مبادرات تفشل وأخرى تتقدم، ودعوات للضغط يلاحقها استدعاء وسحب لبعض السفراء حتى تضع الحرب أوزارها، ويواصل العدو الصهيونى عملياته العسكرية على قطاع غزة، والتى حملت عنوان "الجرف الصامد"، لتدخل يومها 28، تاركة وراءها رائحة الموت والدماء، و1743 شهيدًا أكثرهم من الأطفال والنساء والشيوخ، وجرح أكثر من 9 آلاف، وتدمير ما يقرب من 5 آلاف منزل ومنشآت مدنية ومساجد، واستهداف 17 مستشفى و102 من الطواقم الطبية، وإغلاق 44 مركزًا طبيًا بسبب القصف، حسب إحصائيات وزارة الصحة فى غزة. ولنزع فتيل هذه الحرب المدمرة طرحت عدة دول مبادرات لوقف الحرب على القطاع حفاظًا على حياة الأبرياء من أبناء الشعب الفلسطينى، وجاءت على رأس هذه الدول مصر والولاياتالمتحدةالأمريكية ثم قطروتركيا، بينما دعت دول أخرى للضغط على إسرائيل لوقف العدوان على القطاع. مبادرة مصر طرحت مصر منذ 4 أسابيع، مبادرة تقضى بوقف "الأعمال العدائية" بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، وفتح المعابر، وتسهيل حركة عبور الأشخاص والبضائع عبر المعابر الحدودية فى ضوء استقرار الأوضاع الأمنية على الأرض، إلا أن حركة المقاومة الإسلامية "حماس" رفضت تلك المبادرة، معتبرة أنها لا تلبى مطالب الفلسطينيين، ولاسيما رفع الحصار الإسرائيلى المفروض على غزة منذ عام 2006، وأدى رفض حماس للمبادرة المصرية إلى مقتل وجرح المئات من الأبرياء فى غزة. مبادرة جون كيرى ونصَّت مبادرة وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى على الآتى: بناء على اتفاقية القاهرة لوقف إطلاق النار فى نوفمبر 2012 دعت لاجتماع خلال 48 ساعة للتفاوض حول حل جميع القضايا الضرورية لتحقيق وقف إطلاق مستدام وحل دائم لأزمة غزة، بما فى ذلك إجراءات تأمين فتح الحدود والمعابر غير الحدودية، بما يسمح بدخول البضائع والأشخاص وضمان الحياة الاجتماعية والاقتصادية للشعب الفلسطينى، ويشمل ذلك حقوق صيد الأسماك لمسافة 12 ميلاً بحريًا. وتحويل الأموال إلى غزة لتسديد رواتب الموظفين العموميين، ومواجهة القضايا الأمنية والبدء خلال 48 ساعة بوقف إطلاق نار إنسانى لمدة تستمر لسبعة أيام، وسحب قوات الدفاع الإسرائيلية من قطاع غزة، وإنهاء كل الأعمال العدائية فى غزة وتمتنع جميع الأطراف عن تنفيذ أى استهداف عسكرى أو أمنى على بعضها البعض أثناء فترة وقف إطلاق النار، وسيتم السماح بإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة، بما فى ذلك الغذاء والدواء والمأوى إلى المواطنين الفلسطينيين فى غزة. وسيتولى الشركاء مراقبة وقف إطلاق النار الإنسانى والاتفاقات التى تتوصل إليها الأطراف مراقبة فعالة، بالتعاون والتنسيق مع الأطراف. ويلتزم الشركاء بمبادرة لتقديم مساعدات إنسانية كبيرة لتلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة لسكان غزة، بما فى ذلك التزام أولى بمبلغ 47 مليون دولار من الولاياتالمتحدة "على أن تضاف إليها التزامات أخرى". وردًّا على هذه المبادرة قال رئيس المكتب السياسى لحركة حماس، خالد مشعل، إن موقف