مهرجان فينسيا في هذا العام يحتفي بالسينما الإيطالية علي وجه الخصوص، إلي جانب تكريم المجددين في السينما الفرنسية والأمريكية من خلال الأفلام الكلاسيكية التي تعرض في فينسيا «قبلات مسروقة» لفرنسوا تريفو «فرنسا» و«بلا نهاية» noend لكريستوف كيشلوفسكي «بولندا» و«العروس» لعمر لطفي العقاد «تركيا» و«رجال ودمي» لجوزيف مانكيوفتش «أمريكا»و«الصين قريبة» لجودار «فرنسا» و«موشيت» لروبير بريون «فرنسا» و«بدون شفقة» لألبرتو لا أتوادا «إيطاليا» و«ماكبث» لرومان بولانسكي «أمريكا» و«أمبرتو د» لروسيلليني «إيطاليا» و«يوم خاص» لأيتوري سكولا «إيطاليا»، واحتفاء بالمخرج الأمريكي الكبير أرثر بن. «قبلات مسروقة» 1968 للمخرج الفرنسي فرنسوا تريفو وهو من أهم الأفلام في مسيرة هذا المخرج، حصد الفيلم جائزتين في مهرجانين مختلفين، وأفضل مخرج من المجتمع الوطني لنقاد الفيلم في الولاياتالمتحدة والفيلم هو الجزء الثالث عن «أنطوان دونيل» بعد 400 ضربة الذي أخذ من شعار المهرجان وأنطوان وكوليت، الفيلم يراه البعض محتوي علي تفاصيل من حياة المخرج، وتلك أشياء لها علاقة كبيرة بسينما تريفو. وفيلم «بلا نهاية» noend لكريستوف كيشلوفسكي «بولندا» الذي ولد في عام 1941 في وارسو في بولندا، وعاش طفولته متنقلاً بين عدة بلدات صغيرة في بولندا بسبب عمل أبيه كمهندس معماري مما يحتم عليه التنقل كثيراً وعدم الاستقرار.. وفي عام 1959 قرر دخول كلية للتقنيين المسرحيين في وارسو علي أمل أن يصبح مخرجاً مسرحياً.. أما فيلمه noend فقد أحدث ضجة كبيرة حينما تكلم فيه عن الحكم العسكري وتناول من خلاله القوي الثلاث في بولندا «السلطة والمعارضة والكنيسة» إن كيشلوفسكي بفلسفيته الشاعرية تناول النفس البشرية في عواطفها، ومشاعرها المتضاربة ويضعها دائماً أمام مفارقات ومآزق أخلاقية أو حياتية، من شأنها أن تحدد حقيقتها ومبادئها وطبيعتها وانتماء عواطفها مما يجعلنا نقف أمام انعكاس للنفس البشرية في مختلف أشكاله.. الفيلم نظرة متشائمة للغاية إزاء العواقب والحالات التي قد تصيب الذين يعيشون تحت الأحكام العرفية في الدولة الشيوعية، والمحن التي قد تجلبها إلي المواطن. أما فيلم «العروس» لعمر لطفي فهو أحد أجزاء علي ثلاثيته السينمائية المعروفة «العروس» و«الزفاف» و«الدية» وتطرق من خلالها إلي إشكاليات الهجرة الداخلية من خلال عائلة مهاجرة من مدينة «يوزكات» إلي أسطنبول، تلك الثلاثية حوت انطباعات اجتماعية قاسية، من خلال شخصيات واقعية متوازنة ودرامية مؤثرة من خلال أسلوب غاية في البساطة، ويعرض أيضاً فيلم «رجال ودمي» لجوزيف مانكيوفتش واستطاع العمل أن يحقق ست جوائز أوسكار وأنتج العمل عام 1950 وفي تلك الفترة أجمع الجميع علي تطور السينما، أما «الصينينية» لجان لوك جودار، وهو مخرج أفلام فرنسي وأحد أبرز أعضاء حركة الموجة الجديدة السينمائي، ويدور حول مجموعة من الشباب تحاول أن تغير العالم من خلال الإرهاب، وهناك فيلم «موشيت» لروبير بريون أحد أفلام المخرج الأكثر خصوصية والأكثر تمسكاً برأيه من المخرجين المهمين، بمعني أنه كان يحاول دائماً أن يقدم ما يريده بدقة دون التنازل لاعتبارات تجارية أو شعبية جماهيرية أو لاعتقادات الناس السائدة حول السينما