رفض رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو دعوات دولية لوقف إطلاق النار مع دفاعه عن حملة عسكرية تشنها إسرائيل على غزة خلال مقابلة مع قناة تلفزيونية أمريكية يوم الأحد. والتمس نتنياهو فى مقابلة مع محطة "سى. بى. إس" إبداء التعاطف مع الإسرائيليين الواقعين تحت حصار صواريخ حماس، بينما دوَّت صافرات إنذار فى خلفية المقابلة التلفزيونية. وقال: "حينما بدأنا هذه المقابلة كان هناك تحذير من قصف، ومع مرور الدقائق يقال لنا الآن إن بمقدورنا الخروج إلى الهواء الطلق." وأضاف "هذا هو الواقع الذى نعيشه، وسنفعل كل ما يلزم لإنهائه"، فى إشارة إلى تصاعد العنف بين إسرائيل وحماس. ودعا نتنياهو الأمريكيين إلى تخيل أن المدن الأمريكية من الشاطئ الشرقى حتى كولورادو أو 80٪ من السكان معرضين لتهديد الهجوم الصاروخى، وأن أمامهم ما بين 60 و90 ثانية فقط للوصول إلى الملاجئ"، وقال: "هذا ما نشهده حاليًا بينما أتحدث إليكم." جاء الظهور التلفزيونى لنتنياهو بينما فر آلاف الفلسطينيين من منازلهم فى بلدة فى غزة بعدما أنذرتهم إسرائيل بالمغادرة قبل مهاجمة المواقع المستخدمة فى إطلاق الصواريخ. ويعد اليوم هو سادس أيام الحملة العسكرية الإسرائيلية التى قال مسئولون فلسطينيون إن 160 فلسطينيًا على الأقل قتلوا جراءها. وشن نشطاء فى قطاع غزة هجمات صاروخية فى عمق إسرائيل، بينما لا يظهر أى أثر لتراجع أعنف مواجهة دامية بين الفلسطينيين وإسرائيل منذ عامين. وقال وزراء خارجية غربيون مجتمعون فى فيينا إن الوصول لوقف إطلاق النار له أولوية ملحة، بينما رفض نتنياهو مناقشة وقف إطلاق النار أو تقديم إطار زمنى للعملية الجارية فى غزة. وردا على سؤال عم إذا كان الهجوم البرى وشيكا قال: إن إسرائيل ستستخدم أى وسيلة لازمة لتحقيق هدفها بضرب قدرة حماس الصاروخية من أجل إعادة الأمن للمدنيين الإسرائيليين. وقال لمحطة فوكس نيوز: "سواء كنا فى بداية النهاية أو نهاية البداية فإننى لن أقول لكم ذلك الآن؛ لأننا نواجه عدوًا إرهابيًا وحشيًا جدًا جدًا". ومع تزايد الضغط الدولى من أجل ضبط النفس قال نتنياهو إنه تحدث مع الرئيس الأمريكى باراك أوباما وغيره من زعماء العالم الذين تفهموا حاجة إسرائيل للدفاع عن نفسها. وأضاف "سنفعل ما يلزم، ما سيفعله أى بلد، ما ستفعله الولاياتالمتحدة، ما ستفعله بريطانيا، ما ستفعله فرنسا، والكثير الكثير من الدول الأخرى". وقال مبعوث السلام الأمريكى السابق للشرق الأوسط مارتن إنديك إنه لا يعتقد أن نتنياهو يريد حربًا برية فى غزة، وأضاف فى مقابلة مع محطة "سى. بى. إس" أن "ما يريده هو إنهاء إطلاق الصواريخ، وهو يسعى لوسائل من أجل الضغط على حماس كى تفعل ذلك". وأضاف "ولكنه رجل حذر جدًا حينما يتعلق الأمر باستخدام القوة، وأعتقد أنه متردد جدًا فى الدخول، وحماس تعلم ذلك بشكل من الأشكال، لذا فإن خدعة استنفار كل هذه الدبابات لا يحقق نجاحًا من حيث حمل حماس على التوقف عن إطلاق الصواريخ". وقال مسئول كبير فى وزارة الخارجية الأمريكية إن وزير الخارجية جون كيرى تحدث هاتفيًا مع نتنياهو وأبلغه بأن الولاياتالمتحدة مستعدة للتوسط فى وقف لإطلاق النار. كانت محادثات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين برعاية أمريكية قد شهدت انهيارًا فى أبريل نيسان الماضى، وقال إنديك الذى استقال بعد ذلك بقليل إن على واشنطن مواصلة الضغط من أجل وقف لإطلاق النار. وأضاف "المشكلة هى كيفية جعل حماس توافق على وقف إطلاق النار".