قالت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية إن مفتاح وقف إطلاق النيران الحقيقى هو فى يد الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى، وانه على الرغم من ان علاقة أمريكا بالسيسى أصبحت اليوم مثل «دبلوماسية المسطرة الخشب» أى الجامدة التى لا تقبل ليونة، كما كان عليه الحال إبان علاقة مبارك بأمريكا والتى كان يطلق عليها «دبلوماسية الغمز»، فان أمريكا لم تتردد فى إرسال وزير خارجيتها جون كيرى للقاهرة للبحث عن مخرج فى الحرب الدائرة بين إسرائيل وغزة، ولم يمنع هذا أيضا من تمسك مصر بالمبادرة التى طرحتها للتهدئة، وهو ما عبر عنه سامح شكري وزير الخارجية والذى أكد انه لا يوجد أي سبب يدعو لتعديل المبادرة المصرية، ووجد كيرى فى القاهرة نفس الموقف المصري الحازم وفقا للصحيفة. وأوضحت الصحيفة أن مصر غير مستعدة لمنح حماس أي تخفيضات في هذه المرحلة على حساب الأطراف الأخرى فى فلسطين، فمصر ترى ان كل تغيير في المبادرة متعلق بموافقة «كل الأطراف أي حماس ومحمود عباس والجهاد الإسلامي وأيضا إسرائيل، وبهذا يُقسم السيسي مسئولية وقف اطلاق النيران أو عدمه، بين حماس وسائر المنظمات من جهة، وإسرائيل وعباس ومصر من الجهة الأخرى، ولا يعنى ذلك وفقا للصحيفة أن كل ما توافق عليه اسرائيل ستقبله مصر. وأكدت الصحيفة ان تمسك مصر بالمبادرة انما بمثابة اختبار لقوة السيسى أمام الوسطاء الآخرين ولا سيما قطر وتركيا، ونجاحه فى تنفيذ المبادرة سيكون بمثابة امتحان للدبلوماسية العربية والدولية، وأيضا اختبار ل«ثباته الصلب» على المبادئ التي صاغها، ولفتت الصحيفة إلي انه الوقت الذي يهاجم فيه الخطاب العام في مصر حركة حماس على نحو غير مسبوق، سيصعب على السيسي أن يبين للجمهور لماذا منح حماس تنازلات قد تأتي على حساب مصلحة مصر، خاصة وان هذا يتواكب مع مقتل 23 ضابطاً وجندياً مصرياً فى الوادى الجديد على أيادى جماعات جهادية إرهابية؟. ولفتت الصحيفة إلى أن السيسي يمكنه الانتظار لما سيسفر عنه الأمر بين الفصيلين الرئيسيين حماس والجهاد الإسلامي حول المبادرة المصرية، فالجهاد الاسلامي وعلى رأسه رمضان عبدالله شلح يُصر على أن تكون مصر الوسيطة وطرفا مشاركا أيضا، وحماس تتمسك بمبادرة قطر وتركيا، والرئيس محمود عباس الذي يمثل في المباحثات مع المنظمات الموقف المصري سجين هو أيضا بين طموحه الى وقف اطلاق النار وبين ادراك أن العدول عن الاقتراح المصري قد يجعله يسير في مسار صدام مع مصر. ويملك عباس ورقتي لعب لهما قيمة احداهما الافراج عن سجناء حماس المسجونين في السجون الفلسطينية، والثانية السماح لمصارفه بتحويل أموال الرواتب، بل إنه عرض على حماس البدء بهاتين الخطوتين، الا ان حماس رفعت سقف مطالبها كي تكرس المعركة الدامية التي تقوم بها مع اسرائيل وتبرر عدد الضحايا الكبير، ومن مطالبها رفع الحصار عن غزة الذي يعنى فتح معبر رفح وفتح المعابر من اسرائيل ورفع الحصار البحري.