لم يبق امام ليونيل ميسى سوى خطوة واحدة فقط ليحقق مجدا له ولبلاده اذا ما نجح فى قيادة التانجو للفوز بكاس العالم الحالية بالبرازيل فى المباراة النهائية المقررة غدا امام منتخب الماكينات الألمانية يحتاج «ميسي» ليتوج فريقه بذهب مونديال البرازيل كشرط أساسي لاعتراف العالم به كخليفة لأسطورة اللعبة دييجو مارادونا، فالكرة الذهبية او حتى لقب دوري الأبطال الأوروبي رغم أنها جوائز «ثمينة» إلا ان لقبا واحدا يمنح صاحبه الاعتراف بعبقريته الكروية والتتويج كملك لكرة القدم العالمية.. وهو كأس العالم. بلغ ليونيل ميسي خلال المونديال الحالي سبعة وعشرين عاما.. والمعروف ان معدل الأعمار ما بين 27 و29 عاما هو الأفضل للاعبي كرة القدم. فهو يمثل فترة الوصول لقمة المستوى والخبرة الأكثر. ففي هذه المعدلات العمرية حقق النجاح كل من اينستا وتشافي 2010، وبيرلو وتوتي في 2006 .. ورونالدو وروبرتو كارلوس في 2002.. بالإضافة الى زيدان وديشامب في 1998، ومارادونا في 1986 كان أقل بقليل من 26 عاما. هذا العمر يمنح ليو ميسي جاهزيه مثالية وسن يسمح له بإحراز البطولة وإذا لم يتحقق ذلك الان فمتى سيحقق اللقب؟ المقارنة بين مارادونا وميسي متشابه الى حد كبير فهما قصيرا القامة لا يصلان حتى الى ال 170 سنتيمترا.. الفارق البسيط بينهما لمصلحة «ليو» ليس كبيرا، لكن ما يميزهما أنهما استطاعا تحويل ما يعد نقصا الى ميزة أساسية، فبفضل طولهما استطاعا النجاح في المحاورة الى جانب ثباتهما المذهل داخل ارض الملعب عند استلام الكرة. المتعارف عليه أن في رصيد مارادونا أربع مشاركات في نهائيات كؤوس العالم..لكنها كادت تكون أكثر من ذلك لولا قرار المدرب مينوتي إبعاد دييجو عن التشكيلة النهائية لمونديال 1978 في الأرجنتين وكان يبلغ ال 17 عاما. وقتها طالت الانتقادات الكثيرة المدرب مينوتى على هذا القرار إلا أنها هدأت بعد ان نجح مينوتى وقتها بإحراز اللقب العالمي، وبعد أربع سنوات اتضح صحة قرار المدرب الحكيم مينوتي فمارادونا في مونديال اسبانيا كان واضحا انه لم يكن جاهزا للمنافسة على هذا المستوى وكان واضحا انه لم ينضج كرويا بعد ولم يكن مؤهلا لقيادة منتخب بلاده. في نهائيات المكسيك 86 كان مارادونا يعيش عصره الذهبي ففي الوقت الذي اعتمدت فيه الأرجنتين على نجوم آخرين أمثال كمبس وباساريللا في مونديالي 1978 و1982 جاء موعد مارادونا ليصبح القائد المطلق لفريقه في المكسيك والنتيجة معروفة للجميع. ليونيل ميسي تقريبا يكرر خطوة بخطوة ماحدث مع مارادونا.. في مشاركته الأولى بعمر ال 19 سجل فقط أول أهدافه وفي جنوب افريقيا وبوجود نجوم آخرين الى جانبه أمثال تيفيز وفيرون لم يوفق في هذه المشاركة رغم الآمال التي عقدت عليه.. وفي مونديال البرازيل يعد ميسي النجم المطلق للمنتخب الأرجنتيني كما حدث مع مارادونا في مونديال المكسيك.. فهل ستكتمل مسيرة ميسي بالتتويج؟ هذا ما ستكشف عنه المباراة النهائية غدا أمام المانيا.