دخلت معركة الأمعاء الخاوية، مرحلة جديدة من نضالها ضد قانون التظاهر والمطالبة بالإفراج عن باقي معتقلى الرأى فى مصر، بعد إخلاء سبيل عدد من النشطاء الذين ألقى القبض عليهم فى الفترة الأخيرة بصدد هذا القانون. وتمثلت البشرى الأولى لانتصار معركة الأمعاء الخاوية فى خبر إخلاء سبيل معتقلى الشورى ومن بعدهم عدد من الطلاب بأمر من النائب العام، والإفراج عن الناشطة السياسية ماهينور المصرى، التى حكم عليها بسنتين خفضت إلى 6 أشهر على خلفية القبض عليها فى إحدى الوقفات. ومع هذه الانتصارات يبقى السؤال، هل حققت معركة الأمعاء الخاوية ما تريده، وهل سيكتفون بما حققوه ويظلون على هذه الوتيرة من النضال ضد الحبس الاحتياطى وقانون التظاهر، أم لديهم الجديد فى معركتهم حتى تحقيق أهدافهم كاملة؟. ويرجع لفظ "الأمعاء الخاوية" إلى واقعة إضراب الأسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي في 17 إبريل 2012، عندما امتنع 1600 أسير فلسطيني عن تناول الطعام في ذلك اليوم الذى فضلوا فيه الجوع عن الخضوع لسياسات وأفعال الاحتلال وصفوها ب "التعسفية"، وهي التجربة التي أعادها دومة وعلاء والنوبي، من داخل السجون احتجاجا على قانون التظاهر. وأوضح محمد فؤاد المتحدث الإعلامى لحركة 6 إبريل الجبهة الديمقراطية، أن حملة"الأمعاء الخاوية"التي تم إطلاقها من داخل السجون وقام بها الشباب المحبوسون على ذمة قضايا متعلقة بقانون التظاهر، مستمرة لحين إسقاطه وليس تعديله، مؤكدا أن هناك زيادة في أعداد المنضمين إلى الإضراب عن الطعام لإسقاط القانون والإفراج عن المحبوسين على ذمته. وأضاف فؤاد أن الإضراب داخل السجون والنشطاء السياسيين عن الطعام هو آخر حلول النشطاء للإفراج عن المحبوسين وإسقاط القانون، مضيفا أن مناداة العديد من الأحزاب والشخصيات السياسية بإلغاء قانون التظاهر من بينهم الدكتور حازم الببلاوى رئيس الوزراء السابق تدعم موقف حملة الأمعاء الخاوية بشدة. فيما أكدت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، أن إجمالي المضربين عن الطعام حاليا بلغ 135 مضربا، منهم 85 داخل السجون، بين إضراب كلي وجزئي، و22 مضربا خارج السجون، بينهم 7 أعلنوا الإضراب الجزئي، بالإضافة إلى 134 حالة فكت الإضراب . ورغم كثرة عدد المضربين، إلا أن أضواء الإعلام سلطت على القليل منهم، كان أبرزهم النشطاء أحمد دومة، وعلاء عبد الفتاح، ومحمد عبدالرحمن الشهير ب"نوبي" و عبد الله الشامي مراسل قناة الجزيرة الذي أضرب اعتراضا على حبسه، وأمضى 130 يوما في الإضراب حتى قررت السلطات المصرية الإفراج عنه، بعد تزايد التهديدات في حالة وفاته وتضامن أيضا المرشح الرئاسي السابق خالد علي، الذي أضرب عن الطعام لمدة 48 ساعة، وكذلك الإعلامية ريم ماجد، التي دخلت في إضراب بنفس المدة و عائلة علاء عبد الفتاح الذى أخلى سبيله مؤخرا. ويعد أبرز المتضامنين مع الحملة من الأحزاب هم حزب الدستور والمصري الديمقراطي الاجتماعي والكرامة والتيار الشعبي والتحالف الشعبي الاشتراكي ومصر الحرية والعيش والحرية والتى أعلنت عن تضامنها الكامل مع المضربين ومشاركتها في حملة الأمعاء الخاوية، للمطالبة بإطلاق سراح المحبوسين وتعديل قانون تنظيم التظاهر. وحمل شباب حركة "6 إبريل" وزارتي الصحة والداخلية المسؤولية الكاملة، عن الحالة الصحية للشباب المحبوسين الذين بدأوا إضرابا عن الطعام، خلال الفترة الماضية مطالبين مصلحة السجون بوزارة الداخلية القيام بالإجراءات القانونية المتعلقة بإضراب المحبوسين عن الطعام، وهي سرعة تحرير محضر رسمي بالإضراب، وتحري الشفافية في الإعلان عن هذه الإجراءات.