كتبت صحيفة "لوس أنجلوس" الأمريكية أنه منذ ثلاث سنوات ونصف امتلأ ميدان التحرير بالحشود للمطالبة بالإطاحة بالدولة البوليسية المتوحشة . حيث بدأت تلك المظاهرات لأول مرة في تونس ثم أنتقلت إلي مصر ومن ثم إلي جميع أنحاء المنطقة مما أدي إلي الإطاحة بأربعة رؤساء يحكمون منذ سنوات طويلة ، بالإضافة إلي عدم استقرار حكم باقي الطغاة في المنطقة . وذكرت الصحيفة أنه في دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تبددت آمال الشباب في المزيد من الحريات ووضع حدود للركود الاقتصادي . فبدلا من ذلك شهدت معظم الدول ثورات مضادة بالإضافة إلي الصراعات الطائفية في دول أخري . وقالت الصحيفة إنه يجب الأخذ بعين الاعتبار أن ثورات الثلاث سنوات الماضية كانت تحت قيادة جيل الألفية الجديدة الذين أرادوا أن تكون العقود القادمة ملكا خاصا لهم . وأضافت الصحيفة أنه بإلقاء الضوء علي الكاتب المسرحي التشيكى المعارض "فاتسلاف هافيل" –خلال فترة ربيع براغ عام 1968- الذي ذاع صيته في إذاعة تشيكوسلوفاكيا ولكن بعد الغزو الروسي ,قام "هافيل" بالبحث عن العمل في مصنع الخمر بسبب منع اعماله المسرحية من العرض ، ولم تكن هذه هي نهاية "هافيل" ، فبالرغم من مرور عقدين من الزمن وبعد سقوط حائط برلين عام 1989 , اصبح "هافل" أول رئيس لجمهورية التشيك . واشارت الصحيفة إلى أنه يوجد الكثير من الأسباب التى تدعو للتشاؤم علي المدي القصير في الشرق الأوسط ، ولكن عندما يتعلق الأمر بثورات الشباب ، فهى مراهنة جيدة من شأنها ان تحقق معظم انجازاتهم في العقود القادمة . وتتميزهذه الثورات بالحضارة والرقي والتطور ما من شأنه أن يميزهم عن آبائهم وأجدادهم , بالرغم من أنهم أقل تدينا إلا أنه لا يزال هناك إستقطاب بين الوطنيين والمتأسلمين السياسيين . واوضحت الصحيفة أن محللين قاموا بالتركيز علي الحركات الثورية التي قام بها الشباب العربي وتغير مواقفهم وقيمهم . فقد كانت حركات هؤلاء الشباب تهدف إلي اجراء انتخابات حقيقية وشفافة , وحتي الآن لا يزال الشباب أصغر من الترشح للمناصب , مما أكد أن السياسة الفعلية ستظل يهيمن عليها كبار السن حيث يهتم الكثير منهم بالإسلام السياسي أو التسلط الأمبراطوري . وتجاهلت الموجة الاول من الكتابة عن الثورات العربية 2011 الدين لأن حركة الشباب كانت في الغالب علمانية أو يسارية أو ليبرالية .وبعد فوز الإسلاميين في الإنتخابات ,ركزت الكتاب علي "الشتاء الاسلامي " المفترض . وتم الأطاحة بالأخوان المسلمين في مصر , وفي ليبيا لم يحصل المرشحون الاسلاميون علي الأغلبية عام 2012 , وحتي في تونس –بعد الثورة الأولي- شكل اليمين الديني الحكومة حيث كان قادرا علي الحكم فقط في التحالف بين العلمانيين واليساريين . وبهذه الطريقة فإن الشباب يتعلمون المهارات التنظيمية التي سيتم تطبيقها – يوما ما – علي السياسة . فقد كان لنفورهم من المحسوبية وسيادة الحكم العرقي أو الطائفي , تأثير دائم علي السياسة في العالم العربي . ففي غضون عقدين أو ثلاثة من الزمن , سوف يعد شباب العشرينات العرب -من ميدان التحريرفي مصر والقصبة في تونس وساحة الشهداء في طرابلس – أمثلة "لهافيل" وسيأتون إالي الحكم كسياسيين .