كيانات وجبهات مثلت الجندى المجهول وراء حشد ودعوة الجماهير للنزول فى 30 يونيو، فجانب الإرادة الشعبية دائما ما كانت القوى الثورية والأحزاب المعارضة للظلم والاستبداد السلطوى، بما تقدمه من تحليلات للأوضاع السياسية هى براهين الشعب والدافع الدائم لنبذ انحراف المسار الثورى. فكانت 30 يونيو هى القشة التى قسمت ظهر جماعة الإخوان، ليذكر التاريخ أن إرادة الشعب المصرى بقيادة رموزه السياسية هو الفيصل الوحيد فى عزل نظام ورفض ديكتاتورية أخري، فتعددت القوى الحزبية التى دعت إلى نزول الشعب إلى 30يونيو، مع وضع الأسباب القوية لهذا الحشد من بينها محاولة السطو على التشبث بالسلطة من قبل جماعة الإخوان وسط رفض شعبى وكذلك إعلان وثيقتهم فى نوفمبر لتحصين قرارت الرئيس واستئثارهم لمؤسسات الدولة، من أهم القوى التى دعت لهذه الثورة: "تمرد" انطلقت حملة تمرد فى مساء يوم 26 إبريل 2013 من ميدان التحرير، وكانت تمرد منذ بدايتها معارضة لحكم مرسى وأنصاره، وكانت تهدف إلى جمع توقيعات من الشعب المصرى لسحب الثقة من الرئيس، والعمل على إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، واستعادة ثورة 25 يناير مرة أخرى وتحقيق أهدافها، وقد دشن حملة تمرد مجموعة من الشباب الثوريين أصحاب الأفكار الجديدة التى تعمل على إنشاء حركات جديدة تتلاءم مع تطور الأحداث، وقد كثفت الحركة من تواجدها بالمحافظات كافة، لجمع التوقيعات وتحفيز الشعب على النزول والمشاركة. القوى الثورية فى الوقت ذاته ظهرت الجبهة الموحدة ل30 يونيو التى تضم 78 شخصية من النشطاء والثوريين وهم: أحمد دومة، وأحمد الهواري، وإسراء عبد الفتاح، وخالد البلشي، ومحمود بدر، ومحمود عفيفي، وحسام مؤنس، وشيرين الجيزاوي، ويوسف الحسيني، وشادى الغزالى حرب، التى حشدت الجماهير للنزول ضد انحراف مسار الثورة، كما ساهم تكتل القوى الثورية الوطنية بدور فعال فى حشد الجماهير فى ثورة 30 يونيو وتشكل من 9 قوى شبابية وثورية، هي: شباب الجبهة، حركة 6 إبريل، واتحاد شباب الثورة، وحزب العدل، واتحاد شباب ماسبيرو، وشباب المصريين الأحرار، وجبهة الشباب الليبرالي، وائتلاف ثوار مصر، وحزب المساوة والتنمية، حيث دعا التكتل خلال مؤتمره الصحفي، الذى عقد يوم 23 يونيو، مشاركته فى مظاهرات 30 يونيو. "جبهة الإنقاذ" وعلى الجانب الآخر كانت جبهة الإنقاذ لا تزال تخطو أولى خطواتها نحو تحقيق مطالب الثوة وقد تشكلت الجبهة عقب إصدار الرئيس محمد مرسى الإعلان الدستورى الصادر فى نوفمبر 2012، وتتشكل هذه الجبهة من قرابة 35 حزبا سياسيا، وحركة سياسية وثورية وجميعها ذات توجهات ليبرالية يسارية. تمثلت تلك الأحزاب فى "حزب الوفد الجديد، والحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعي، وحزب الدستور، والتحالف الشعبى الاشتراكي، وحزب الجبهة الديمقراطية، والتيار الشعبى المصري، وحزب المصريين الأحرار، وحزب التجمع، وحزب الإصلاح والتنمية