رأت مجلة (إيكونوميست) البريطانية في تقرير لها تحت عنوان "مأساة العرب"، أن الحل الوحيد لإعادة بناء الحضارة العربية هو شعوب المنطقة أنفسهم فبعد أن كانت حضارتهم تقود العالم أجمع أصبحت الآن في حالة "خراب". منذ ألف سنة، كانت تنافس المدن الكبرى في القاهرة وبغداد ودمشق العالم الغربي، وكان الإسلام والابتكار وجهان لعملة واحدة، كما كانت الخلافة العربية قوة عظمى، ومنارة للتعلم والتسامح والتجارة، ولكن العرب اليوم في حالة بائسة، حتى أنه أصبحت آسيا، وأمريكا اللاتينية، وأفريقيا يتقدمون في الوقت الذي يتراجع فيه الشرق الأوسط بسبب الاستبداد والحرب. وأشارت المجلة إلى أنه بثورات الربيع العربي قبل 3 سنوات زادت الآمال خاصة بعد نجاحها في الإطاحة بأربعة حكام مستبدين في تونس ومصر وليبيا واليمن، إلا أنه يبدو أن ثمرة ذلك الربيع العربي أصبحت فاسدة نتيجة تجدد الاستبداد والحرب من جديد. وطرحت المجلة مجموعة من الأسئلة "لماذا فشلت الدول العربية في تبني الديمقراطية؟.. وما الذي يجعل المجتمع العربي عرضة لأنظمة متعصبة عازمة على تدميرها؟؟، وقالت المجلة إن العرب لا يفتقرون إلى الموهبة، ولا يكرهون الديمقراطية، ولكن لابد من تنفيذ مجموعة من التغييرات واستيقاظهم من هذا الكابوس. وأشارت المجلة إلى صعوبة تصحيح مسارات الدول العربية، فحتى الغزاة والمحتلين لا يمكنهم ببساطة القضاء على الأفكار الجهادية، وفرض الرخاء والديمقراطية، وهو ما يتضح في الغزو الكارثي للعراق في عام 2003. وأكدت المجلة أن العرب فقط هم من يمكنهم إنهاء التراجع الحضاري الذي تعاني منه بلادهم، معتبرة أن أمل حدوث ذلك الآن ضئيل، فالمتطرفون لا يسمحون بالتقدم، ف"تعويذة الملوك ورجال الجيش" - على حد وصف المجلة - هي كلمة الاستقرار، ولذا فتأييدهم في أوقات الفوضى أمر مفهوم، ولكن القمع والركود الاقتصادي لن يكون الحل، فحتى لو كانت الصحوة العربية انتهت في الوقت الحالي، فإن القوى التي أيقظتها من قبل لا تزال موجودة.