شارك مقاتلون من أوزبكستان في حصار مطار كراتشي الذي استمر طوال الليل وأدى إلى مقتل 37 شخصًا، بحسب ما ذكرت مصادر للمسلحين الإسلاميين الأربعاء، ما يؤكد على قدرة حركة طالبان الباكستانية على الاستعانة بشبكات دولية مسلحة لشن هجمات كبيرة. وأعلنت حركة أوزبكستان الإسلامية، المتفرعة من تنظيم القاعدة وتنشط في مناطق القبائل الباكستانية منذ الغزو الأمريكي لأفغانستان في 2001، عن "استشهاد" 10 من مقاتليها خلال الهجوم على مطار كراتشي هذا الأسبوع. وجاء إعلان الحركة في بيان نشرته على عدد من مواقع الإنترنت المرتبطة بطالبان. وقال البيان الذي نشرته الحركة باللغة الإنجليزية "عند منتصف ليل الإثنين، هاجم عشرة مجاهدين يطلبون الشهادة من حركة أوزبكستان الإسلامية يرتدون سترات ناسفة، قسمًا من مطار كراتشي الدولي في باكستان". ونشرت على الصفحة صور المقاتلين العشرة وهم يرتدون عمائم سوداء وبدلات رياضية باللونين الأخضر والأبيض بينما كانوا يحملون بنادق في منطقة جبلية مثلجة. وجاء في البيان أن "هذه العملية الاستشهادية جاءت انتقاماً لعمليات القصف الشاملة التي جرت مؤخراً والهجمات الليلية بمقاتلات جيش باكستان الكافر". وأكد مسئول بارز في حركة طالبان الباكستانية مشاركة مقاتلين أوزبك في الهجوم، إلا أنه لم يحدد عددهم. وقال "نعم لقد كان الهجوم على مطار كراتشي عملية مشتركة بين حركة طالبان الباكستانية وحركة أوزبكستان الإسلامية". وأضاف أن هؤلاء "الأجانب هم إخواننا في الإسلام، ونحن جميعا مجاهدون مسلمون. ولذلك فإننا لن نتحدث عن عدد الأوزبك أو عدد الباكستانيين الذين شاركوا في هذه العملية". وكانت حركة طالبان تبنت الهجوم على مطار كراتشي الذي شنته وحدة كومندوس واستمر 12 ساعة ليل الأحد الإثنين موقعا 37 قتيلا بينهم عشرة مهاجمين. وكان هذا الهجوم الأكثر دموية الذي شهدته باكستان في الأشهر الأخيرة، وجاء في سياق سلسلة من الهجمات تشنها حركة طالبان، كبرى حركات التمرد الإسلامي في باكستان والمقربة من تنظيم القاعدة، وأوقعت أكثر من ستة آلاف قتيل منذ 2007. ويعتقد أن مسلحين أجانب خاصة من أوزبكستان والشيشان، شاركوا في هجمات كبيرة أخرى في السنوات الماضية، بما في ذلك الهجوم على قاعدة بحرية في كراتشي في 2011 ومقر عسكري في 2009.