اهتمت صحف السعودية الصادرة صباح اليوم فى افتتاحياتها بالوضع فى العراق والخطر المتمثل فى تنظيم الجماعات الإرهابية، خصوصاً "داعش". حذرت صحيفة "الرياض" من التهوين من مخاطر الطروحات التى تروج حول ما يسمى بعودة الخلافة الإسلامية من قبل تنظيم داعش، الذي سبقه الحدث مع طالبان نفسه، وقالت إن "الطرح الذي تقدمه قيادات الخلفاء الجدد غارق في التطرف بالدين والملبس، والحلال والحرام بكل مصنفات الحياة القائمة، مقدمين مغريات الاستشهاد وملاقاة الحوريات بالجنة، وهي الحالة التي أدت إلى استقطاب شباب لا يفرق بين الحديث الصحيح وضعيف المتن والسند، وهي حركات أخذت الإسلام كمحرك روحي مغرٍ ومهم كمعطى سياسي وهدف استراتيجي، لأن رصيد قادتها من العلم الديني والثقافة الإسلامية أقرب إلى الأمية من علم الفقيه المتمكن، وبالتالي فهم استنساخ للخوارج بثوب معاصر وأدوات دعاية وقتل حديثين. وأضافت "إن الذين قادوا هذه المنظمات مغامرون رفعوا شعارات عودة الدين من خلال منظورهم، وحتى يضيفوا هالة أكبر تسمو بالخلافة لإعطاء صفة تميزهم عن حكام الدول الإسلامية الذين يقومونهم بأنهم إما على ضلال أو كفار يتبعون الكفر العالمي الذي تسيره القوى العظمى في العالم". وحذرت من أن التهوين من مخاطر هذه الطروحات خطأ، وقالت إن ما تخفيه الأهداف الصانعة لهذه المنظمات، هي من تدرك أنها تقدم لها المكاسب الكبرى لتتخذ جميع المسميات والأوصاف وتنتج لنا الإرهابيين. من جانبها قالت صحيفة "الوطن" إنه في الوقت الذي يخطط فيه ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" للتوسع وزيادة المساحات التي يسيطر عليها، ما زالت الدول صاحبة القرار والقدرة على التحرك مترددة تفكر في إمكان تحجيمه أو القضاء عليه. وأضافت "وحين يعلن "تنظيم الدولة" أول من أمس، ما أطلق عليها دولة الخلافة ويبايع زعيمه "خليفة" للمسلمين ويعدل المسمى فيحذف العراق والشام ويبقي على "الدولة الإسلامية"، وكأنه يريد أن يمتد بمواقع سيطرته إلى دول ومساحات أخرى، فهناك تساؤلات عن سبب اختيار هذا التوقيت وعن القوة التي صار عليها تنظيم "داعش" حتى يظهر بهذا الشكل متحدياً العالم كله، وهل هو قادر فعلا على المواجهة لو تحركت القوى الكبرى ضده؟ ودعت الصحيفة العالم لأن ينتبه من وصول "داعش" بالحلم إلى منتهى الطموح وهو إعلان دولة الخلافة إلى الخطر الذي يتهدده نتيجة تزايد نفوذ وقوة الجماعات المتشددة. بدورها، قالت صحيفة "عكاظ" إن تنظيم داعش المصنف عربيا ودوليا على قائمة الإرهاب.. جميع الحقائق السائدة على الأرض.. ويخاطب العالم بلغة القرون الوسطى ويتغافل عن الصورة المأسوية التي يتركها صباح مساء في أذهان شعوب العالم باعتباره الأكثر دموية وقسوة وانتهاكاً لآدمية الإنسان وحقوق المجتمعات في العيش الهانئ داخل أوطانها. وتابعت "ليس هذا فحسب بل ويطالبون دول وشعوب العالم بالاعتراف بهم والاستماع إليهم والالتحاق بكتائبهم الإجرامية وهم يذبحون كل يوم عشرات الأبرياء ويقذفون بجثثهم في المغارات ومن فوق الجبال بالرغم من معرفتهم بأن الله سبحانه وتعالى قد كرّم الإنسان في كتابه العزيز ورفعه إلى المكانة التي اعتبره فيها الخليفة في الأرض.. إلى جانب تكريمه للميت بعد موته أيضاً. اختتمت تعليقها قائلة "داعش.. إذن.. تفكر وتتصرف خارج إطار التاريخ ، ومع ذلك تحاول أن تثير الفتن في الأرض.. بتغييب وعي الشعوب واستقطاب المزيد منهم لمشاركتها في عملياتها الإجرامية وفي المضي في الأوهام التي صوروها لأنفسهم ولغيرهم من البسطاء والسذج.. وإلا فمن يرهن عقله بمثل هذه السهولة ويقبل تلك الأفعال الشائبة أو يرضى بأن يكون جزءاً منها".