كثفت السلطات الكويتية من إجراءاتها لمتابعة ومراقبة مؤيدي التنظيم الإرهابي «داعش» ومناصري أفكارها حيث أحال جهاز أمن الدولة 11 متهماً من جنسيات مختلفة (بينهم مصري) إلى النيابة العامة بتهمة الانضمام إلى التنظيم بعد أن تم تتبعهم والتأكد من وجود اتصالات مكثفة ومشاركتهم في عدد من معاركه داخل سورية والعراق وإمداده بالمال. وأشارت مصادر كويتية إلى أنه تم مساء أمس الأول تحويل 4 من الذين حقق معهم إلى السجن المركزي وهم "كويتيين واثنين من البدون". وقررت نيابة العاصمة حجز ثلاثة متهمين (كويتي وأردني ومصري) بعد أن انتهت من التحقيق معهم عن تهمة الانضمام إلى تنظيم «داعش» والدعوة إلى قلب نظام الحكم بالقوة. وكان المتهمون الثلاثة «أقدموا على طباعة المئات من المنشورات وتوزيعها في مناطق مختلفة، تدعو إلى اعتناق فكر تكفيري يهدف إلي هدم النظم الأساسية في الكويت والدعوة أيضا إلى قلب نظام الحكم بالقوة وتكفير ولاة الأمر، وإلى الانضمام إلى تنظيم يدعو لتكفير المجتمع الكويتي، إضافة إلى انضمامهم إلى تنظيم محظور دولياً.وكان المتهمون الثلاثة وُضعوا تحت المراقبة المكثفة من قبل جهاز أمن الدولة، بعد أن وردت إليهم معلومات أن خلايا «داعش» بدأت في التحرك كرد فعل على قرار التحالف الدولي الذي أعلن أنه سيوجه ضربات جوية للتنظيم. يأتي ذلك في الوقت الذي تحقق فيه الأجهزة الأمنية في “رسالة التهديد” التي تلقاها وكيل المرجعيات الشيعية في الكويت السيد محمد باقر المهري عبر البريد. ونقلت وسائل إعلام كويتية عن مصدر أمني إن الجهات المختصة تتابع مصدر الرسالة للتوصل إلى مرسلها والذي ادعى أنه من عناصر الدولة الإسلامية “داعش”. وتضمنت الرسالة عبارات بذيئة وتهديد بالقتل وبملاحقة شيعة الكويت واتهامات مزعومة للقيادة العليا. وعلى المستوى السياسي نفى وكيل وزارة الخارجية خالد الجار الله أن تكون الكويت قد قامت بدور الوساطة لتغيير الموقف الأمريكي- السعودي الرافض لأي مشاركة إيرانية في التحالف الدولي لمحاربة تنظيم “داعش” الإرهابي. وقال الجارالله في تصريح له إن العراق والولايات المتحدةالأمريكية لديهما اجتهادات وتصورات لطبيعة هذا التحالف والكويت تحترم كل الأراء مشيرا إلى أنه ليس هناك دواعي لتدخل الكويت للقيام بدور وسيط. وأوضح الجارالله أن التحالف لا يزال يبلور تصوراته مشيرا إلى أنه سيكون هناك تصور نهائي لطبيعة وأطراف هذا التحالف ولفت إلى استعداد الكويت للتنسيق مع إيران خارج إطار التحالف الدولي ضد “داعش” حيث أن طهران تلعب دورا أساسيا في المنطقة وتلعب أيضا دورا أساسيا في الوضع السوري وربما تكون هناك مجالات للتفاهم معها خارج التحالف. من جهته أكد السفير الأميركي لدى الكويت دوغلاس الين سيليمان أن التحالف الدولي الذي تقوده بلاده ضد “داعش” يهدف بشكل رئيسي الى مواجهة تزايد اعمال العنف في المنطقة من قبل التنظيمات المتشددة الإسلامية ولفت إلى أن هذا التجمع الدولي الهام كان بمبادرة من قبل الرئيس الاميركي اوباما. وأشار سيليمان إلى أن المباحثات التي أجراها وزير الخارجية الأمريكية في جدة الأسبوع الماضي ومؤتمر باريس الخاص بالأمن والأمن والسلام في العراق الذي عقد الاثنين الماضي وقال إن كل تلك الاجتماعات ضمت أمم متعددة تتطلع وتنظر في كيفية مواجهة التزايد في مجال العنف من قبل الجماعات الإسلامية المتشددة والمتطرفة مثل جبهة النصرة وغيرها في المنطقة.