ربما هي المرة الأولي التي يطلق فيها المصريون علي أحد رؤسائهم في العصر الحديث لقب «الزاهد» الذي بات عنوانا يلقي القبول علي الرئيس المؤقت عدلي منصور الذي باتت الدعوي لتكريمه مطلبا شعبيا فهو من وضع نصب عينيه الحفاظ علي مصر في أخطر فترة انتقالية تواجهها وقد اختاره القدر رغما عنه لتولي رئاسة مصر في فترة حرجة للغاية لمهمة قتالية، لو كان رفضها لا أحد كان يستطيع أن يلومه، لم تكن السلطة من مطامعه ولم تصبح كذلك.. رأيناه يتولي الرئاسة ويقسم اليمين الجمهورية ورأيناه أيضا يدعو الشعب للاستفتاء علي الدستور والخروج بكثافة للتصويت عندما فتح باب الترشح للرئاسة استكمالا لخارطة الطريق. حرص علي أن يحكم بين المواطنين بالعدل ووقف مع حقوق المتظاهرين وكذلك وقف كالأسد الشجاع أمام كل من يقف ضد مصلحة الوطن وواجه الإرهاب منذ توليه المنصب حيث فعل الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب وتسليم المطلوبين قضائيا ورفض توفير المأوي والدعم لهم، فعاد بمصر الي مكانها الصحيح بين جميع الدول وإلي مكانتها الرائدة بين أشقائها العرب، وصحح ما أفسده المعزول محمد مرسي، كما لم ينس المواطن البسيط ومتطلبات ثورتي 25 يناير و30 يونية، فكان أول من يدخل عش الثعابين وناهبي الدعم.. كان حكيما حاول أن يحكم بالعدل وأن يعوض كل من نسيه التاريخ فكرم الكثير من الوطنيين وأعاد الهيبة والكرامة لعلم مصر ونشيدها الوطني بآخر قراراته الجمهورية بشأن فرض عقوبة الحبس والغرامة علي من يهين العلم المصري ولا يحترم النشيد الوطني.. فهنيئا للقضاء رجوعك أيها المحترم جدا المستشار عدلي منصور وإليك التحية والتقدير يا من سيكتب التاريخ وللمرة الأولي أنك أول رئيس مصري يسلم السلطة لرئيس آخر!! قاضٍ بمواصفات مقاتل المستشار عدلي منصور، رئيس المحكمة الدستورية، اسم طرح فجأة علي الساحة المصرية ليعتلي منصب رئاسة الجمهورية بعد أقل من يومين فقط علي تعيينه رئيسا للمحكمة الدستورية العليا.. أياما قليلة ويفارقنا من حمي ثورة 30 يونية وحفظ مصر في عينيه وقلبه فحفظه وسيظل المصريون في قلوبهم ووجدانهم ورغم ملاحقة كافة وسائل الإعلام له إلا أنه يعشق العمل بعيدا عن الأضواء. هو رجل قانون تولي عدة مناصب قضائية رفيعة المستوي أثرت علي شخصيته وكان هدفه الرئيسي إعادة الأمن للبلاد بالاشتراك مع الأجهزة السيادية في البلد فكانوا جميعا لهم الفضل والأثر الجيد في إنقاذ البلاد من براثن جماعة الإخوان الإرهابية وأعوانهم في الداخل والخارج. إعجاب المصريين عدلي منصور أول رئيس مدني حقيقي ورغم أنه غير منتخب إلا أنه كسب قبول وإعجاب جموع المصريين علي اختلاف انتماءاتهم السياسي فكان رجل دولة وقضاء عادلا احترم الدستور والشعب وأدار المرحلة الانتقالية بحكمة وذكاء في شهور قليلة من اعتلائه للمنصب الرئاسي لوحظ احترامه الشديد لمؤسسة الأزهر لتمارس دورها كمنارة عالمية، اهتم بتكريم أبطالنا المظلومين في العهود السابقة فمنح قلادة النيل لاسم الراحل محمد نجيب ود. خالد محيي الدين.. رأيناه رجلا قبل منصبا هو فيه زاهد منذ البداية لم يسع له أو ينتظره فقط استجاب لنداء الواجب والمسئولية نحو الوطن، ثم من جديد جعلنا نراه رجلا نبيلا يتخلي عن كامل سلطاته ومسئولياته ويمهد لرئيس جديد يأتي بعده دون