مرت ثلاث سنوات على ذكرى ميلاد "جوبا" أحدث دولة منشقة فى العالم, ورغم السعادة التى ملأت سكان الدولة الوليدة والآمال فى مستقبل أفضل مع إعلان الانفصال فى التاسع من يوليو 2011, تبددت الأحلام وأصبح الواقع أكثر ألما, فالأزمات المستمرة جعلتهم يعانون بشكل يومى وعرقلت مسيرة النمو. توتر العلاقة مع السودان فمنذ انفصال الجنوب والعلاقات مع دولة السودان على صفيح ساخن, خاصة مع قرار دولة الجنوب فى يناير 2012 وقف إنتاج النفط بسبب خلاف بين حكومتى جوبا والخرطوم حول تحديد رسوم عبور النفط الجنوبى عبر موانى السودان. والتى كادت أن تؤدى إلى حرب بينهما. ولكن سرعان ما تم احتواء الأزمة بضغط دولي. وتبقى مشكلة "أبيى وترسيم الحدود" وقودا للصراع بين دولتى الجوار, رغم توقيع برتوكول فى 27 سبتمبر من العام الماضى شمل تسع اتفاقيات تناولت عدة ملفات من أبرزها اتفاق أمنى بين الدولتين يمنع دعم وإيواء المتمردين، وإنشاء منطقة عازلة بين حدود البلدين بعرض 10 كيلومترات فى كل بلد، إضافة إلى اتفاق نفطى حدد رسوم عبور ومعالجة النفط الجنوبى فى المنشآت السودانية. صراع قبلي ولم تسلم الدولة الوليدة من ظاهرة القبلية والتى كانت سببا رئيسيا فى نشوب نزاع فى ديسمبر الماضى بين الجيش بقيادة الرئيس سلفاكير ميارديت، الذى ينتمى إلى قبيلة الدينكا، ونائبه السابق رياك مشار، من قبيلة النوير. وهو صراع تاريخى بين قبيلتى "الدينكا والنوير" أكبر قبيلتين فى الجنوب. ودفع النزاع الدائر بين سلفاكير ومشار السكان للنزوح من ديارهم، أى أكثر من مليون ونصف المليون جنوب سوداني، بالإضافة إلى مقتل الآلاف، فى حين زاد النزاع من تفاقم الخلافات بين مختلف قبائل البلاد. ورغم تعثر المفاوضات يحاول الاتحاد الإفريقى والمجتمع الدولي، عبر وساطة منظمة الوحدة الأفريقية (إيجاد)، وضع نهاية للأزمة الإنسانية فى البلاد الناجمة عن الحرب. وحددت المنظمة مهلة 60 يوما لطرفى النزاع فى جنوب السودان لوقف إطلاق النار والأعمال العدائية، تنتهى فى العاشر من أغسطس المقبل. معوقات اقتصادية رغم توفر النفط.. تعانى جنوب السودان من كارثة اقتصادية. ويعيش غالبية المواطنين الجنوبيين فى فقر مدقع. نتيجة ارتفاع تكاليف المعيشة ونقص المياه وارتفاع معدلات البطالة والأمية، والتى تجاوزت نسبة ال80%، خاصة بين النساء واعتماد الجنوب على الاستيراد من الخارج. وخطر المجاعة المحدق بجنوب السودان كارثة مهدد بها المواطن الجنوبي. وحذرت منها الأممالمتحدة والمنظمات الإنسانية فى حال عدم تلقى الجنوب مساعدات كبيرة وانتهاء النزاع القبلي.