المتعارف عليها، وعلي الرغم من الآراء التي تقول إن شروعه باستخدام الألوان في أفلامه بدءاً من unefemmedouce سنة 1969 حتي آخرها كان أمراً خارجاً عن إرادته، فقد أثبت براعة فائقة في استخدام الألوان، الفيلم مأخوذ عن قصة للكاتب جورج برنانوس. أما رائعة رومان بولانسكي «ماكبث» وهي إحدي المسرحيات الشهيرة لشكسبير «عن القائد الاسكتلندي ماكبث الذي يغتال ملكه دنكن ليجلس علي عرش اسكتلندا مكانه» ماكبث أقصر تراجيديات شكسبير، ولا حبكة جانبية فيها تتعلق بأي شخصية أخري، كتبت هذه المسرحية في وقت ما بين 1603 و1606 واعتمد فيها شكسبير بشكل طفيف علي شخصية ماكبث الاسكتلندي أحد ملوك اسكتلندا، مثلت هذه المسرحية مراراً وأنتجت للسينما والأوبرا والتليفزيون، ولكن الفكرة الفلسفية للفيلم فتتحدث عن الغيرة وحب السلطة والغرائز الموجودة داخل الإنسان والصراع النفسي بين النفس البشرية من أجل التحكم والسيطرة، وتتحدث أيضاً عن كيد النساء متجسدة في زوجة ماكبث التي كانت تؤسس له وتبرئه من جرائمه للوصول إلي السلطة. ويعرض المهرجان أيضاً «أمبرتو د» لروسيلليني «إيطاليا» هو مخرج إيطالي ومن أهم المخرجين في السينما الإيطالية، وفيلم «يوم خاص» لأيتوري سكولا الذي بدأ في عالم السينما من خلال كتابة السيناريوهات في عام 1953، وأخرج أول فيلم لتتحدث عن النساء في عام 1964 بعد عشر سنوات في عام 1974 انضم سكولا لقائمة المخرجين الإيطاليين العالميين، من خلال فيلمه «أوه كم نحب بعضنا بعض» في عام 1976 فاز بجائزة مهرجان «كان» عن فيلمه الرائع «قبيح قذر وسيئ» منذ ذلك الحين وأيتوري سكولا يخرج العشرات من الأفلام الرائعة، خصوصاً فيلم «يوم خاص» 1977 و«ليلة في فارين» 1982، و«كم الوقت الآن؟» 1989 و«رحلة القائد فراكاسا» 1990، أيتوري أخرج قرابة الأربعين فيلماً في 40 عاماً وأحدث «يوم خاص» عن يوم تاريخي كان شديد الخصوصية في التاريخ الإيطالي خلال الأعوام السابقة للحرب العالمية الثانية، حين وصل التحالف بين هتلر وموسوليني إلي ذروته، أما المخرج الأمريكي آرثر بن الذي فارق عالمنا في 28 سبتمبر 2010 فكان من أول السينمائيين في هوليوود تأثراً بالسينما الأوروبية، وبدأ العمل في السينما مع ظهور تيار السينما الجديدة عام 1958 والمعروف باسم الموجة الجديدة الفرنسية، وتأثر قبل ذلك بالواقعية الإيطالية التي ظهرت في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، أثرت سينما آرثر بن في كثير من مخرجي السينما في الولاياتالمتحدةالأمريكية الذين أتوا من بعده مثل رومان بولانسكي، وفرنسيس فور كوبلا، ومارتين سكورسيسي، ولد آرثر بن في فيلادلفيا عام 1922، بعد انفصال والديه ليعيش في مدينة نيويورك مع أمه وأخيه وأصبح مصوراً لمجلة «فوج» دارس الدراما في الولاياتالمتحدة أثناء الحرب العالمية الثانية وعمل في التليفزيون بداية من عام 1951 وأعد وأخرج أكثر من 200 لقاء تليفزيوني، وبدأ الإخراج المسرحي في برودواي عام 1954 أول أفلامه في السينما عام 1958 «القاتل الأعسر» مع بول نيومان، وفيلمه الثاني «معجزة العاملة» عن حياة «هيلن كيلر» رشح للأوسكار، ويعد «ميكي واحد» 1964 أول لقاء له مع وارن وله فيلم «المطاردة» مع مارلون براندو وحين فوندا.