قال وزير الثقافة المصري جابر عصفور، إن ثمة "قيود" تمارس على الثقافة ببلاده، متمثلة فيما وصفه "فكر ديني جامد، وانتشار المخاوف من الإرهاب. وأضاف عصفور، مساء السبت، أن "مصر تأتي في تصنيف الثقافة متأخرة لأنه هناك ثمة قيود غير ثقافية تمارس على الثقافة، متمثلة في فكر ديني جامد لايزال موجودا، وانتشار التخوفات التي قد تحدث على المستوى الأمني في ظل وجود ظاهرة الإرهاب"، بالإضافة إلى ما أسماه ب"تكاسل المثقفين في الدفاع عن مبادئهم". وتابع الوزير "كيف يفرض شيخ من المشايخ مجموعة من القواعد الجامدة على المثقفين، ففي الوقت الذي يتناسى فيه كل المواد الموجودة بالدستور حول حرية الرأي والتفكير والبحث العلمي يتمسك بمادة الشريعة الإسلامية، وأنها الأصل، كما لو كنا في دولة دينية مع أننا في دولة مدنية حديثه". جابر عصفور وهو كاتب ومفكر وناقد أدبي، أثار جدلاً الأسبوع الماضي بتصريحاته حول الموافقة على تمثيل الأنبياء في الأفلام، وقال: أستغرب ممن يستخدمون لفظ تجسيد، نحن لا نجسد وإنما نمثل .. وهناك فارق كما أن الإبداع كله خيال والمقصود هنا التمثيل وليس التجسيد، مثل قوله تعالى واضرب لهم مثلا كذا وكذا ..". ونفى الوزير المصري الذى لقى هجوما من علماء أزهريين الأسبوع الماضي، أن يكون هناك مقترح حول سيناريو لفيلم أو مسلسل قدم لتجسيد أنباء أو صحابه، مفسراً الأمر بقوله "لن يجرؤ أحد حتى الآن أن يخوض هذه التجربة وهي للأسف تحدث حولنا". واستدرك عصفور مضيفا "مصر المتقدمة أصبحت في ذيل الدول.. مصر أصبحت بفضل مجموعة من المتعصبين في ذيل الأمم... لكن يجب أن تعود للريادة الثقافية والتي تستحقها بجدارة .. نحن نريد إطلاق سراح هذه القيود". وكشف الوزير في حديثه أسباب عدم عرض فيلم "نوح" الأمريكي بقوله "الرقابة سمحت بالفيلم لكن كان هناك تروى في اختيار السينما التي يعرض بها، وربما بسبب ما قاله البعض حول أنهم سيحرقون السينما كان هناك نوع من التروى حتى انتهى الموعد المحدد لعرضه". وأوضح الوزير المصري أنه لا يوجد مانع لدى وزارة الثقافة في حال عرض الفيلم في مصر.