أحلى من الشرف مافيش..عبارة خالدة من عبارات السينما المصرية، قالها القواد «عبده دَنس» أو فناننا الكبير توفيق الدقن فى فيلم (أحبك ياحسن).. إذا من قال هذه العبارة كان - بسلامته - قواد !! والآن تتكرر نفس العبارة على ألسنة العديد من «القوادين» الجدد فى فضائياتنا، وجميع وسائل اعلامنا.. حتى اصبحنا ندرك أن أبعد الناس عن الشرف والأمانة هم أكثر تحدثا عنهما، ولو احصيت اكثر الناس ذكرا للفظ «الشرف» ستجده - حصريا - على لسان بنات الليل.. لما لا ونحن أمهر شعوب الأرض فى إلباس القواد ثياب القائد، وتحويل الداعرة إلى داعية! ففى بلادنا المحروسة امور تجعل الانسان يكاد يفقد عقله لو اعمل العقل فيها..وهذه بعض النماذج منها.. فمنذ بداية سنوات عملنا الصحفى، ونحن نعرف أن احقر صحفى فى مصر هو الصحفى «الأمنجى» وهو غير الصحفى الأمنى الذى تكلفه صحيفته بتغطية اخبار وزارة الداخلية.. فالأول نقصد به الصحفى الذى يعمل «جاسوس» لدى امن الدولة ،لينقل لهم أخبار زملائه وقياداته، ويكتب عنهم التقارير، وهؤلاء كانوا معروفين لنا بالاسم، وكانوا ايضا محل احتقارنا واستنكارنا، وكنا نتحاشى التعامل معهم بقدر الإمكان إما احتقارا لهم.. وإما لاتقاء شرهم!! لأن الواحد من هؤلاء كانت لسعته والقبر كما يقولون وكم عانى زملاؤهم من بطشهم وجبروتهم فقد كان الآذى طبعا فيهم والطبع غلاب كما تعلمون!! المهم ان امن الدولة كانت تكافئ «رجالها» بشمولهم بعنايتها وترقيتهم فى مؤسساتهم بسرعة الصاروخ متخطين كل زملائهم الأقدم منهم خبرة، والأكفأ منهم فى المهارة والقدرات.. ناهيك عن المزايا والمنح النقدية والعينية الاخرى، التى كانت كفيلة بتحويلهم من فئة المعدمين الى فئة اصحاب الاملاك!! فهذا يعمل فى قناة فضائية وثانى يعمل مستشار اعلاميا، وثالث كاتبا فى صحيفة خليجية.. وأوجه كثيرة من أوجه الرزق التى تضمن للمخبر من هؤلاء نصيبا من «البغاشة». بل، كانوا يصاحبون الرئيس ونجله فى كافة رحلاتهم لما لا وهم أولاد النظام والمخلصون له ،كان هذا هو حال الصحفى «الأمنجى» قبل الثورة.. التى توقعنا انها ستنهى دولة الصحفيين «الأمنجية» تماما، وستلقى بهم فى سلة المهملات، لما لا ونحن نعيش فى عهد الطهارة الثورية.. ولكن هيهات ان يحدث فقد كنا سذجاً أكثر من اللازم!! لذلك فقد رأينا الصحفى الامنجى يتحول بمساعدات سادته الى نجم النجوم بل اصبحوا مذيعين فى فضائيات رجال الاعمال.. بل اصبحوا وعاظا يحاضروننا كل صباح ومساء.. رغم انهم فى عهد الاخوان سارعوا بعرض خدماتهم.. وجلسوا تحت اقدام المرشد وتابعه مرسى ولما ثار الشعب وازاح عصابة تجار الدين، سارعوا بالتنصل منهم بل لعنوهم فى كل كتاب ،وما ان جاء السيسى حتى تصدروا مشهده.. بل أصبحوا يحتلون الصفوف الاولى فى لقاءاته، وكأن دولتهم قد عادت اليهم، وهنا أزاحوا كل الشرفاء لينفردوا هم بصدارة المشهد الاعلامى، وهنا - أيضا - عادوا لسيرتهم الأولى، بل أصبحوا خبراء فى «غسل» سمعة المشبوهين من امثالهم.. وكل أحاديث سيادتهم عن الشرف والوطنية بل حولوا اطهر «ثورة» قام بها الشعب كله.. الى «عورة» ومؤامرة كونية كانت تهدف لخلع حاكمهم الوطنى الشريف؟!رغم ان سيادته افقر البلاد والعباد، وتسبب في اصابة شعبه بكل انواع الامراض الفتاكة، بل جعل الفساد فيها للركب وما بعدها، واستأثر هو وعصابته بكل خيراتها لأكثر من ثلاثين عاماً وبعد كل ذلك يشيدون بوطنية سيدهم ويريدون منا ان نردد خلفهم هذه الاناشيد الماجنة!! أليست هذه دعارة اعلامية مكتملة الاركان؟! بل إنى اعتقد ان دعارة «الفكر» اخطر الف مرة من دعارة الجسد!! نأتى لنموذج آخر للمساخر التى تحفل بها بلادنا.. شخص يملأ الدنيا ضجيجاً منحه الله اقذر لسان بين بنى البشر.. حتى ان جنابه لايتوانى عن الخوض فى الأعراض والأنساب، ويا ويله وسواد ليله من يوقعه حظه التعس فى طريقه.. حتى انك تشعر بان «بلاعة» مجار قد طفحت اذا ما تناول سيرة احد خصومه..المهم ان صاحبنا اياه دأب فى الآونة الأخيرة على الظهور فى كل فضائيات مصر ليطالب سيادته بضرورة عودة الاخلاق المصرية الاصيلة.. شوفت ازااااااى! ثالث مساخر بلادى هى تلك المخرجة الاباحية، وذلك المخرج الثورجى.. فقد ارتأى سيادتهما ان الحل الوحيد لمشكلة التحرش الجنسى فى شوارعنا ومياديننا هو اعادة فتح بيوت الدعارة التى أغلقت منذ الاربعينيات!! وتبارت الفضائيات فى استضافة سيادتهما، ليقدموا لنا رؤيتهم وعصارة فكرهم الراقى لاعادة اخلاقنا الضائعة.. هل رأيتم جنونا أكثر مما نحن فيه؟! رابع هذه النماذج هو راقصتنا اللولبية اللهلوبة، التى كانت ضيفة دائمة على برامج الفضائيات فقد قالت - لافض فوها - أنها تشعر بانها قريبة من ربنا وهى ترقص !! وهى لاتدرى ان الله يلعنها، ويلعن امثالها ممن يعرضن اجسادهن فى سوق النخاسة!!! فعلا أحلى من الشرف ما فيش كما قال القواد الشهير عبده دَنس والان ياسادة ياكرام هؤلاء هم - فى الغالب - هم نجومكم الجدد..هؤلاء هم «النماذج» التى يقدمها الإعلام لتكون قدوة لاولادكم.. حسبى الله ونعم الوكيل