لقد فاجأنا الرئيس عبد الفتاح السيسي بمشاركته في ماراثون الدراجات ليس فقط بحضوره بين المشاركين والذين بلغ عددهم ما يقرب من 2000 شخص, وإنما أيضا بركوبه دراجة ويتقدم بها الجميع. فلم نتعود في مصر أن نرى رئيس الجمهورية يرتدي ملابس الرياضة ويركب دراجة بين الشباب, ربما رأينا «فلاديمير بوتين» رئيس روسيا يرتدي ملابس الرياضة أو بعض رؤساء امريكا أو أوروبا ولكن ليس في مصر, والذي نعرفه أيضا ويعرفه العالم هو أن ملك السويد «جو ستاف» كان يركب دراجة أثناء تجوله في المدينة ولكن لم نر ذلك في مصر من قبل . إن الرئيس «عبد الفتاح السيسي» هو رئيس غير تقليدي وإنسان متواضع فقد خاطب الشباب المشارك في الماراثون قائلا لهم: «أنا منكم.. أنا زيكم.. أنا أخوكم», فلم نر من قبل رئيسا مصريا بهذا التواضع, وربما كلماته هذه تذكرنا بقوله اثناء ثورة 30 يونيو المجيدة: «إن هذا الشعب لم يجد من يحنو عليه» فجاءت كلماته للشباب من القلب, كما جاءت زيارته للسيدة الشريفة - التي تم التحرش بها - في المستشفى وتقديم الاعتذار والورود لها هو تعبير عن رغبته في أن يشعر الشعب أن رئيسه يشعر بالمواطنين وبآلامهم لأنه منهم. لقد اعتبر هذا الماراثون أروع رسالة إلى الداخل والخارج. ففي الداخل أراد الرئيس أن يقول للشعب أن يتحد كله على قلب رجل واحد وألا يختلفوا وأن يستغلوا القوة الذاتية بأن يساعدوا الدولة على توفير الأموال لاستخدامها في حل المشكلات المستعصية التي تواجه مصر, كما أراد الرئيس من هذا الماراثون أن يؤكد للشباب أن يكون لديه أمل في المستقبل، فرحلة العشرين كيلو التي قطعوها ركوبا على الدرجات – والتي بدت في البداية صعبة التحقيق- قد بدأت بخطوة واحدة. كما كان الماراثون رسالة إلى العالم أجمع بأن مصر قادمة بقوة وأن مصر لن تسمح لأحد أن يقترب منها بمعنى أنها قادرة بعون الله تعالى أن تدافع عن نفسها وتقضي على أي محاولات لإضعافها أو إسقاطها أو القضاء على هيبتها. وأخيرا نقول: إن البرازيل كانت قريبة الشبه والظروف بمصر, كانت فقيرة جدا ولكن استطاع رئيسها السابق «لولا دا سيلفا» - ومن بعده الرئيسة «ديلما روسيف» - أن يحولها الى حركة تنمية وإبداع وأن يحول فقراءها من طاقة هدم إلى طاقة بناء, ونرى البرازيل الآن تنظم كأس العالم بهذه الروعة.. إننا كلنا أمل في أن يستطيع رئيس مصر القوي عبد الفتاح السيسي بعون الله, وبعمل الشعب بجد وإصرار, أن تأخذ مصر مكانتها اللائقة كدولة عظمي.. وهو ما يتطلب أيضا أن يحافظ رئيسنا على حياته الغالية على المصريين فلا يتجول مرة اخرى في الشوارع كما فعل في الماراثون في وقت تتعرض فيه مصر لمؤامرات كثيرة داخلية وخارجية, ودول إقليمية ودولية يسيئها ان ترى رئيسا قويا لمصر يعمل على استعادة أمجادها ويحقق آمال شعبها.. فرجاء يا سيادة الرئيس أن تحافظ على حياتك من أجل مصرنا الحبيبة. أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية