلوبنا وسنعمل من اجل رفع الظلم عنكم وإنهاء معاناتكم منذ سنوات.. سنعمر قطاع غزة وسنعيد بناءه بالاعتماد على الله وبدعم اشقائنا وأصدقائنا بالعالم الذي نثق في انهم لن يخذلونا. واشاد عباس بدعم الدول والهيئات التي سارعت للوقوف الي جانبنا وتقديم مساعدات طارئة ساعدت في تخفيف آثار الحرب ونعول عليكم لاعادة اعمار ما تم تدميره وفقط ما تحدده حكومة الوفاق الوطني التي تحدد الموازنة اللازمة لذلك وتبلغ 4 مليارات دولار، مؤكدا ان الحكومة ستنفذ الخطة بكل مسئولية وشفافية مع الاممالمتحدة وهيئات المتجمع المدني وسيتم عرض الخطة خلال المؤتمر. ووجه عباس كلمة للسيسي قائلاً: "فخورون بما تم انجازه وانتم تعلمون آثار استمرار الاحتلال وآثاره على الاقتصاد الوطني، ففلسطين واعدة في مجال الاستثمار غير ان الاحتلال يحرمنا من استثمار 60% من اراضي الضفة الغربية ولا نقوم فيها بأي نشاط مما يسبب خسائر هائلة وفق تقارير البنك الدولي تصل ل3 مليارات سنويا ولو تمكنا من استغلال ارضنا سنخرج من عجز موازنة الحكومة ونتمكن من الاعتماد على الذات. وقال عباس ان عدم التزام الحكومة الاسرائيلية بالاتفافيات الدولية وقرارات حل الدولتين طبقاً لحدود 67 مع حل مشكلة اللاجئين حلا عاجلا ومتفق علية استنادا على ما تم بقمة بيروت 2002 وبمؤتمرات القمم الاسلامية يدفع منطقتنا نحو دوامة العنف والنزاع، لافتا الي ان ما تتعرض له القدس والمسجد الاقصى هذه الايام من المستوطنين الاسرائيليين لفرض حجة تقسيم زماني ومكاني بمثابة صب الزيت على النار بمنطقتنا التي تشهد تطرفاً ومحاولات تحويل الصراع من سياسي لطائفي الامر الذي يهدد استقرارها. واكد ابو مازن تصديه ودعمه لمحاربة الارهاب بأشكاله كافة والوقوف بحزم ضد جماعات التطرف مهما كان اسمها وضد من يحاول استخدام الدين لخدمة مخططاته الارهابية. وقال عباس لقد كشف العدوان الاسرائيلي هشاشة الوضع بالمنطقة في ظل غياب سلام عادل ووعود لن تتحقق ونؤكد للجميع اننا لازلنا متمسكين بالسلام وبالتزاماتنا كافة وفق الشرعية الدولية ولابد من مقاربة دولية لحل الصراع على حدود 67 لتعيش فلسطين جنبا الي جنب مع اسرائيل تطبيقا لرؤية الدولتين وتطبيقا لمبادرة السلام العربية فالمنطقة لا تتحمل المزيد وهي على حافة الهاوية. وطالب عباس المجتمع الدولي بدعم مفاوضات جادة لحل القضايا بدءاً من ترسيم الحدود بشكل لا يتعارض مع التزاماتنا علي نحو يكفل الامن والاستقرار بشكل يسهم في تعزيز السلم العالمي. وقال عباس: "أما آن لشعبنا ان ينعم بكرامته وحريته.. من حق العدل ان يبسط ظلاله على فلسطين، أما آن للظلم ان يتنهي، أما ان لأطول احتلال بالعصر الحديث ان ينتهى ... ماذا ينقصنا". واشار عباس :"لم يعد مقبولاً ان نعيش طلب تكرار الاعمار كل عامين بسبب النكبات والحروب وعلى المجتمع الدولي ان يتحمل مسئولية عدم تعرض فلسطين للدمار والحرب من خلال دعم مطلب انهاء الاحتلال وحل الدولتين".