صان الحجر إحدي مدن محافظة الشرقية، أطلق عليها الفراعنة «تانيس» وفي التوراة ب«صوعن» وذكرت في المعارف المصرية القديمة ب«جعنت» وبها مقابر الأسرتين الحادية والعشرين والثانية والعشرين وهي من المدن المصرية القديمة مهدمة الآثار كمدينتي «أخيتاتون، وأواريس، أو أفاريس» ولد فيها نبي الله سيدنا موسي عليه السلام. ويبلغ عدد سكان مدينة صان الحجر 58 ألف نسمة، تبعد 75 كم عن مدينة الزقازيق، وتضم 3 وحدات محلية هي: صان الحجر القبلية وصان الحجر البحرية والناصرية، وسكانها أغلبهم يعملون في الزراعة بعد أن قام الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بإنشاء شركة صان الحجر لاستصلاح الأراضي، وتوزيع عدد من الأراضي علي أهاليها من الفلاحين، ورغم ذلك فإنها تعاني الكثير من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والحياتية للأهالي الذين لا يعرفون طعم العيد حيث حرمت من الخدمات الصحية ومياه الشرب والصرف الصحي وشبكة الطرق غير ممهدة وأصبح حلم أبنائها زيارة المسئولين لها. في البداية يقول محمد إبراهيم - أحد شباب المدينة - نحن محرومون من شبكات مياه الشرب والصرف الصحي حيث يلجأ معظم الأهالي الي شراء جراكن المياه التي يتراوح أسعارها من 2 الي 3 جنيهات بعدد 4 جراكين يوميا وعمل طرنشات للصرف الصحي أسفل منازلهم ثم التخلص من مياهها الملوثة في الترع المائية التي تمد الأراضي الزراعية بها وبالتالي تعمل علي تلوث إنتاحها من المحاصيل الزراعية المختلفة، فضلا عن افتقار معظم قراها الي الخدمة الصحية والتي وصلت الي حد الصفر وإن وجدت يقتصر مهامها علي التطعيم، مشيرا الي أن مستشفي صان الحجر، يعاني أشد المعناة فلا وجود لوحدة العناية المركزة أو حضانات للأطفال، وإنهم ينقلون مرضاهم أو المصابين في حوادث طرق لمستشفي فاقوس أو المستشفيات الجامعية أو الأحرار بمدينة الزقازيق وأن أغلب المصابين أو الحالات الحرجة تلفظ أنفاسها في الطريق قبل وصولها المستشفي لبعد المسافة التي تصل الي 75 كم. مأساة أخري تعيشها إحدي الأسر المقيمة بقري صان الحجر فرحة العيد غابت أيضا عنهم بسبب الفقر والمرض والتجاهل من قبل المسئولين، تقول عائشة إبراهيم عبدالله - 38 سنة، مقيمة بقرية طيبة: زوجي يعمل باليومية «أرزقي» يوميته لا تتعدي 45 جنيها نعيش حياة صعبة بسبب الفقر والمرض، الدنيا لما بتشتي بينزل المطر علينا بسبب ثقف المنزل المشيد بالسدة والخشب، أصبت بالالتهاب الكبدي منذ ثلاثة أعوام، تنقلت بين مستشفيات الشرقية بحثا عن العلاج إلا أن جميع محاولاتي باءت بالفشل بحجة أن هناك حالات أكثر خطورة مني، واضطررت الي الذهاب الي المستشفي العام بمدينة المنصورة الذي قدم لي الرعاية وقام بصرف العلاج اللازم لحالتي. وتابعت: لدي بنتان وولد، منار - 20 سنة - متزوجة ورانيا - 16 سنة - متسربة من التعليم ومحمد - 11 سنة - طالب بالصف الخامس الابتدائي الأزهري، مصاب بكسر في العمود الفقري بعد ولادته بثلاثة شهور أجرينا له عدة عمليات جراحية باءت جميعها بالفشل بسبب الظروف المادية الصعبة التي نعاني منها لقلة دخل زوجي مما أدي الي تدهور حالته الصحية وإصابته بالتبول اللاإرادي وعدم التحكم في خروج الفضلات. كما أصيب بشلل نصفي كامل في الجزء الأسفل فضلا عن إصابته بالدرن وقرحة الفراش بسبب وضعه الدائم علي الفراش، وأن جميع الأطباء قرروا علاجه في الخارج نظرا لصعوبة حالته المتعددة. وقالت : نفسي الفرح يدخل بيتي ونحس بفرحة العيد من تاني، نفس ابني يعمل العملية وأشوفه بيمشي علي رجله زي بقية الأولاد حتي أرتاح من خدمته التي تزيد من معاناتي بسبب إصابتي بالمرض القاتل.