انتصارات وانكسارات على مائدة إفطار رمضان

رمضان.. هو شهر الصوم والعبادات وفعل الخيرات وتجنب المنكرات والتقرب إلى الله.. هكذا هي فلسفة الصوم منذ أن فرض الصيام على المسلمين وحتى الآن.
الآونة الأخيرة منذ عدة سنوات، تغير الكثير من طقوس الشهر الكريم، فحلت السياسة وجبة رئيسية على مائدة رمضان.
منذ 4 سنوات، ورمضان يأتي بطعم السياسة، التي تحاول إفساد الفرحة بالشهر الكريم، حيث انقلب الحال من السياسة إلى الصراع، والذي بدوره تحول إلى اقتتال وعنف داخلى، حتى أصبحت العمليات الإرهابية وترويع الأمنين أبرز سمات هذا الشهر.
فى 17 رمضان قبل عامين، وقعت مذبحة رفح الأولى التى راح ضحيتها 16 شهيداً من جنود القوات المسلحة أثناء تناولهم وجبة الإفطار داخل نقطة حدودية بمدينة رفح إبان حكم الرئيس المعزول محمد مرسى.
يرى بعض المحللين السياسيين أنها كانت مدبرة من جانب جماعة الإخوان بالاتفاق مع حركة حماس للإطاحة بالمجلس العسكرى وقياداته، خاصة المشير محمد حسين طنطاوى والفريق سامى عنان.
وبعد قيام ثورة 30 يونيو اندلعت عمليات العنف والإرهاب، حيث لجأ الإخوان إلى اعتصامين مسلحين برابعة العدوية والنهضة مطالبين بعودة مرسى وإلا حرق مصر، مؤكدين أنه اذا عاد للحكم فان الإرهاب سيتوقف تماماً.
وفى 14 رمضان من العام الماضي هاجم أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي المعتصمين في ميدان التحرير، استخدموا خلالها الحجارة وأعيرة الخرطوش والتى أسفرت عن مقتل شخص وإصابة 26 آخرين.
وفى نفس الشهر ظهرت مطالبات كثيرة بضرورة فض هذين الاعتصامين المسلحين باعتبارهما خطر على الأمن القومى المصرى، خاصة بعد تدخل أطراف أجنبية لمحاولة تقسيم مصر.
وكان بإمكان الداخلية فض الاعتصام خلال الشهر الفضيل إلا أنها راعت حرمة الشهر ومحاولة منها لحقن الدماء فقد أمهلتهم فرصة امتدت حتي انتهاء عيد الفطر، وفى يوم الأربعاء الموافق 14 اغسطس 2013 بدأت عملية فض الاعتصامين التى خلفت مئات القتلى والجرحى من الطرفين.
وفى الثانى من رمضان الجارى استشهد ضباطان من إدارة المفرقعات ومدنى، وأصيب 10 آخرون، بينهم مدير الحماية المدنية بالقاهرة، إثر انفجار 3 قنابل بمحيط قصر الاتحادية بالتزامن مع احتفال المصريين بذكرى ثورة 30 يونيو، بينما تمكنت إدارة المفرقعات من إبطال مفعول قنبلتين آخريين تم زرع إحداهما أمام كشك المرور والأخرى أمام حديقة قصر الاتحادية.
وفى 15 رمضان الجارى استهدف الإرهابيون معسكر قطاع تأمين شمال سيناء بقذيفتين هاون، أسفرت عن استشهاد مجند وإصابة 3 آخرين، بالإضافة إلى استهداف سوق الضاحية بالعريش والذى أسفر عن استشهاد عدد 7 مدنيين وإصابة 25 آخرين.
رمضان الجاري يشهد حالة من الألم التي تعتصر قلوب المصريين، للدماء التى تراق فى هذا الشهر الفضيل إثر العدوان الإسرائيلى على غزة الذى حصد مئات الشهداء وآلاف الجرحى، وأيضاً ما يحدث فى العراق وبلاد الشام على يد تنظيم"داعش"حيث يقتل المسلمون دون ذنب.
شهر رمضان، وإن كان يحمل بعض الذكريات السيئة المرتبطة بالدم والإرهاب، فإنه شهد الكثير من ذكريات الانتصارات الغالية تتعلق بها قلوب المصريين خاصة والمسلمين عامة فى شتى ربوع الأرض.
فى 17 رمضان للعام الثاني من الهجرة، انتصر المسلمون على الكفار فى غزة بدر الكبرى بقيادة الرسول "ص"، وفى 20 رمضان في العام الثامن من الهجرة استطاع المسلمون فتح مكة.
وفى الأول من رمضان عام 91 هجرياً، تمكن المسلمون بقيادة طارق بن زياد من فتح الأندلس، وفى 26 رمضان عام 1188م، انتصر صلاح الدين الأيوبى على الصليبيين فى موقعة حطين.
في 25 رمضان 658ه، انتصر سيف الدين قطز على المغول في معركة عين جالوت، وفى 6 رمضان سنة 223 ه، انتصر الخليفة العباسي على الروم بعد ان جهز جيشاً استجابة للصرخة الشهيرة لإحدى النساء المسلمات (وامعتصماه).
وفي 10 رمضان 648ه، انتصرت شجرة الدر على لويس التاسع "ملك فرنسا" في معركة المنصورة، حيث أسر لويس فى دار بن لقمان وقتل عدد كبير من جنوده.
ويعتبر يوم العاشر من رمضان 1393ه الموافق 6 أكتوبر 1973م أهم يوم في التاريخ المصري والعربي، الذي يرتبط بشهر رمضان المبارك، ففيه انتصرت القوات المصرية على اليهود في معركة العبور، بعد سلسلة من الهزائم التي مُني بها العرب في حروبها معهم.