أبدع الأديب يوسف السباعى، حينما جسد تمزيق الشخصية المصرية شر ممزق.. موضحًا أن مشكلة النفاق هى أعقد المشكلات السائدة فى المجتمع، وكيف تملك مسعود أبو السعد فى إرساء قاعدة هامة جدًا، وهى أن المصلحة والفلوس تساوى الشرف..!! ولأن العبقرى يوسف إدريس كان مبدعًا فى زمن المبدعين، فلم يخش أن يجسد طبائع البشر التى تجسد كل ألوان النفاق المجتمعى، والتى تنطبق على الوسط الرياضى بشكل عام، واتخذ كخطوة للبلوغ السياسى بوصفة البوابة الشرعية للشهرة والأضواء، ولما لا، وهو الطريق الأسهل فى مصر، فلن تحتاج أموالاً ولا أفكاراً، كل ما تحتاجه فقط شىء من الفهلوة الممنهجة، أما عن طريق أصدقاء السوء فى الوسط الإعلامى الذين يمنحون الثناء لغير أهله وينسبون الفكر للجهلاء، ويتشدقون بإنجازات كلامية ويمدحون من يغدق عليهم بالأموال ويلعنون من يدير لهم ظهره، ويسيئون للشرفاء إذا تعارضت مع مصالحهم ويقذفون النبلاء لأنهم يحتقرونهم.. هكذا كان الوصف للشخصية الممزقة التى تسللت إلى الوسط الرياضى وانهالت عليه حتى سقط شهيدًا، فهو نموذج مصغر مما يحدث فى الدولة، ولأنه الأشهر، فقد انهال عليه الصالح والطالح، إلا أن الثانى لم يترك الأول فى حالة لإجهاض محاولات البناء التى تتعارض مع شخصيته الممزقة، فأصبح الهدف هو الهدم للإيجابيات مع تعظيم دور السلبيات، فتخلفنا شر تخلف فى المنطقة العربية التى كنا روادها، وكذا إفريقيا التى نتذيل تصنيفها الرياضى.. ولأن الأنظمة المصرية حرصت على مدار 60 عامًا، على تسطيح العقلية المصرية، وإلهائها بالتفاهات حتى أصبحنا أقزاما بين العمالقة.. فقد قادنا النفاق إلى اتساخ الرياضة من أسفلها إلى أعلاها، وإذا أردنا نظافتها علينا أن نبدأ من أعلاها إلى أسفلها، أى من قمة الهرم يا سادة، لقد تحولت الاتحادات الرياضية إلى بؤر للفساد ومن ثم صارت أرض خصبة للصراعات الشخصية، وفقا لمشروع تقسيم الرياضة المصرية إلى عزب شخصية، ولأننا لن نطبق عليهم قانون العزل السياسى من الحياة الرياضية، لأنه لم يطبق فى السياسة فتنفسوا الصعداء، لأن اللعبة الانتخابية هم يجيدونها تماما سواء بشراء الذمم أو باللعب على ضعفاء النفوس وما أكثرهم.. أو بارتباطات المصالح التى نترجمها فى النهاية إلى مقولة الفنان القدير توفيق الدقن، "أحلى من الشرف ما فيش"، وهو شعار يرفعه معظم رواد العمل الرياضى فى مصر، وعلينا أن نتطهر منهم جميعا، ولإصلاح لهذا القطاع التنافسى الشريف، لم يعد له علاقة بالمنافسة ولا بالشرف اللهم إلا شرف توفيق الدقن.. وعلينا أن نتخلص من مسعود أبو السعد، وما أكثرهم فى مصرنا، إذا كنا نأمل فى التطهير الأخلاقى فلنبدأ بالرياضة.. ويا أهل النفاق تلك هى أرضكم وذلك هو غرسكم، فإن رأيتموه قبيحا مشوها، فلا تلومونى بل لوموا أنفسكم.. لوموا الأصل ولا تلوموا المرآة.. أيها المنافقون.. هذه قصتكم ومن كان منكم بلا نفاق فليرجمنى بحجر.. Email: [email protected]