عزف المصريون سيمفونية رائعة خلال ستة أيام ماضية، التقت «الوفد» مع العازفين من قيادات البنوك ومديري الفروع والمواطنين بمختلف فئاتهم، والكل عزف في حب مصر. شهادات قناة السويس لم تكن فقط، ورقة (دين عادية) مثل أي شهادات تطرحها البنوك منذ الستينيات، سواء لصالح بنك الاستثمار القومي أو البنوك، ولكنها شهادة اختبار للمواطن المصري للمساهمة في بناء الوطن، ونجحت الشهادة فيما سعت إليه، فظهر الحس والانتماء الوطني في مشهد نادرا ما يحدث. الرئيس أراد أن يكسب المصريين، وأن يشاركوا في بناء الوطن بأموالهم كما شاركوا في الحفاظ عليه بدمائهم، وكانت النتيجة تكدساً علي مدي 6 أيام وجمع حصيلة تقترب من 40 مليار جنيه. رفض الرئيس عبد الفتاح السيسي أي محاولة لتقليل العائد علي الشهادات، كما يقول محافظ البنك المركزي هشام رامز مؤكدا أن الرئيس يريد أن يحقق المصريين أرباحاً إلي جانب المشاركة في حفر المجري الثاني لقناة السويس، ليكون للمصريين وحدهم. أضاف محافظ البنك المركزي أن الاقبال علي مدي الاسبوع الماضي كان رائعاً من المصريين، وظهر الحس والانتماء للوطن، والذي شاهدناه من خلال الفرحة والسعادة علي وجوه المصريين رغم الزحام والانتظار في الصالات من أجل شراء شهادات قناة السويس. بلغت حصيلة الشهادات في اليوم الأولي 6 مليارات جنيه الذي بدأ يوم الخميس الماضي والثاني 8.5 مليار جنيه وهو يوم الاحد بداية الاسبوع، والثالث 5.5 مليار جنيه والرابع 8 مليارات جنيه والخامس 5.5 مليار جنيه، وفي يوم الخميس 6 مليارات جنيه لتصبح حصيلة الشهادات 39.5 مليار جنيه نهاية الاسبوع الماضي. وأضاف طارق قنديل، رئيس مجلس إدارة بنك قناة السويس: إن المشروع يعد انطلاقة حقيقية للاقتصاد، ودفعة قوية لاعادة الثقة لدى المصريين، موضحاً أن الاقبال الكبير الذي شهدته البنوك رسالة قوية على قدرة المصريين على تمويل المشروعات القومية. قال منير الزاهد رئيس مجلس ادارة بنك القاهرة والرئيس التنفيذي، إن الاقبال في تزايد كبير خاصة بعد تفعيل دخول جميع البنوك لشراء الشهادات لصالح عملائها مشيراً إلى أن الحصيلة نهاية هذا الاسبوع ستكون مبهرة للجميع. وأشار الي ان البنوك المتعاقدة مع بنك القاهرة هي (التجاري الدولي والعربي والتعمير والاسكان ومصر ايران للتنمية والمشرق والامارات دبي والكويت الوطني وعودة) موضحا أن المصريين بالخارج يمكن الشراء لهم من خلال فروع بنكي الاهلي ومصر. وأضاف أن اقبال المصريين فاق المتوقع وأن الحس الوطني يغلب علي جميع المصريين الذين يتقدمون لشراء الشهادات. وألمح إلي أن محافظات الصعيد خاصة المنيا واسيوط وسوهاج كان الاقبال فيها كبيراً، مشيرا الي أنه تم مد ساعات العمل بجميع الفروع حتى بعد الساعة السادسة ساهم بشكل كبير فى تلبية طلبات المواطنين المتزايدة لشراء شهادات استثمار قناة السويس بجميع المحافظات. وقامت جميع البنوك بالشراء لصالح عملائها عن طريق الاتفاق مع أحد البنوك المصدرة (الأهلي ومصر والقاهرة وقناة السويس) ويقول عبد الحميد ابو موسي محافظ بنك فيصل الاسلامي، شهادات قناة السويس أيقظت الحس الوطني لدي المصريين، كما حققت عائداً يعد الأعلي في السوق للمشترين، مؤكدا أن الاقبال علي الشهادات يعد تأييداً جديداً لنظام الرئيس عبد الفتاح السيسي، وتجربة جديدة