أصدرت مشيخة الأزهر، منذ قليل، بيانًا نعت فيه الدكتور محمود عزب مستشار شيخ الأزهر. وجاء بالبيان: "فُجِعَ الأزهرُ الشريف وإمامه الأكبر وفريق العمل مع فضيلته بالرحيل المفاجئ لأحد الأزهريين الأوفياء الذى فضل الانضمام إلى هذا الفريق على المنصب الأكاديمى المرموق فى باريس. ظل الراحل الكريم يعمل، على اقتناع وإخلاص وروية ووطنية عالية، فى جانب من أهم جوانب العمل فى مشيخة الأزهر الشريف حتى آخر لحظة من لحظات حياته، ولن ينسى له الوطن المصرى، بمسلميه ومسيحييه، قيامه على فكرة بيت العائلة الذي أقام بناءه فى العديد من محافظات مصر؛ ليرتفع بالعمل من أجل العلاقات الوطنية والأخوية والروحية بين المسلمين والأقباط فى مصر، عن المستوى المناسبتى والمراسمى إلى المستوى المؤسسى الذى يحفظ لحمة النسيج الوطنى، وجوهر الوحدة الوطنية، بتعاون من الجميع واقتناعهم واطمئنانهم وحرصهم المتبادل. واستطاع - رحمه الله - أن يؤسس لعلاقات إسلامية مسيحية دولية تقوم على رؤية جديدة ونطاق أرحب، واجتاز به فى حكمة وكرامة الأزمة التى سببتها بعض مواقف السابقين، وقاد فى علم وإخلاص حوار الأديان والحضارات عن الجانب المصرى فى روماوباريس وميونخ ومراكز دولية أخرى. وكان - رحمه الله - أديبًا شاعرًا، وقد أبدع فى المجال الوطنى، وترك نصوصًا ستبقى بعده طويلاً كما ستبقى جهود العملية التى نهض بها فى خدمة مصر والأزهر والإسلام. والأزهر الشريف إذ ينعاه إلى الأمة الإسلامية والعالم مفكرًا مسلمًا عاملاً من أجل سلام حقيقى كونى يقوم على الحق والعدل، والتفاهم الفكرى العميق، ليدعو الله - عز وجل - أن يرحمه ويغفر لنا وله ويلحقنا به على خير".