في مفهومي أن صندوق «تحيا مصر» ليس مجرد صندوق لجمع التبرعات.. وإنما هو أعمق من هذا بكثير.. وأتصور أنه بمثابة «مشروع مارشال» الذي أقام أوروبا من كبوتها بعد الحرب العالمية الثانية.. ووصل بها إلى هذا التقدم المذهل الذي حققته دول أوروبا..!! وإنصافاً للتاريخ لابد أن نذكر أن هذا «المشروع» كان يمثل حلماً من أحلام قائد نصر أكتوبر 1973 الرئيس محمد أنور السادات – رحمة الله عليه – مصري كبير.. وسياسي عالمي شامخ.. وسيكشف التاريخ أنه ظلم كثيراً..فى الوقت الذي حقق فيه الكثير.. والكثير..!!. واستطراداً لما سبق.. وتمشياً مع أحلام الثورتين المصريتين 2011 و2013 فإنني أتصور أن «الصندوق» في إنفاقه يستهدف – بصفة مبدئية – الخروج بمصر من دوائر البطالة والتضخم والعشوائيات وعدم تكافؤ الفرص بين أقاليم مصر، أي أن الهدف المبدئي هو تحقيق أكبر قدر من العدالة الاجتماعية وتوفير الحياة اليومية الكريمة وتوسيع دائرة الطبقة المتوسطة..!! ومن هنا فإنني أربط بين «الصندوق» وبين المحور الأول من الخطة الاقتصادية المقترحة من المجلس القومي للإنتاج والشئون الاقتصادية بالمجالس القومية المتخصصة.. وهو ما ضمنته بمقال الأحد الماضي ممثلاً في المحور الأول للخطة تحت شعار «365 يوماً عمل وإنتاج من أجل مصر»..!! . وإذا كان «الصندوق» يستهدف إجراء جراحة «قلب مفتوح» لمصر.. استعادة لشبابها وقوتها وريادتها.. فأرجو من السيد الرئيس أن يسمح لى بالاختلاف معه في تحديد المطلوب بحوالي40 أو50 مليار جنيه..!! يا سيادة الرئيس إن التكلفة المطلوب تغطيتها من الصندوق.. لن تقل بحال من الأحوال عن «25 – 30» مليار دولار.. نعم «دولار» وليس جنيها!! وأنا أعلم علم اليقين أنه من الصعب جمع مثل هذا المبلغ عن طريق التبرعات من المصريين في الداخل والخارج.. !! ومن هنا اتجه تفكيري إلى المؤتمر الذي دعا إليه خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك عبدالله.. بهدف مساعدة مصر..!! ولكن في الوقت ذاته ألح على الرأي بأنه من الضروري أن نطالب الذين مولوا وساندوا الخراب والدمار والإرهاب.. بأن يسددوا جزءاً من الخسائر التي تسببوا فيها.. وفى تقديري أن توزيع ذلك العبء يمكن أن يتم على الوجه التالي: 1- أموال الجماعة المحظورة الإرهابية.. وقد نصل منها إلى (5 مليارات دولار)..! 2- دويلة قطر التي مولت ومازالت تمول الإرهاب في مصر وفى غيرها والمطلوب منها (10 مليارات دولار)..!! 3- التنظيم الدولي للجماعة الإرهابية المحظورة ومقره أنقره.. وعلى تركيا أن توفر منه ( 5 مليارات دولار)..!! . 4- دول الغرب بقيادة الولاياتالمتحدة.. حيث إن مخططهم ثبت فشله.. وعليهم أن يسددوا (10 مليارات دولار)...!! وفى إطار التفكير فى مصادر متعددة لتمويل الصندوق.. عادت بى الذاكرة إلى الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضي.. حين نظمنا «مشروع مقاومة الحفاء».. و«مشروع القرش» لإقامة مصانع الطرابيشى وغيرها..!! الفكرة تستند إلى أن الشعب جميعه يشعر بضرورة مشاركته ولو بالقليل..!! أمثلة: تذاكر السينما.. فاتورة «الكافية».. فاتورة «المطاعم الكبرى».. وغيرها كثير.. !!. ومادمنا نتحدث عن صندوق له أهميته المحورية في بناء «مصر القوية» فقد راعني تلك النوبة من «إسهال» المطالبة بتبرعات..!! وفيما عدا حالات التبرعات لمستشفى 57357 ومستشفى الدكتور مجدي يعقوب في أسوان والمعهد القومي للأورام التابع لجامعة القاهرة.. فيما عدا هذه الحملات الثلاثة.. لا أفهم هذا الهجوم على التبرعات تحت مختلف المسميات..!! يا سادة.. هل تنافسون صندوق «تحيا مصر».. أم.. ماذا؟ وزاد ألمي عندما رأيت واستمعت إلى مطالبة الدكتور أحمد زويل بجمع التبرعات لجامعته.. وكنت أتوقع أن يخص هو شخصياً صندوق «تحيا مصر» بما لا يقل عن نصف مليار إلى مليار دولار..!! ماذا تفعل.. يا رجل.. !! ننتقل إلى الجزء الثاني من هذا المقال بعنوان «شطحات.. من هنا.. ومن هناك».. أوجزها فيما يأتي: 1- فجيعة أحسست بها وأنا أقرأ تصريحًا للدكتور حازم عبد العظيم – منسق لجنة الشباب بحملة المرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسى – يترحم على المجالس القومية المتخصصة.. !! كلا يا دكتور.. إن المجالس كانت وظلت وسوف تظل.. مخزن الفكر والخبرة في مصر.. !! وإذا أنصفت فارجع إلى تقارير المجالس منذ 2009، 2010 ثم في 2011 ،2012 ،2013 ،2014 لتعرف أن المجالس كانت أول من نادى بأن هناك فرقا بين النمو والتنمية.. !! وكانت أول من نادى بإحياء خطة تعمير سيناء..!! وكانت, وكانت..!! كنت أتوقع من الدكتور حازم أن يسعى إلى إعلام الشباب بحقيقة الأمور..وكفانا تضليلاً لهذا الشباب..!! 2- مع كل ثقتي في الجهاز المركزي للمحاسبات ورئيسه.. فإنني أرجو مخلصاً.. وملحاً.. أن يعهد بمراجعة الإنفاق من صندوق «تحيا مصر» إلى جهة أخرى غير الجهاز الذي هو متمرس في مراجعة حسابات الوزارات والقطاعات الحكومية وفق معايير.. قد تعوق عمل «الصندوق»..!! 3- بمناسبة إسهام «رجال الأعمال» في تمويل «صندوق تحيا مصر» وليس التبرع له.. خلال مأدبة الإفطار التي استضافهم فيها السيد الرئيس.. أقول باراك الله فيكم.. وأقول على وجه الخصوص للابن العزيز نجيب ساويرس وللأخ الدكتور محمد الأمين.. شكرا ً..وقبلة مصر على جبين كل منكما..!! 4- أقول لحماس وأتباعها ماذا تفعلون بشعب غزة.. ؟! أليسوا فلسطينيين ؟!! أرأيتم كيف أن أعمالكم قد حوَّلت قلوب المصريين عن..وعن..!! على الشعب الفلسطيني أن يؤدى دوره فهناك أكثر من سبيل للخلاص من ديكتاتورية الإرهاب..!! والآن لقد حان وقت اللحاق بالمسيرة التي يقودها «أحمس المصري» الشهير بعبد الفتاح السيسى.. ونحن نهتف: «مصر فوق الجميع.. وتحيا مصر.. ولسوف تحيا».