سلم وزير الخارجية الفلسطينى رياض المالكي، اليوم الخميس، مسئولة الشئون السياسية فى مكتب ممثل الأمين العام للأمم المتحدة، البيدا روكا، بشكل رسمى رسالة الرئيس الفلسطينى محمود عباس، التى طالب فيها مساء الأمس الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون، بتحمل مسئولياته مع المجتمع الدولي. كما طالبه فى الرسالة اتخاذ جميع ما يلزم من إجراءات لإعلان قطاع غزة كمنطقة كارثة إنسانية، وذلك للوقوف عند الاحتياجات الملحة لأهل القطاع، بما فيها حث الوكالات والمؤسسات الدولية التابعة للأمم المتحدة لتقديم المساعدات العاجلة فى ظل حالة الطوارئ الإنسانية التى يشهدها القطاع على إثر العدوان الإسرائيلى الغاشم. جاء ذلك خلال لقاء المالكى ومسئولة الشئون السياسية فى مكتب ممثل الأمين العام للأمم المتحدة، والمستشار السياسى له باسم الخالدي، بمقر وزارة الخارجية الفلسطينية اليوم الخميس فى رام الله. ودعا عباس الأممالمتحدة إلى توفير ملاجئ آمنة للمدنيين النازحين فى قطاع غزة، بالإضافة إلى توفير الغذاء ومياه الشرب والأدوية وغيرها من المواد. وطالب الأمين العام بالعمل على إنشاء ممرات إنسانية داخل قطاع غزة من أجل تسهيل تقديم الإغاثة اللازمة وكذلك اتخاذ جميع التدابير اللازمة والفعالة لإنشاء منطقة آمنة للعمل الإنساني، لحماية الأسر المشردة من تجدد القصف الإسرائيلي. حيث أن جميع سكان قطاع غزة تحت تهديد كارثة إنسانية واسعة النطاق. وقال الرئيس الفلسطينى فى الرسالة الرسمية: "على ضوء الدمار والمعاناة التى لا تحصى، فقد قررتُ إعلان قطاع غزة منطقة كارثة، وعليه فإننى أدعوكم لتحمل مسئولياتكم على النحو المبين فى ميثاق الأممالمتحدة، وخاصة المادة 99 منه، وتطبيقها على حالة الطوارئ الإنسانية فى قطاع غزة. وأحثكم على اتخاذ جميع التدابير اللازمة والمتاحة للوقوف على الاحتياجات الملحة لهذا الجزء العزيز المحاصر من وطننا فلسطين. وأضاف قائلا "وفى هذا الصدد، أدعو إلى استخدام كافة الأدوات المتاحة داخل منظومة الأممالمتحدة، لتقديم الإغاثة والمساعدة اللازمة للشعب الفلسطيني، أثناء هذه الأزمة الإنسانية الخطيرة". وأعاد التأكيد فى رسالته على طلب دولة فلسطين من الأممالمتحدة، باتخاذ التدابير والإجراءات العاجلة لتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطينى من ممارسات إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، وعدوانها والانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان فى الأرض الفلسطينيةالمحتلة، بما فيها القدسالشرقية، حيث أسفر هذا العدوان الغاشم عن استشهاد أكثر من 1200 فلسطينى ثلثهم من الأطفال، وجرح أكثر من 7000، ونزوح 200.000 آخرين. ومن جانبه أطلع المالكى ممثلى الأمين العام للأمم المتحدة على آخر التطورات فى الأرض الفلسطينيةالمحتلة وخاصة فى قطاع غزة جراء العدوان الهمجى وجرائم الإبادة الجماعية التى ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلى بحق الشعب الفلسطيني، واستهدافه المتعمد للمواطنين العزل والعائلات من الأطفال والنساء والشيوخ، بالإضافة لتدمير البيوت والمرافق العامة من المستشفيات وشبكة الكهرباء ومياه الصرف الصحى والمدارس التابعة للأنروا التى تأوى آلاف المشردين من المواطنين الذين تركوا بيوتهم جراء قصف وهدم منازلهم، كذلك استهدافهم للطواقم الطبية والإعلامية. ودعا وزير الخارجية الفلسطينىالأممالمتحدة والمجتمع الدولى بالخروج من دائرة الصمت والإدانة إلى ضرورة اتخاذ الإجراءات الفاعلة بعمل سياسى دولى حازم لوضع حد فورى للمجازر المستمرة بحق الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة ومحاسبة ومعاقبة المجرمين على هذه الجرائم البشعة ضد الإنسانية. من جانبها، أطلعت البيدا روكا، المالكى على عمل مؤسسات الأممالمتحدة فى قطاع غزة والصعوبات والعراقيل التى تواجهها تلك المؤسسات وطواقمها على الأرض جراء القصف المستمر وتدفق الأعداد الهائلة من المواطنين المشردين، حيث فاق عدد المشردين النازحين من المواطنين الفلسطينيين 200 ألف معظمهم عائلات من النساء والأطفال والشيوخ، كذلك الظروف الصحية والاجتماعية والنفسية الخطيرة جراء فقدانهم أفراد وأقارب من عائلاتهم، إضافة لانقطاع التيار الكهربائى ونقص المواد الغذائية والصحية التى يقدمونها للمواطنين المشردين من بيوتهم، وعدم قدرة استيعاب الأعداد المتدفقة؛ حيث بلغ عدد الماكثين فى الغرفة الواحدة من المدارس إلى 70 فرداً فى غرفة الصف المدرسي. كما أبلغت الوزير الفلسطينى بجهود الأمين العام للأمم المتحدة التى يبذلها لوقف إطلاق النار وإدانته لقصف واستهداف المدنين وهدم المنازل والمدارس التابعة للأنروا والمرافق العامة المختلفة، كما أكدت ضرورة دعم موازنة الأونروا فى ظل الكارثة الإنسانية التى يعانى منها قطاع غزة، مؤكده على استمرار بذل كافة الجهود لتقديم كافه الخدمات الإنسانية لسكان قطاع غزة.