يلتقى فى الواحدة بعد منتصف الليل المنتخب الإنجليزى مع نظيرة الإيطالى في واحدة من أهم مباريات الدور الاول لمونديال البرازيل 2014 التي يترقبها العالم في الجولة الأولة للمجموعة الثالثة لبطولة كأس العالم والتي ستجمع المنتخبين العريقين على ملعب أمازونيا بمدينة ماناوس البرازيلية والتي تقع في قلب غابات الأمازون البرازيلية الشهيرة. وتعتبر مباراة إيطاليا مع انجلترا مواجهة من العيار الثقيل بين فريقين من أصحاب المقام الرفيع في بطولات كأس العالم حيث سبق لهما الفوز باللقب.. يمتلك المنتخب الإيطالي أربعة ألقاب في جعبته أعوام 1934 و 1938 و 1982 و 2006.. فيما فاز منتخب انجلترا باللقب مرة واحدة عام 1966. وتكتسب المباراة أهمية خاصة لمدينة ماناوس البرازيلية التي ستحتضن المباراة حيث تعتبر أول مباراة بهذه الأهمية تقام في المدينة التي نجحت في تشييد ستادها في زمن قياسي وبجهود ذاتية من المدينة و دون مساعدة من الحكومة البرازيلية التي منحت المدينة حق تنظيم عدة مباريات لمحاولة إدماجها في المجتمع البرازيلي بعدما شكا سكان ماناوس كثيرا من عدم اهتمام الحكومة بهم لدرجة ان المدينة لا يمكن الوصول لها عبر الطرق البرية على الإطلاق بل عبر الطيران والقطار فقط . إقامة المباراة في ماناوس سيدخل عاملاً هاماً في تحديد نتيجتها وهو الطقس الصعب الذي ستقام المباراة في أجوائه حيث تصل درجة الحرارة في ماناوس الى 36 درجة مئوية وتزداد الأمور صعوبة بزيادة نسبة الرطوبة التي تصل الى 80% وهو ما دعا الاتحاد الدولي لكرة القدم للمرة الاولى في تاريخ كرة القدم الى السماح بوجود وقت مستقطع لمدة ثلاث دقائق في كل شوط من شوطي المباراة ليتناول اللاعبون خلاله بعض المشروبات والحصول على راحة بسيطة. منتخب إيطاليا لعب مباراتين وديتين قبل المونديال أثارت الكثير من القلق لدى الإيطاليين حول مستقبل الأزوري في المونديال حيث كشفت عن الكثير من العقم الهجومي بجانب الكثير من الهشاشة الدفاعية وهو ما دفع عدداً من كبريات الصحف الإيطالية لمهاجمة المدير الفني تشيزارى برانديلي. من جانبه أكد برانديلي انه لا يعطي المباريات الودية التي تسبق المونديال أهمية كبرى مشيرا الى ان الهدف من تلك المباريات هو اكتساب اللاعبين للمزيد من التجانس الى جانب تجربة بعض الجوانب التكتيكية. ولا شك تبدو التشكيلة الإيطالية متكاملة لحد بعيد ومتفاهمة بتواجد عدد كبير من نجوم اليوفنتوس حامل لقب الدوري الإيطالي في السنوات الثلاث الاخيرة بقيادة المايسترو اندريا بيرلو في وسط الملعب ومن خلفه المدافع بيرزاجلي وحارس المرمى بوفون ثم الهجوم الذي سيقوده الوجه الجديد وهداف الدوري الإيطالي في الموسم الماضي إيموبيلي ومعه النجم المشاغب ماريو بالوتيلي. برانديلي أبدى إعجابه بتطور إيموبيلي الذي فضله على روسي مهاجم فيورينتينا العائد من الإصابة ويضعه أساسياً على حساب انسيني مهاجم نابولي إلا أنه في نفس الوقت طالب بالوتيلي ببذل المزيد من الجهد في المباريات. أما منتخب انجلترا فيبدو بقيادة مديره الفني روي هوجسون هادئا ويدخل البطولة دون الضغوط المعروفة سواء من جانب الإعلام الإنجليزي أو الجماهير الإنجليزية التي باتت لا تتوقع الكثير منه في البطولات الكبرى. المدير الفني هودجسون يدخل البطولة بتشكيلة يغلب عليها الشباب بعدما فضل ضم عدد من الوجوه الشابة على حساب الوجوه المخضرمة وأبرزهم رحيم ستيرلنج نجم ليفربول وزميله دانيال ستوريدج الى جانب آدم لالانا مدافع ساوثهامبتون وزميله لوك شو . وبتواجد مجموعة الوجوة الشابة بمنتخب انجلترا فسيكون على النجم واين روني القيام بدور المايسترو بمنتخب الأسود الثلاثة ومعه المخضرم فرانك لامبارد في وسط الملعب وهو ما سيعول عليه كثيرا روي هودجسون . منتخب انجلترا استعد للبطولة بمعسكر بمدينة مياميالأمريكية للاعتياد على اجواء البرازيل الحارة الرطبة حيث أبدى روي هودجسون تخوفه كثيرا من إقامة مباريات منتخب انجلترا في مدينة مثل ماناوس حيث ترتفع درجة الحرارة ونسبة الرطوبة حتى إن تصريحات هودجسون حول عدم تفضيل إقامة المباراة في ماناوس أسىء فهمها من جانب حاكم المدينة الذي طالب باعتذاره عن إساءته لماناوس وسكانها إلا أن هودجسون خرج في اكثر من تصريح لتفسير حديثه حتى تفهم الجانب البرازيلي. المعسكر الانجليزي بدا مشغولا كثيرا في الأيام القليلة التي سبقت المباراة بنجم إيطاليا أندريا بيرلو وتحدث عدد من النجوم الإنجليز حول ضرورة إيقاف بيرلو خلال المباراة باعتباره أهم نجوم منتخب إيطاليا إلا أن المدير الفني لمنتخب انجلترا قلل من هذه التصريحات وأكد انه يحترم كل لاعبي منتخب إيطاليا وأن تألق بيرلو لا يعني قدرته على تشكيل خطورة على فريقه مؤكدا ثقته التامة في قدرة لاعبي انجلترا على تحجيم المنتخب الإيطالي . من جانبه بدا واين روني متفائلا في تصريحاته قبل مباراة إيطاليا واعتبرها مباراة البداية لتحقيق انجاز انجليزي في كأس العالم .