تحايل ولا مراوغة أو محاولة لتعطيل خارطة الطريق.. فاستحق مطالبات التكريم والتواجد علي الساحة المصرية والسياسية ليكون عينا حارسة ومرشدة لمن يأتي بعده. عاشق مصر وحارس تاريخها المستشار عدلي منصور هو من وضع اللبنة الأولي في مشروع تداول السلطة الذي نادي به المصريون في 25 يناير عندما رفضوا التوريث أيام المخلوع حسني مبارك وتحقق لهم بعد 30 يونية، فسيذكر له التاريخ ذلك، فالملك فاروق لم يسلم السلطة في مصر لقادة ثورة 23 يوليو ولم يسلم محمد نجيب أول رئيس للجمهورية السلطة لجمال عبدالناصر الذي توفي ولم يتسن له تسليمها لمحمد أنور السادات الذي باغتياله عام 1981 لم يتسن له تسليم السلطة ل«مبارك» وبعد 30 عاما من حكمه غادر الحكم كرها بعد ثورة 25 يناير ولم يحقق مطالب المصريين في عهده بتداول السلطة، وحينما سنحت الفرصة للمصريين لتداول السلطة تسلمها محمد مرسي من المجلس العسكري رغم تشكيك البعض في الانتخابات الرئاسية الي أن استرد السلطة المصريون من جديد وسلموها للمستشار عدلي منصور فكان أول رئيس يسلم السلطة في مصر بل وأول رئيس ينتخب غيره وهو المشير عبدالفتاح السيسي بإذن الله، لكل ذلك وجب تكريمه. رئيس المرحلة الصعبة عدلي منصور كان طوال عام من حكمه رئيسا لكل المصريين فكان رجل المرحلة الصبة الذي صحح ما أفسده محمد مرسي وعصابته وعمل علي استعادة مكانة مصر الدولية فعزز العلاقات المصرية الروسية واكتسب من جديد الصداقة الأفريقية وفي عهده تم إعلان إنهاء الانقسام الفلسطيني، وبذلك أعاد لمصر دورها الإقليمي والدولي بتوظيف ناجح للسياسة الخارجية ولم يكتف بإعادة العلاقات المصرية مع الدول الرافضة للجماعة أو المقاطعة لمصر بسبب وصول «الإرهابية» للحكم ولم يتخذ موقفا عدائيا ضد الدول التي اتخذت موقفا عدائيا ضد مصر بسبب ثورة 30 يونية وفي مقدمتها جنوب أفريقيا التي اتخذت موقفا عدائيا ضد إرادة الشعب المصري حينذاك باستنكارها خروج الملايين المطالبين بعزل الجماعة الإرهابية، وكانت بذلك متقمصة دور بعض الدول الغربية. وحرص «منصور» في موقف تاريخي غير مسبوق علي ألا يتقاضي راتب رئيس الجمهورية مكتفيا براتبه من المحكمة الدستورية رغم إصداره قرارا بتحديد راتب رئيس الدولة وبدلاته فكان رئيسا غير شرفي، فأصدر العديد من القرارات بقوانين لتيسير الاستثمار والإنتاج بالعمل علي سير عجلة العمل وإبعاد مصر عن شبح الدولة الفاشلة وآخرها إصداره قراره الجمهوري بالموافقة علي إنفاق قرض مع البنك الدولي للإنشاء والتعمير بمبلغ 300 مليون دولار بهدف تمويل المشروعات الصغيرة، كذلك قراره الجمهوري بمعاقبة من يهين علم مصر ولا يحترم النشيد الوطني بالحبس والغرامة.. هذا هو عدلي منصور الذي وصف كرسي الرئاسة بالقيد وأن الأبهة ذهبت مع مبارك، ورغم ذلك أعطي ولم يبخل علي مصر. «السيسي» عليه أن يكرمه أولا اللواء سفير نور مساعد رئيس حزب الوفد وعضو الهيئة العليا يطالب الرئيس عبدالفتاح السيسي بأن يكون أول قراراته تكريم المستشار الجليل عدلي منصور رئيس الجمهورية المؤقت الذي أدار الفترة الانتقالية بجدارته ودون طموحات شخصية وأعاد للمنصب كرامته بعد أن اغتال هذا المنصب المعزول محمد مرسي وبطانته. وكذلك طالب أحمد عودة المحامي الشهير بالنقض ومساعد رئيس حزب الوفد بواجب تكريم الرئيس عدلي منصور الذي أكد أن لسانه وقلمه يعجزان عن التعبير عن الشكر للرئيس المؤقت الذي تولي إدارة مصر لفترة من أصعب الفترات التي مرت بها، وهو الذي جلس علي منصة القضاء طوال حياته وكلف بمهمة من ثوار مصر في 30 يونية فلم يتوان في تلبية نداء الشعب المصري وتسلم المسئولية وأمسك بدفة السفينة «مصر»، وقادها بحكمة وعناية وتبصر فلم يخطئ ووصل الي نهاية المدة وهو يستحوذ علي احترام وتقدير الجماهير فقد كان غيورا علي مصر ويحرص علي مستقبلها ومن هنا - والكلام لأحمد عودة - فإن طلب إقامة حفل تكريم هو أقل تقدير للرجل للتعبير عما نحمله ونكنه لهذه الشخصية العظيمة الجديرة بكل التقدير، وقد شهد له التاريخ ومن قبل هذا ومن بعده شهد الله وهو خير الشاهدين. رجل الأقدار الصعبة عبدالغفار شكر نائب رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان ورئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي يري أن المستشار عدلي منصور رجل يستحق الشكر والتقدير فقد تولي المنصب في فترة حرجة جدا وخطيرة في تاريخ المجتمع المصري، وتحمل مسئولياته علي نحو لفت الأنظار وقدم نموذجا راقيا لأداء رئيس الجمهورية الذي حرص دائما علي أن يتشاور مع قادة الأحزاب السياسية وقادة الرأي العام في القضايا الكبري للمجتمع وأدار المناقشات معهم بطريقة ديمقراطية وحرص علي أن يتيح الفرصة لكل صاحب رأى كي يعرض موقفه ولم يكن أبدا متشبثا برأيه بل كان ينزل علي رأي الأغلبية ويأمل «شكر» أن يحتذي ب«منصور» كل الرؤساء القادمين لمصر متمنيا له حياة هانئة سواء عاد كرئيس للمحكمة الدستورية العليا أو تولي مسئولية شعبية، وفي هذا الصدد أتمني شخصيا أن تشكل جبهة وطنية في مصر تضم كل القوي السياسية والشعبية برئاسة المستشار عدلي منصور تكون داعمة للقرارات الكبري في شأن دعم التحول الديمقراطي في مصر وإن لم يكن فيجب تكريمه ولو برئاسة مجلس الشعب القادم خصوصا أن مشروع قانون الانتخابات البرلمانية الجديد يتيح لرئيس الجمهورية تعيين ما لا يقل عن 30 نائبا قد يكون منهم المستشار عدلي منصور وبعدها سيقوم بالتبعية والرغبة بقية الأعضاء المعينين والمنتخبين باختياره وانتخابه كرئيس لبرلمان ما بعد 30 يونية وهو أقل تقدير وتكريم يمكن أن يحظي به المستشار الجليل عدلي منصور علي كل ما قدمه لمصر ولا يزال وسيظل!! حكيم في مقعد الرئاسة صلاح عيسي الكاتب الصحفي وأمين عام المجلس الأعلي للصحافة.. يري قبول المستشار عدلي منصور تحمل مسئولية البلاد في مرحلة صعبة يكشف عن جسارة وحس وطني عال جدا، فهو لم يجعل فترة حكمه شرفية بل مارس المهام الحقيقية والفعلية لمهام منصب رئيس الجمهورية بدرجة عالية بالتقدير للظروف العامة وكان حريصا علي إعلاء القانون وسيادته باعتباره قاضيا حريصا علي احترام القانون والمساواة بين الناس أمامه، فكان حريصا علي أن تتسم قراراته بالعدل والنزاهة واتسم خطابه السياسي بالحكمة والرصانة، وكان يمتلك رؤية واضحة لمهامه ومتطلبات المرحلة، وهذا أضاف الي منصب رئيس الجمهورية بالنسبة للدول الخارجية شيئا من الاحترام لمكانته فاكتسب شعبية واسعة لاستشعار الناس رغبته في إرساء حكم عادل ونزيه، ولو كان حكما انتقاليا في مرحلة من أصعب المراحل التي مرت بها مصر، وسيذكر له التاريخ ذلك.. فألف