رحل الشاعر الفلسطيني الكبير سميح القاسم هذا الأسبوع، ليترك تاريخا من النضال عبر عنه في قصائده الشعرية التي هزت وجدان العالم العربي أجمع وتغنى بها الأطفال في جميع ميادين فلسطين. نشأته: ولد سميح القاسم في 11 مايو من عام 1939 في بلدة الرامة، ودرس فيها وببلدة الناصرة. اعتقل عدة مرات وفرضت عليه الإقامة الجبرية من قبل القوات الإسرائيلية بسبب مواقفه ضد الاحتلال، منها رفضه التجنيد الجبري الذي تفرضه اسرائيل على الطائفة الدرزية التي ينتمي إليها. أعماله ألف الكاتب الراحل أكثر من 80 كتاباً، معظمها دواوين شعر ونثر وأعمال مسرحية شهيرة. له قصائد معروفة تحولت إلى أغان انتشرت في كل العالم العربي، منها قصيدته التي غناها أطفال فلسطين في كل مناسبة قومية، قال فيها: "منتصب القامة أمشي.. مرفوع الهامة أمشي.. في كفي قصفة زيتون.. وعلى كتفي نعشي"، "تقدموا.. تقدموا براجمات حقدكم وناقلات جندكم، فكل سماء فوقكم جهنم.. وكل أرض تحتكم جهنم". جوائز وتكريم: حصل سميح القاسم على جوائز ودروع وشهادات التقدير وعضوية الشرف في عدّة مؤسسات منها جائزة "غار الشعر" من إسبانيا، وعلى جائزتين من فرنسا عن مختاراته التي ترجمها إلى الفرنسية الشاعر والكاتب المغربي عبد اللطيف اللعبي، وجائزة البابطين. كما حصل مرّتين على "وسام القدس للثقافة" من الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، وجائزة نجيب محفوظ من مصر وجائزة "السلام" من واحة السلام، وجائزة "الشعر"الفلسطينية. الرئيس الفلسطيني ينعي القاسم ونعى الرئيس الفلسطيني محمود عباس الشاعر قائلا: "إن الشاعر القاسم، صاحب الصوت الوطني الشامخ، رحل بعد مسيرة حافلة بالعطاء، والذي كرّس حياته مدافعا عن الحق والعدل والأرض". وكانت صحة سميح القاسم تدهورت في نهاية الشهر الماضي جراء معاناته من مرض سرطان الكبد، فنقلته عائلته إلى "مستشفى صفد" حتى توفي الثلاثاء الماضي. غاب سميح القاسم لكن بقيت كلماته التي تركها لتظل تبث الحماس في مستمعيها من الأطفال والشباب والنساء والشيوخ، وتشجع على النضال ضد المحتل.