"إننا نواجه تحديات جسيمة فى ظل انتشار الكوارث فى جميع أنحاء أوروبا، وفى أوكرانيا علاوةً على المشكلات فى العراق وسوريا وصولاً إلى ليبيا".. كانت هذه الكلمات الأولى ل"فيديريكا موجيرينى"، الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي. عُرفت "مويرينى"، 41 عاماً، منذ صغرها بشغفها بالسياسة والشئون الدولية بحسب زملائها في الحزب الديمقراطي، ثاني أكبر الأحزاب بإيطاليا، الذين وصفوها بأنها شخصية "جادة ومُحبة للعمل". نشأت "موجيرينى" في منزل فني، فقد كان والدها "فلافيو موجيرينى" أحد أهم وأنجح المخرجين فى تاريخ السينما الإيطالية. تقول عن نفسها على مدونتها "BlogMog" أنها مولعة بقراءة أدب التشويق والإثارة وروايات الجريمة، إضافة إلى عشقها الكبير للسفر. كان عملها فى خدمة العملاء، بعد انتهاء المرحلة الثانوية، سبباً فى إجادتها التامة للغتين الإنجليزية والفرنسية. درست "موجيرينى" العلوم السياسية في إحدى أقدم جامعات روما، المدينة التى ولدت وترعرعت فيها، وكتبت أثناء فترة دراستها أطروحة عن الإسلام السياسي التي استكملتها فى الوقت الذي كانت تدرس فيه العالم العربي بمعهد "آكس آن بروفانس" فى فرنسا. أثبتت "موجيرينى" جدارة واقتداراً فيما يتعلق بالسياسة الإفريقية، وبرهنت خطأ جميع الإيطاليين عندما وجدت لنفسها موطئ قدم فى عالم السياسة الإيطالية الذي لا تكتسب فيه الاحترام إلاّ إذا اتمت 100 عام، واليوم يمكنها أن تنفذ الشيء نفسه فى أوروبا" هذا ما قالته عنها "نيكول بيدا"، مدير معهد الدراسات الدولية فى روما. لم تُحل الحياة السياسية ل"موجيرينى" عن الالتفات لحياتها الشخصية وتكوين أسرة صلبة مكونة من ابنتين هما "كاترينا"، 9 سنوات، و"مارتا"، 4 سنوات. أخذت "موجيرينى" العديد من المواقف السياسية الخارجية أثناء صعودها السلم الحزبي في إيطاليا إلى أن وصلت لدائرة صنع القرار عام 2013 بعد شغل "ماتّيو رينزي" منصب الأمين العام للحزب الديمقراطي الإيطالي فى ديسمبر 2013 الذي بدوره ضمها لفريقه لتكون وزيرة الخارجية الإيطالية وتكون بذلك أصغر امرأة تتقلد هذا المنصب الرفيع وثالث امرأة فى تاريخ الحكومات الإيطالية. بالكاد سبعة أشهر مرّت على شغل "موجيرينى" لمنصب وزيرة الخارجية الإيطالية حتى اُختيرت لتحل محل "كاثرين أشتون" كممثلة للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي وهو اعتبر خبراً ليس فقط مُقلقاً بل سيئاً بالنسبة لمنتقديها نظراً لما عُرف عنها من تعاطف وميول لروسيا وهو ما أثار مخاوف كثيرة، بالنظر للأزمة الروسية الأوكرانية لا سيما أن "موغيرينى" أدلت بتصريحات سابقاً فُهمت على أنها ترحيب بضم روسيا لشرق أوكرانيا.