دعت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" رئيس مصر الجديد "عبد الفتاح السيسي" للاهتمام بملف الفساد. كما رصدت أهم التحديات التي قد تعيقه عن الوفاء بوعوده أمام الشعب، وكان على رأسها الصلاحيات المحدودة التي كفلها الدستور الجديد لرئيس الجمهورية، وأكدت أن الأموال ليست كافية لتحقيق تلك الوعود على أرض الواقع. وقالت إن تنفيذ خططه العريضة يعتبر مجرد نصف التحدي الذي سيواجهه, فعليه مواجهة البيروقراطية ونظام إداري غير كفء وبطئ وملئ بالفساد. وأوضحت أن مصر طبقاً ل"الشفافية الدولية" تحتل المركز ال114 في قائمة تحتل المركز الأول بها أقل دول العالم فساداً. كما يعتبر العديد من علماء الإقتصاد أن الفساد هو السبب الرئيسي خلف الفقر وعدم التنمية بمصر. إلا أن إعادة بناء مؤسسات الدولة يحتاج لتغييرات جذرية بالقوانين والسياسات والأشخاص, تلك التغييرات التي ستقابل بالمعارضة الشديدة من قبل المنتفعين بالوضع الحالي. وأضافت أن "السيسي" سيحتاج لفرق عمل ذات كفاءة عالية, غير فاسدة، ومدربة جيداً, إلا أن السنوات الثلاث الماضية أثبتت أن هؤلاء الأشخاص المطلوبين غير متوفرين في مصر حالياً. لذا, وجب عليه أعادة هيكلة النظام الإداري وتشكيل مجلس وزراء متميز للاعتماد عليه. إلا أنها اشارت إلى أن صلاحيات الرئيس الجديد ستكون أكثر تقيداً عن رؤساء مصر السابقين بموجب دستور 2014, الأمر الذي قد يعيق قدرته على الوفاء بوعوده. وذكرت على سبيل المثال أن أعضاء البرلمان يجب عليهم الموافقة على ترشيحات رئيس الجمهورية الخاصة بمجلس الوزراء. كذلك التعامل مع رئيس وزراء قادم بأغلبية أعضاء مجلس الشعب رغم احتمالية اختلاف وجهات النظر بينهما. كما حذرت "بي بي سي" من أن التعامل مع الشئون المدنية سيكون أصعب على "السيسي" من التعامل مع الشئون العسكرية, طبقاً لقانون العمالة المصرية. وأوضحت أن السبيل الوحيد أمامه لتعديل تلك القوانين هوالحصول على دعم أعضاء البرلمان وفق شروطهم ومصالحهم الخاصة. كما أشارت إلى أن تنظيم الإخوان مازال موجوداً على الأرض رغم حظره ومن الممكن دخوله البرلمان الجديد ومعارضة رئيس الجمهورية و"الانتقام منه". كما حذرت من ضغط رجال الرئيس المخلوع "محمد حسني مبارك" في مجلس الشعب الجديد لحماية مصالحهم. ورأت أن السبيل أمام الرئيس هوإصدار إعلان دستوري لتعديل مواده بما يتلائم وسلطاته قبل تشكيل البرلمان, كما أكد "السيسي" على عدم انتظار البرلمان القادم لسن القوانين. إلا أنها حذرت من مثل الإعلان لعدم تكرار سيناريو"مرسي" وإعلانه الدستوري في 2013 والذي أدخل البلاد على إثره في الفوضى. إلا أنها أعربت عن تفاؤلها بقدرة المصريين الذين نجحوا في ابهار العالم أكثر من مرة خلال الثلاث سنوات السابقة, مؤكدة صعوبة التنبؤ بتصرفاتهم.