قالت دراسة تاريخية حديثة صدرت فى مناسبة موسم الحج، إن التاريخ عرف الكثير من الأماكن التى كان يحج اليها الناس فى مناطق مختلفة من العالم، مثل منطقة وادي أوزيريس بابيدوس المصرية التى كانت تعرف باسم "كعبة الحج عند المصري القديم"، و مدينة "سان جاك دي كومبوستيل" الإسبانية التي أطلق عليها قديما اسم "مكة الغرب". وقالت الدراسة التى أعدتها الباحثتان الدكتورة خديجة فيصل مهدى ودعاء مهران وصدرت عن مركز الأقصر للدراسات والحوار والتنمية : إن العصور القديمة تركت لنا العديد من الآثار والشواهد الدالة على ممارسة الإنسان للحج منذ القدم قبل ظهور الأديان السماوية، وأن معابد الأقصر والكرنك وأبيدوس كانت تشهد تجمعات ضخمة من المصريين القدماء تستمر عدة أسابيع وتتوقف فيه أنشطة البلاد. وكانت المعابد يتدفق عليها العرافون والحجاج فيما تشهد البلاد رواجا في حركة النقل بالسفن وفي التجارة، وإن عيد "بو با سطة" الذي كان يقام تكريما للإله "باستت" في شرق دلتا نهر النيل يجتذب 700 ألف حاج من الرجال والنساء. كما كان اليونانيون والرومان، لكن بنسبة أقل، يحجون لأغراض دينية ورياضة وأحيانا سياسية بهدف تجميع الجمهوريات الصغيرة المنافسة تحت لواء عقيدة واحدة، وأن اليابانيين أحبوا رحلات الحج وعندما أصبحت الشنتو الديانة الرسمية للبلاد عام 1868 كان الإمبراطور ينتقل لتمجيد الآلهة في المعابد الكبرى. وكشفت الدراسة عن أن نهر الجانج الذي يحج إليه ملايين الهندوس للتطهر من ذنوبهم عند مدينة الله أباد الهندية يغرق في مياهه الكثيرون سواء بإرادتهم أو قضاء وقدرا، وأن بوذا فقد جعل الحج فريضة إلزامية تختلف تفسيراتها باختلاف البلاد التي تعتنق مذهبه، وفي شهري أكتوبر نوفمبر من كل عام يتوجه آلاف الحجاج إلى ولاية راجستان بشمال الهند وإلى بحيرة بوشكار المقدسة قرب معبد براهما حيث يتقدم الرجال والنساء للتطهر وسط أدخنة القرابين وأصوات الدعاء المتصاعدة إلى عنان السماء. وقد بدأت مزاولة طقوس هذا الحج في القرن الرابع الميلادي . ويتوجه ملايين الكاثوليك إلى مدينة لورد الفرنسية يبتهلون طلبا للشفاء وأملا في رؤية المعجزات ، وفي عام 1958 استقبلت المدينة أربعة ملايين و800 ألف حاج. أما الشبان فقد أوجدوا لانفسهم طرقا أخرى للحج فمن كاتمندو في نيبال إلى سان فرانسيسكو ومن وودستوك إلى جزيرة وايت يتدفقون كل عام بالالاف بحثا عن روح جماعية تتولد من حب صاخب تارة ومن النسك تارة أخرى . و قالت الباحثتان الدكتورة خديجة فيصل مهدى ودعاء مهران إن كثيرا من أماكن الحج لدى الكاثوليك قد بطل استخدامها ,ان أماكن أخرى حلت محلها مثل مدينة سان جاك دي كومبوستيل الاسبانية التي أطلق عليها قديما اسم مكة الغرب لم تعد اليوم تلقى اهتماما كبيرا. وأشارت الباحثتان إلى أن مواسم الحج عند المصريين القدماء كانت تسمى بالأعياد المقدسة، ومن أشهرها عيد المعبودة " باستت " آلهة " بو با سطة "، حيث كان المحتفلون بهذا العيد كانوا يفدون رجالاً ونساءً على هذه المدينة من أقاصي البلاد في زوارقهم، وعندما يصلون قبلتهم يقدمون القرابين العظيمة ... وقيل أن عدد الزوار الذين اشتركوا في أحد هذه الأعياد بلغ ما لا يقل عن 700,000 نسمة ، وأن من أبرز الشعائر التي كان قدماء المصريين يقومون بها في تلك الأعياد، وخاصة سكان مدينة " منف " هو الطواف حول مبنى مقدس، والطواف حول الحائط كان طقساً خاصاً ب"منف"، بالإضافة إلى تقديم الذبائح التي تصاحب الاحتفال ، وأن الحج أو العيد المقدس كان من أبرز أركان العبادة لدى المصريين القدامى، وكان يتعين على المؤمنين الذين يحجون إلى المدينة المقدسة التي يجري بين جنباتها العيد المقدس "الحج" أن يمارسوا شعائر منها: ذبح أضحية كان يفضل أن تكون من الثيران المسمنة، وتقدم كقرابين للإله صاحب الاحتفالية، أوصاحب المعبد الذى يحج اليه الناس وتردد أناشيد معينة تمجيداً لمعبودهم والطواف حول حجر أو مبنى مقدس .