تحية وشكر للمستشار عدلي منصور. خاطر بحياته في زمن الانفلات وعلي نفس النهج السابق أكد الكاتب الصحفي نبيل عمر ضرورة تكريم المستشار عدلي منصور، مشيرا الي حسن حظ مصر لأنه تولي رئاستها وهو رئيس المحكمة الدستورية العليا فهو صاحب العقل الرصين الذي كانت مصر في أشد الحاجة إليه لما شاب الشارع وقتها من اضطراب وعنف واعتصامات وإضرابات كذلك يحسب له قبوله للمخاطرة بتولي مهام رئيس الدولة في ظرف خاص جدا. لا يمكن لأحد أن يتنبأ فيه بما سيحدث، أو ما هو مصير من ساند ثورة 30 يونيه، إذا ما سارت الأمور علي عكس ما حدث. فالمستشار الجليل قاد مجتمعاً مأزوماً في جميع جوانبه، باقتدار، وهنا كانت شجاعته كرجل قادر علي تحمل المسئولية، وتصرفاته تتسم بالحنكة والسياسة.. لقد كان رئيساً عفيفاً رفض أن يحصل علي راتب أو معاش رئيس الجمهورية، مما يجسد إنكاره للذات كما كان مثالاً للشرف دون البحث عن المكاسب، ولذلك لا أراه رئيساً للبرلمان كما يفضل البعض، فهو تخطي كل ذلك! تحمل المسئولية الدكتور أحمد يحيي، أستاذ الاجتماع السياسي بجامعة قناة السويس، يطالب جموع المصريين بالتوجه بالشكر والعرفان لله رب العرش العظيم، لأنه أتاح لمصر رجلاً ذا قيمة وقامة، هو عدلي منصور، رئيس الجمهورية الذي قدم المصلحة الوطنية علي مصالحه الشخصية، وتحمل عبء المسئولية، مخلصاً لله وللوطن، وأعطي درساً للوقار السياسي لمن سيأتي بعده. لقد اتسم خطابه بالأدب الجم مع الآخرين، لم يكن طامعاً في السلطة، بل مناضل. ولذلك، والكلام للدكتور أحمد يحيي، نتمني له كل الخير، في المستقبل القادم، ومصر لن تنسي ما فعله من أجل استقرارها ورفعتها وحمايتها، من أعداء الداخل والخارج، وإعادتها لأشقائها العرب والأفارقة من جديد. فارساً للنهاية الدكتورة عالية المهدي، أستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، تتقدم بالشكر والامتنان للمستشار الجليل الرئيس المؤقت عدلي منصور وتتمني عليه ألا يوافق علي إصدار ما يسمي بقوانين اللحظات الأخيرة، مهما كانت الضغوط، وألا يعطي الفرصة للحكومة لإصدار قرارات بقوانين، كما حدث بموافقته الأخيرة علي الموازنة العامة للدولة في أول أيام الانتخابات. وتضيف: يذكر له قيامه بمهام عظيمة دون أخطاء تذكر طوال المرحلة الانتقالية، وقد كان من أعظم قراراته خلالها إلغاء قوانين العفو الرئاسي للمعزول محمد مرسي.. لن ينساه التاريخ الدكتور سمير صبري، المحامي بالنقض والدستورية والإدارية العليا، يري أن التاريخ سيذكر للمستشار عدلي منصور أن عطاءه لم يتوقف عند القضاء المصري فحسب، وإنما كان لأجل مصر كلها.. ولذلك سيظل اسمه وسام فخر وشرف ليس للقضاء والقضاة فقط، وإنما لكل مصري، فهو رجل تميز طوال فترة حكمه بطيب الخلق ولم يتلفظ بألفاظ نابية، كما كان يفعل المعزول محمد مرسي، الذي كان يتخبط لغوياً، ولذلك لم يكن مجرد قاضٍ كبير فحسب، بل رجل حرب جلس علي عرش مصر عام 2013، في أحلك فترة تعيشها مصر، والتي لم تكن في حرب مع عدو خارجي، ولكن كانت في صراع داخلي مع فئة ضالة من الخارجين علي القانون والوطنية. ويستطرد صبري، مخاطباً منصور، بأن المسئولية كانت عليك نقمة، ولكنك كنت علي قدر المسئولية والموقف الصعب، ومن ثم كنت خليفة الله في حكم البلاد، ولم تطمع في السلطة.