لمعرفة الحس الوطني لدي الناس. وطالب محافظ بنك فيصل الاسلامي بتعميم التجربة علي المشروعات القومية في المستقبل مع امكانية تنويع مصادر التمويل مثل مشاركة البنوك في تغطية شريحة من التمويل أو بيع أسهم للمصريين أو غيرها من وسائل التمويل التي تزيد من الحس الوطني لدي المصريين للمشاركة في هذه المشروعات القومية بالاضافة الي توظيف مدخرات المصريين وتحقيق النهضة الاقتصادية. محمد عشماوي رئيس مجلس ادارة بنك المصرف المتحد، كان يتمني أن يكون بنك المصرف المتحد ضمن البنوك الأربعة (الاهلي ومصر والقاهرة وقناة السويس) المصدر للشهادات لينال البنك شرف الاصدار الأول للشهادة حتي يسجل اسمه في التاريخ المصري العريق. ونوه الي أن مفتي الجمهورية الدكتور شوقي علام اجاز شرعا الاستثمار في شهادات قناة السويس، وحث المصريين علي المشاركة بقوة في جميع المشروعات القومية التي تشهدها مصر مطالبا باستثمار تجربة شهادات قناة السويس في باقي المشروعات القومية، وفي تنمية الصعيد، وتوفير المشروعات الحيوية للصعيد، وباقي محافظات مصر، حتى تسير التنمية علي خطوات واحدة دون ان يكون هناك تركيز في منطقة وتهمل باقي مناطق الجمهورية. وأضاف: إن المصرف المتحد يقوم بشراء شهادات قناة السويس من خلال فروعه البالغة 48 فرعاً لصالح عملائه بالتعاون مع بنك قناة السويس المصدر للشهادات مشيرا إلى أن مشروع قناة السويس انجاز ضخم وأهم مشروع قومي يشهده القرن ال 21 في العالم. أضاف اشرف الغمراوي نائب رئيس مجلس ادارة بنك البركة مصر والرئيس التنفيذي، ان مشروع حفر المجري الثاني وتوسعة المجري الأول للقناة يعد من أهم المشروعات في العصر الحديث، مشيرا الي أن فكرة تمويله بأموال المصريين فقط عن طريق الشهادات ساهمت في جمع المصريين وإعادة الحس الوطني، وقربتهم من بعض أثناء شرائهم ومشاركتهم في حفر المجري الثاني لقناة السويس والذي يعد لحظة تاريخية يعيشها. وأشار إلي أن البنك يتلقي جميع طلبات العملاء لشراء شهادات قناة السويس في 30 فرعاً للبنك منتشرة في جميع محافظات مصر، موضحا أن هناك اقبالاً علي شراء الشهادات، ويتم التعامل مع البنك الاهلي المصري، البنك المصدر للشهادات لشراء احتياجات العملاء. وقال السيد القصير رئيس بنك التنمية الصناعية والعمال المصري، ان اختيار محافظ البنك المركزي لفكرة الشهادات رائعة لأنها الأيسر والأسهل في عملية الشراء والاسترداد ومألوفة للناس، كما أنها اتاحة لجميع الافراد شراء الشهادات بفئات 10 و100 وألف جنيه، وهذا غير متوافر في الأسهم التي تحدد بقيمة واحدة، وهو ما أتاح تنويع العملاء وهناك احساس قوي بالوطنية تجاه المشروع. وأضاف القصير: إنه لأول مرة يلتقي الحس الوطني والربح والمشروع القومي في وقت واحد، فالجميع يخرج من هذه المعادلة وهو يحقق ربحاً سواء تجاه الوطن أو تجاه تحقيق عائد لأمواله، أو تحقيق فائدة لجميع المصريين من خلال المشروع القومي بحفر قناة ثانية لقناة السويس. وطالب بتعميم الفكرة علي جميع المشروعات القومية في المستقبل موضحا أن البنك يشارك بالتنسيق مع بنك مصر بشراء شهادات قناة السويس من خلال 17 فرعا مفسرا الاقبال الذي تشهده البنوك إلي الحس الوطني لدي المصريين للمساهمة في هذا المشروع القومي بالإضافة إلي العائد الذي يعد الاعلي في السوق.