دخل الصراع في العراق مرحلة جديدة قاتلة، مع اجتياح دولة الإسلام في العراق والشام المتطرفة الجزء الشمالي من البلاد، وارتكاب العديد من الجرائم ضد المدنيين العزل. وذكرت صحيفة " الديلي التيليجراف " البريطانية أنه مع انضمام القوات الإيرانية للقتال واستجابة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لنداءات الاستغاثة من رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، يبقى الغموض يخيم على الوضع في الدولة الغنية بالبترول. وأوضحت الصحيفة أن الجدل الجاري حاليا يدور بين فريقين: الأول من يؤيدون التدخل، ويؤكدون أن الغرب يحصد فشل وعدم مساعدة المعارضة المعتدلة في سوريا المجاورة للعراق واتاحة الفرصة لداعش السيطرة على الموقف والدخول الى العراق"، وأضاف " أن الفريق الثاني ينتقد اسقاط صدام حسين ، الذي كان يحكم البلاد بقبضة قوية ونجح في الحفاظ على وحدتها على غرار الزعيم اليوغسلافي تيتو". وذكرت التيليجراف أن الجدال حول الأزمة العراقية قد يشبه الحرب العالمية الأولى ، عندما وصلت القوى الاستعمارية الى حدود العراق دون أن تأخذ في حسبانها المزيج الشائك لتركيباتها الطائفية ، مشيرة إلى أنه بينما يمثل صدام حسين نموذج الدكتاتور من الحرب الباردة ، فان الصراع الحديث بين الشيعة والسنة في العراق يعود الى فشل رئيس الوزراء نوري المالكي في احتواء السنة واشراكهم بشكل كاف في الحكومة ، وأكدت أنه بصرف النظر عن أين يقع الخطأ في الماضي ، فان الوضع الحالي الملح يتطلب قيادة قوية من الغرب لمواجهة الأزمة في العراق عما شهدناه في العامين الماضيين. وأشارت إلى أن كثيرا من الأمريكيين بلا شك يفضلون الابتعاد تماما، نظرا إلى ثورة الغاز الطبيعي في الولاياتالمتحدة والتي خفضت بعض الضغوط الاقتصادية لتورطهم في هذه الدولة الغنية بالنفط، إضافة الى الذكريات المؤلمة التي لاتزال حاضرة بالأذهان لجثث الجنود الأمريكيين والبريطانيين من العراق. وأوضحت الصحيفة أن الواقع هو أن الفوضى في العراق يمكن ان ينشر البؤس والمعاناة في جميع أنحاء المنطقة، وهو ما سيكون له تأثير ضار على الاقتصاد العالمي، مشيرة إلى أن بريطانيا باتت تتعامل مع مشكلة العائدين من المقاتلين الاسلاميين، المتطرفين والمدربين في هذه الفتنة. واختتمت بأنه بغض النظر عن الجدل الدائر حول ما كان ينبغي أو ما كان لا ينبغي فعله في الماضي، فانه لا يمكن للغرب تجاهل ما يحدث في الوقت الحالي في العراق.