رغم أنها في بداية العقد الثالث من عمرها إلا أن العباءة السوداء التي ترقد بها والبسمة التي فارقت وجهها جعل كل من ينظر إليها يشفق عليها ويعطيها عمراً أكبر من عمرها وعندما بدأت حديثها عن المشكلة قامت هناء شاكر عبدالمجيد المقيمة بمنطقة شبرا الخيمة ثان، بسرد مأساتها التي بدأت منذ حوالي 3 سنوات قيام شقيقها الأكبر «تاجر أدوات منزلية» برفع عدة دعاوى قضائية ضد أحد زبائنه المدين له بمبالغ مالية كبيرة وحصوله على أحكام واجبة النفاذ وفشله في تنفيذها واشتبك على إثرها مع أحد ضباط القسم وتم القبض عليه وترحيله إلى قسم شرطة دمنهور، فأرسل رسالة الى والدتي وجيهة عبد المنعم بضرورة احضار ملابس شخصية له والحضور فوراً الى قسم دمنهور للأهمية ولم تكذب والدتي الخبر وجمعت أشقائي الأربعة وجميعهم مؤهلات عليا للتوجه الى دمنهور لزيارة ابنها وتوصيل ما يحتاجه من مستلزمات وكانت شقيقتي في هذا اليوم إيناس شاكر المتزوجة في زيارة لمنزل الأسرة فتوجهت مع والدتي وباقي أشقائه لزيارة شقيقي هاني وجلست أنا في المنزل مع زوجات وأبناء أشقائي الذين ذهبوا مع أمي ولم يعودوا حتى اليوم منذ ثلاث سنوات. واسترسلت «هناء» التي أرجأت زواجها من خطيبها بسبب ما حط على الأسرة من كوار ث وقالت: إن أحد اشقائها طلب من أحد ضباط الشرطة زيارة شقيقه «هاني» المحتجز بسببهم فقال له: «هو أخوك اللي شتم الباشا» يقصد أحد ضباط الشرطة، فتلقى الرد برفض الزيارة، فتطاول شقيقي على الجندي الذي قام بالاعتداء عليه وحدثت مشاجرة بين أشقائي وجنود القسم، تلقوا على إثرها علقة ساخنة وتم القبض عليهم جميعهم، بمن فيهم والدتي التي تبلغ من العمر ستين عاماً وأجريت لها جراحة قلب مفتوح منذ عدة سنوات وشقيقتي التي تركت أبناءها منذ هذا التاريخ، وفوجئت أسرتي المكونة من وجيهة عبد المنعم والدتي وإيناس شاكر شقيقتي، وأيمن شاكر وعبد الرحمن شاكر وعبد المنعم شاكر طالب جامعي وعبد المجيد شاكر طالب جامعي وهم أشقائي الأربعة بتوجيه إليهم تهمة التعدي على السلطات وتم تحديد جلسة عاجلة لهم والحكم عليهم بثلاث سنوات سجن بالأبعدية بدمنهور، وظللت خلال هذه المدة أتحمل مسئولية والدتي وأشقائي بالسجن من زيارات وأدوية ونقود ومسئولية أبنائهم في المنزل وأتعاب المحاماة وحضور الجلسات التي قدمنا فيها للمحكمة المحضر الذي حرره شقيقي إلى المحامي العام لنيابات دمنهور يشكو فيه من عدم تنفيذ الأحكام الصادرة لصالحه مما ساهم في تخفيف الحكم من 5 سنوات الى ثلاث سنوات، كما أن شقيقي عبد المنعم طالب جامعي تعرض لأكثر من مرة للرسوب بسبب تأخر سيارة السجن عن نقله من محبسه إلى لجان الامتحان ونفس الأمر تكرر بالنسبة لشقيقي عبد المجيد وكادا أن يفقدا مستقبلهما الدراسي وبعد أن استبشرت خيراً وعلمت أن أسرتي ستخرج بعد مضي ثلاثة أرباع المدة وتقرر خروجهم في 8/6/2014 وفوجئت برفض إدارة السجن السماح لهم بالخروج كما حدده القانون، فتوجهت الى النائب العام ووزارة الداخلية ومجلس الوزراء للتدخل لدى مصلحة السجون ولكن دون جدوى وأنا في انتظار اليوم الذي تعود فيه والدتي الى المنزل بصحبة أشقائي لكي أخلد الى الراحة بعد عناء دام ثلاث سنوات وأسرتي خلف قضبان الأبعدية وأنا داخل قضبان منزلي، فهل يحقق لي اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية هذا الحلم.