وسط حالة من الحزن الشديد سادت أهالى قريتى ميت الأكراد وتلبانة التابعين لمركز المنصورة بمحافظة الدقهلية، واتشاح السواد والعويل، انتظارًا لوصول جثامين 4 من أبناء القريتين، كما تأكد إصابة سيدتين فى أحداث ليبيا الدامية أثناء فرارهما من الحرب الدائرة هناك، حيث تعرضوا للقتل والإصابات على أيدى المليشيات الليبية، بالإضافة إلى وجود نحو 75 من المصريين العالقين من أهالى قرية تلبانة على الحدود المصرية الليبية قبل منفذ السلوم من الناحية الليبية. وأكد الأهالى مصرع كل من عبد الجليل الطوخى على السعيد عاطف 28 سنة دبلوم زراعى "حلاق"، وعاطف عبد السميع العوضى 35 سنة حاصل على دبلوم فنى ويعمل "حلاق"، ونجله محمود عاطف عبد السميع، وإصابة كل من وفاء محمود الجندى، زوجة عاطف عبد السميع، مصابة بكسر فى الحوض وكسور بالقدمين، وترقد الآن فى العناية المركزة بمستشفى المنصورة الدولى حاليًا نظرا لظروف حملها الذى وصل لشهره الأخير، ووالدة الزوجة أميمة السنوسى 45 سنة مصابة بكسور فى الذراع اليمنى، كما توفى السيد مصطفى سلامة 25 سنة " حلاق" من قرية تلبانة. وقال "عم الطوخى" 58 سنة، والد عبد الجليل قتيل ليبيا، من قرية ميت الأكراد ويعمل سائقًا "ابنى متزوج فى 17 /9/2013، وزوجته حامل فى شهرها الأخير"، مشيرًا إلى أن ابنه سافر منذ شهر واحد فقط، وكان يعمل فى ليبيا بمهنة الحلاقة، مضيفًا "ورغم معارضتى لهذا السفر لما نسمعه من حالة ليبيا فى الصراع القائم إلا أنه أصر على السفر، وقد قمت ببيع الجاموسة بمبلغ 7 آلاف جنيه بعد أن أقنعنى أن سفره من أجل أن يساعد شقيقه الأصغر ليتزوج، كما قام شقيقه بنفس العمل وساعده فى مصاريف الزواج". وحول مقتله قال إنه كان فى سيارة عاطف أحد جيراننا، والذى لقى مصرعه هو الآخر، حيث كنا نتابعه عبر المحمول، وفى منطقة "البريقة" انقطع الاتصال منذ صباح يوم السبت والذى علمنا بعد ذلك من أحد العسكر الليبيين قتله برصاص أطلق على إطارات السيارة مما أدى لانقلابها، وحسبى الله ونعم الوكيل، فقد ضاع منى العريس ولم يرَ أول مولود له، وما نريده هو أن ينقذوا من علق فى هذه الحرب الأهلية داخل ليبيا من المصريين، والذى كل ذنبهم هو أنهم ذهبوا للبحث عن الرزق للصرف على أسرهم، ويا ليته سمع كلامى!