الحركة بالنسبة لمسألة وقف إطلاق النار لن يتغير، موضحًا أن المسئولين يتفاوضون مع واشنطن من أجل تعديل مبادرة وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى. أما إسرائيل فقد رفضت المبادرة وقال مصدر إسرائيلى للإذاعة العامة الإسرائيلية إن الصيغة الجديدة التى اقترحها وزير الخارجية الأمريكى "جون كيرى" لوقف إطلاق النار لم تتجاوب بأى شكل من الأشكال مع التطلعات الإسرائيلية. مبادرة تركياوقطر وكانت قطروتركيا قد طرحتا مبادرة لوقف الحرب على قطاع غزة، والتى تضمَّنت الإفراج الكامل والفورى عن كل الأسرى المعاد اعتقالهم من صفقة شاليط مؤخرًا بالضفة الغربى من قبل السلطات الإسرائيلية، موافقة إسرائيل على إقامة ميناء بحرى بغزة، وفتح معبر رفح 24 ساعة يوميًا وجميع المعابر بين غزة وإسرائيل كاملاً. تسمح إسرائيل بالصيد 12 ميلاً (19 كم) من شواطئ غزة، كما نصت المبادرة على أن يكون الوسيط والضامن للاتفاق بين حماس وإسرائيل واشنطن وليس مصر. مبادرة الصين وتبدأ المبادرة بوقف إطلاق النار من الجانبين، على أن تدعم الصين المبادرات الأخرى الساعية إلى التهدئة بين الطرفين، ثم يعلن الطرفان التخلى عن كل مظاهر القوة، وإقامة آلية لضمان ذلك، بعدها ترفع إسرائيل الحصار المفروض منذ عام 2006 عن قطاع غزة، وتطلق سراح المعتقلين، وصولاً فى النهاية إلى استئناف مفاوضات السلام التى تؤدى إلى الدولة الفلسطينية المستقلة. دول أخرى تضغط على إسرائيل لوقف الحرب بينما يتوالى رفض المبادرات من قبل الطرفين "حماس وإسرائيل" تحاول دول أخرى الضغط على المجتمع الدولى لإجبار إسرائيل على وقف الحرب على غزة، ففى الجزائر دعا مجلس الشورى الوطنى لحركة مجتمع السلم، الرئيس الجزائرى عبد العزيز بوتفليقة، إلى تحريك الدبلوماسية الجزائرية فى اتجاه الاتحاد الأفريقى ودول عدم الانحياز والجامعة العربية لاتخاذ مواقف أكثر صرامة من العدوان الإسرائيلى على غزة. كما دعاه إلى سحب سفراء الكيان الغاصب لدى الدول المعنية، وتجديد خطاب الجزائر المعروف "الجزائر مع فلسطين ظالمة أو مظلومة". بينما استدعت بعض دول أمريكا اللاتينية سفراءها فى إسرائيل للتشاور حول الحرب الإسرائيلية على غزة، وكانت فى مقدمت هذه الدول البرازيل والأكوادور والسلفادور وتشيلى، فضلاً عن دولة بوليفيا وفنزويلا اللتان قطعتا علاقتهما مع إسرائيل وسحبتا السفراء منها. الورقة الفلسطينية لوقف الحرب على غزة وضمن الجهود الرامية لوقف هذه الحرب الشرسة على قطاع غزة اتفقت الفصائل الفلسطينية فى القاهرة اليوم على ورقة فلسطينية لوقف الحرب، كان أهم بنودها "وقف العدوان" الإسرائيلى على قطاع غزة، والانسحاب الكامل للجيش الإسرائيلى من القطاع، وإطلاق الأسرى الفلسطينيين وفقًا لكل الاتفاقات السابقة، وتبنى خطة لإعادة إعمار غزة تتولاها حكومة الوفاق الوطنى. وكذلك إعادة تشغيل مطار غزة، والسماح بزيادة المساحة المخصصة للصيادين إلى 12 ميلاً بحريًا. بينما رفضت إسرائيل إرسال ممثل لها إلى القاهرة للمشاركة فى محادثات غير مباشرة مع الجانب الفلسطينى.