مصرنا، وحزب مصر الحرية، وحزب الحرية، وحزب الجيل الديمقراطي، والحزب الاشتراكى المصري، والاشتراكيون الثوريون، وحزب المؤتمر المصري، وحزب السلام الاجتماعي، وحزب مصر المستقبل، وحزب الكرامة، والجمعية الوطنية للتغيير، والتحالف الديمقراطى الثوري، وتحالف الأحزاب الناصرية، والنقابة العامة للفلاحين، واتحاد الفلاحين المستقل، والجبهة الوطنية للنساء. بالإضافة إلى عدد من الشخصيات العامة البارزة فى مجال الحياة السياسية والعامة مثل: الدكتور السيد البدوى شحاتة رئيس حزب الوفد والدكتور محمد البرادعي، وحمدين صباحي، وعمرو موسى، وسامح عاشور، وحسين عبد الغنى "المتحدث الرسمى باسم الجبهة"، والدكتور عمرو حمزاوي، والدكتور وحيد عبد المجيد، وسكينة فؤاد، وسمير مرقص، ونبيل زكي، ومنير فخرى عبد النور، وفؤاد بدراوي، وعبد الغفار شكر، وجورج إسحاق، وكريمة الحفناوي، وشادى الغزالى حرب، والسفير محمد العرابى ونائب رئيس حزب المؤتمر ووزير الخارجية الأسبق، وأحمد البرعي، ومحمد أبو الغار. وأعلنت الجبهة مشاركتها فى مظاهرات 30 يونيو بالتنسيق مع حملة تمرد، إذ عقد شباب جبهة الإنقاذ وحملة تمرد مؤتمرًا صحفيًّا لتدشين حملة لإدارة فعاليات يونيو، تحت مُسمى "جبهة 30 يونيو" بحيث تضم ممثلين عن 70 ائتلافًا وكيانًا ثوريًّا. "الأحزاب" وقد دعا عدد من الأحزاب إلى النزول والحشد فى 30 يونيو للتخلص من محاولات تشبث جماعة الإخوان على السلطة فقد دعا حزب الوفد برئاسة الدكتور السيد البدوى شحاتة إلى النزول إلى ميدان التحرير والحشد بقوة لإسقاط النظام وكذلك جبهة الإنقاذ وكان هذا الموقف هو ذاته بالنسبة لحزب التجمع الذى وقع مرشحه بالانتخابات الرئاسية آنذاك على استمارة تمرد، وأعلن الحزب فى البيان الذى أصدره وقتها عن ضرورة النزول للميدان والتظاهر ضد سعى الإخوان لتأسيس نظام ديكتاتورى فاشى وديمقراطية واهية. وتكالبت الأحزاب بعد ذلك لتعلن تأييدها ومشاركتها ب30 يونيو، حيث أكد حزب التحالف الشعبى بقيادة حمدين صباحى مشاركته فى مظاهرات يونيو، وإضافة إلى ذلك أكد حزب مصر القوية بقيادة القيادى الإخوانى المنشق عبد المنعم أبو الفتوح مشاركته ومشاركة حزبه فى هذه التظاهرات، مبررا تلك المشاركة برفض هيمنة تيار واحد على السلطة متجاهلاً التيارات الأخرى، والتحقيق الفعلى لمفهوم السيادة الشعبية على أى سلطة أيًّا كانت. وجاءت دعوة حزب المؤتمر للنزول فى 30 يونيو لتعلن عن تأكيد موقف عمرو موسى وسعيه لإفشال مخططات الإخوان، وكذلك تأكيد أهداف جبهة الإنقاذ لنبذ سيطرة الإخوان على مؤسسات الدولة، كما دعا خالد على العمال للنزول والمشاركة فى هذه المظاهرات يوم 30 يونيو من خلال عقد مؤتمر صحفيّ يوم 27 يونيو لإعلان خريطة تحركه فى 30 يونيو. بينما التزم حزب الأصالة بقيادة عبد الله الأشعل موقف "المتفرج" على الأحداث دون أن يبدى أى تصريحات مباشرة فى هذا الشأن لينتظر القرار الذى سيعلن تأييده له أياً كان.