فجأة وبدون سابق إنذار أصدرت وزارة التضامن الاجتماعي قرارا بوقف نشاط الأخ الأكبر بدون إبداء أسباب وجيهة، متجاهلة الآثار السلبية الناتجة عن هذا القرار الذي لم يراع أبسط حقوق الأطفال الأيتام نزلاء المؤسسات الاجتماعية الذين حرمتهم من إخوة وأسر احتضنتهم لسنوات عديدة، ونجحت في تعويضهم حرمانا وجدانيا واجتماعيا عاشوا فيه سنوات طفولتهم. من جانبها أوضحت هناء عبد الرحمن، مسئولة نشاط الأخ الأكبر بجمعية رسالة ، أن الهدف الأول الذي قام عليه النشاط هو تغيير وجهة نظر المجتمع عن الأطفال الأيتام، كما أن المشروع لايقدم للأيتام الرعاية المادية فقط كما هو الحال مع الدول الأخرى من حيث الملابس والطعام وغيرها من الأشياء الملموسة، بل يهتم بالنواحي المعنوية التي تغير نظرة الطفل للحياة. وأشارت هناء إلى الحالة النفسية السيئة التي يمر بها الأطفال الأيتام والتي تؤثر سلبا على نظرتهم للحياة، الأمر الذي استطاعوا السيطرة عليه بفضل مشروع الأخ الأكبر الذي يحيط الأيتام بالرعاية والاهتمام من الناحية الوجدانية والنفسية. تشرح موضحة: عندما نلاحظ الأسر الطبيعية نجد أن الاخ الاكبر ،وبسبب التقارب في السن ، يكون محل ثقة الأخ الأصغر، من هنا جاءت فكرة مشروع الأخ الأكبر بالجمعية. وعن الأثر النفسي للنشاط أكدت أن الطفل الذي يندمج ويتفاعل وينتمي عاطفيا لأسرة تحيطه بالحب والاهتمام ينشأ غير حاقد على المجتمع، خاصة وأنه بذلك يشعر أنه طفل سوي كغيره من الأطفال. شاهد الفيديو: الاختيار بشروط وعن مبادئ اختيار الأخ الأكبر أشارت هناء إلى أن هذا يعتمد على شروط خاصة مع اجتياز دورات تدريبية على كيفية التعامل مع الأطفال من جميع النواحي، بحيث يكون زمن الدورة ثلاثة أشهر. ومن أهم الشروط التعرف على أهداف المتقدم للنشاط ، وإمكانية التزامه بالحضور مرتين كل أسبوع ، مع وجود تقييمات من خلال مدربين تربية والإخوة الكبار الملتحقين سابقا بالنشاط. وحول منع وزارة التضامن للنشاط أكدت المشرفة على عدم وجود أسباب وجيهة لهذا القرار التعسفي، على الرغم من محاولة الجمعية التعرف على أخطائها ،إن وجدت، لمحاولة تلافيها بهدف استمرار هذا النشاط الذي أكد فاعليته وأهميته خلال السنوات العشر السابقة. حديث الأشقاء وعبرت هناء عن الحالة النفسية السيئة التي يمر بها أطفال الجمعية وتساؤلهم المستمر عن أسباب عدم رؤيتهم لإخوتهم، مشيرة إلى أمل جميع المتطوعين بنشاط الاخ الأكبر في استعادة إخوتهم الذين وجدوا السعادة الحقيقية في رسم بسمة صافية على شفاههم. شاهد الفيديو: حنان حقيقي من جانبه أشار المهندس محمود أمين، خبير الاتصال ومدرب التنمية البشرية، إلى التأثير الإيجابي لنشاط الأخ الأكبر سواء على أطفال جمعية رسالة، أو على الإخوة من خارج الجمعية، قائلا: إنه نشاط يمثل صورة حضارية ونموذجية لفهم الدين وتطبيقه ومزجه بالعلوم التربوية الحديثة، وذلك من خلال تعميق دور المجتمع المدنى فى علاقته بالأيتام - حيث تقوم فكرة النشاط على إيجاد حياة طبيعية لليتيم من خلال تكوين علاقة صحية بينه وبين الشباب المتطوعين بالجمعية على الطريقة الدينية والتى تقوم على مبدأ الأخوة " وكونوا عباد الله إخوانا" . وأكد أن هناك فائدة سواء للإخوة خارج الجمعية من حيث تحمل المسؤولية والقدرة على العطاء، وتحديد الأهداف ووضع خطة واضحة لتحقيقها من خلال مراعاة الله في كل خطوة يخطوها. فضلا عن الفائدة العظيمة لليتيم وهى حصوله على خبرات متعددة ومشاعر ايجابية كثيرة بشكل طبيعى ومبتكر من خلال فكرة الأخ الأكبر، ما يؤثر بالتأكيد إيجابياً على نفسية هذا الطفل ومهاراته. وحول طريقة التعامل مع اليتيم لفت أمين أن أكثرهم يشعر بالنقص ويصل الأمر فى كثير من الأحيان إلى تكوين عقد نفسية لدى الطفل جراء تعامل الزائرين معه بمنطق العطف الظاهرى فقط متمثلا فى فهم خطأ لحديث النبى صلى الله عليه وسلم "من وضع يده على رأس يتيم رحمة، كتب الله له بكل شعرة مدت على يده حسنة" واعتبار أن المقصود هنا فقط هو مسح الرأس وليس البعد الذى يشير الى الرحمة وتعميق المشاعر الايجابية مع اليتيم . الحياة الطبيعية للأيتام وأضاف : عالجت فكرة نشاط الأخ الأكبر هذه المشكلة بتكوين علاقة أخوية طبيعية بين المتطوع والطفل اليتيم، وهو الأمر الذى يدعو إلى ضرورة تشجيع تبنى هذه المبادرة بل وتعميمها. فمن غير المقبول على الإطلاق تقبل فكرة أن تقف الدولة ممثلة فى أحد أجهزتها ، وزارة التضامن الاجتماعى، فى طريق تنفيذ مشروع من أروع المشاريع التى قدمتها جمعية رسالة الخيرية هذا العام. ويختم حديثه مطالبا وزير التضامن الاجتماعى بالتعاون مع جمعية رسالة ومثيلاتها من الجمعيات الخيرية فى اعتماد هذا الفكر المتطور فى النشاطات الخيرية، بحيث نسمح لكل العقول الخلاقة بالإبداع فى هذا المجال الخيرى الذى يصب فى صالح المجتمع كاملا .