ناسا تطور جهازاً يقرأ أفكار البشر

تعمل وكالة ناسا للفضاء على تطوير جهاز كمبيوتر يستطيع التنبؤ بما يفكر فيه البشر، باستخدام المعلومات المتوفرة حول أماكن تواجدهم ومشاركاتهم على المواقع الاجتماعية (مثل فيس بوك وماي سبيس)، ونشاطهم البحثي والاجتماعي على الإنترنت. ونقل موقع (بيزنيس إنسايدر) عن باحثة مشاركة في المشروع قولها: "إنها فكرة من قصة (2001: فضاء أوديسا) بمعظم شخصياتها التي لا تنسى، وأبرزها الكمبيوتر (إتش أيه إل 9000)، الذي يقوم بمحادثة مع ديفيد. فنحن نقوم ببناء هذا الجهاز. نحن نبني الجهاز (إتش أيه إل)، وهو يستطيع أن يجيب عن السؤال التالي: ماذا يفكر فيه فلان حول علان؟".
مشيرة إلى سلسلة قصص "فضاء أوديسا" الخيالية، التي تضم واحدة بعنوان: "2001: فضاء أوديسا"، التي تحولت لفيلم بنفس العنوان. وفي القصة مركبة فضائية تحمل كمبيوتر يدعى (إتش أيه إل 9000) يستطيع قراءة الأفكار.
وأضاف الموقع أن تلك الكلمات تبدو شبيهة بما تضمه قصص الخيال العلمي، حيث تشير إلى جهاز يستطيع قراءة الأفكار كما لو كان ساحراً. ويطلق على الجهاز اسم (أكوانت) Aquaint، وهي الأحرف الأولى لكلمات الجملة التالية بالإنجليزية: "الإجابة المتقدمة عن الأسئلة للذكاء".
وتحدث جيمس بامفورد، الناطق باسم الوكالة، عن كيفية عمل الجهاز، قائلاً: "مع تجميع المزيد والمزيد من المعلومات –من خلال المحادثات التليفونية، ومسحوبات كروت الائتمان، والشبكات الاجتماعية مثل فيس بوك وماي سبيس، وتتبعات الموقع العالمي بالأقمار الصناعية، وتتبع الموقع من خلال المحمول، وبحوث الإنترنت، ومشتروات كتاب أمازون عبر الإنترنت- فقد نستطيع في يوم ما أن نعرف ليس فقط أين يوجد هؤلاء الأشخاص الذين نتتبعهم وماذا يفعلون، بل فيما يفكرون أيضاً".
وبغض النظر عما إذا كانت هذه الفكرة ستنجح أم لا، فنحن نعلم أنها شديدة التطفل، لدرجة أن أحد الباحثين، على الأقل، انسحب من مشروع إنشاء مثل هذا الجهاز القوي، ووضعه في أيدي مثل هذه الوكالة التي لا تخضع إلا للقليل من المحاسبة.
ويمكن أن يصبح هذا الجهاز أداة قيمة تستخدم في حفظ الأمن القومي ويمكن أن يهزم جهاز واطسون في عرض جيوباردي بين الكمبيوتر والإنسان. وعلى أسوأ تقدير، يشبه هذا الأمر أحد مخترعات قصة "1984"، الشهيرة، للأديب الإنجليزي الكبير جورج أورويل، الحاصل على جائزة نوبل، والتي توقع فيها إلى أن الحكومات تراقب المواطنين وتعد عليهم أنفاسهم.